قصة قصيرة
أيام في الغفلة
_______________
خرجت ريمُ كعادتها كلّ نهاية أسبوع لشراء بعض حاجيات المنزل (لوازم إعداد الطعام والطبخ وغيرها) مرحباً أبا محمود : كيف حالك اليوم ؟
ماذا لديك من أصناف الخضار والفواكه ؟
أهلا جارتنا الطيبة لديّ كل ماتحتاجين ،
لازلتِ جميلة وأنيقة يا ريم التفتت إلى يسارها لترى من المتحدث عفواً سيدي هل تعرفني ؟
ههه لا تقولي أنكِ لم تذكريني...نظرت إليه نظرة عميقة نعم هو عامر ذاك الطالب الوسيم في الجامعة لقد كان محط أنظار كل الفتيات ولقبه الدنجوان
الآن عرفتك كيف حالك ياعامر ؟
بخير لقد اشتريت منزلاً في هذا الحي منذ يومين فقط سعيد لأني رأيتك هنا على الأقل هناك شخص أعرفه قولي ماذا تعملين ؟
في الواقع لا أعمل تزوجت بعد تخرجي وأنجبت
وأهتم بعائلتي كما أن زوجي لايحبذ عمل المرأة خارج المنزل،
حسنا سأعطيك رقم هاتفي ونتواصل ..إلى اللقاء فأنا مشغول الآن إلى اللقاء أيتها الجميلة
لم تمر كلمات عامر الغزلية مرور الكرام على مسمع ريم بل أربكتها وأخذت تفكر هل هي حقا جميلة!؟
عادت إلى منزلها وآلاف الصّور تتزاحم على فكرها من أيام الجامعة ذكريات كثيرة جعتلها تستغرب أين ذهبت تلك الفتاة الاجتماعية النشيطة أنهت عملها وراحت تنظر لنفسها في المرآة بطريقة مختلفة تحاكي نفسها يأخذها الحنين إلى أيام خلت ...يا إلهي الهاتف يرن
ألووو من المتحدث ؟ كيف حالك يا جميلة
عامر أهلا بك هل حقاً تراني جميلة
ههه ألا تنظرين إلى نفسك في المرآة
تحدثا لساعة متواصلة وأصبح الحديث روتينا يومياً حتى بدأ فتيل الحب يشتعل بينهما
لاحظ الزوج تغير في حالة ريم بدت مشرقة وسعيدة ودائمة الغناء والإهتمام بنفسها حتى أنها لا تشتكي من التعب والمعاناة مع الأولاد كعادتها
طلب عامر لقاء ريم في شقته هنا بدأت بالتفكير
ترى ماذا أفعل ؟هل أذهب ماذا لو ذهبت وحصل أمر محظور يا إلهي لا أريد أن أكون رخيصة
فكرت كثيراً ورفضت لكنها أخيراً اقتنعت أمام إلحاح عامر وحبها وتعلقها به
اتفقا على الموعد وذهبت حين وصلت مدخل البناء الذي يحوي شقة عامر وكانت في الطابق الثالث اعترضتها سيدة متقدمة في السن
مرحباً يا ابنتي هل لديكِ أقارب هنا قالت لا جئت أزور أحد الأصدقاء فقالت: منذ أن سكن ذاك الرجل في هذا البناء لم نعد ننعم بالهدوء وصرنا نرى أشكالاً وألوان ، استغربت ريم وقالت من تقصدين يا خالة ، عمار أقصد عمار ذاك الرجل زير النساء كل يوم تحضر إليه إمرأة إنه متعدد العلاقات ووجوده يسيء لهذا البناء
أتى كلام السيدة العجوز كالصاعقة على مسمع ريم عادت مسرعة إلى منزلها وقامت بكسر شريحة هاتفها وشكرت الله أن أرسل لها تلك السيدة حتى تستيقظ من غفلتها وعادت إلى حياتها الطبيعية .
أميمة بدور
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق