السبت، 9 يناير 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{ملاك قسنطينة}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{أحمد جبار الجوراني }}


ملاك قسنطينة
قصة قصيرة

قرأت ذات مرة مقالآ حول الأهتمام بالأنثى والحب وجدت بين سطوره بعض الكلمات التي جذبتني ولفتت أنتباهي
حيث تقول الكلمات :
المرأة التي تحبها أجعل لها أسمآ جميلآ مختلفآ لا يناديها به أحد غيرك ؟

حدثت نفسي كثيرآ بهذا ، بحثت لها عن أسم يليق بعنفوانها وأنوثتها وعينيها الجميلتين ، وذلك الشعر الأشقر المصفف على أحدث موديلات تصفيف الشعر الفرنسية .
أشم عطرها وعطر تاريخها الموغل في عمق الحضارات ،
أسميتها  " راهبة الصمت " ملاك قسنطينة .
الشاوية ذات الخمس وأربعون عامآ عندما داهمت أوجاعي وأستفزت ألمي بنكهتها العربية الأصيلة التي لا تخلوا من الحب والرومانسية والبشاشة .
أنثى ممتلئة نشاط وحيوية ممتلئة حب وحياة تسابق نشوتها كل نشوة ترتقي بأنوثتها بمعنى الحب تعرف كيف تعيش الحب وكيف تعيش يومها ، لا تعترف بالحدود ولا تعرف غير العشق لغة . 
لم تحدثني كثيرآ عن مدينها تعرفت عليها من خلال الصحف والمجلات وبعض المقالات المصورة التي تخص الاثار والسياحة فيها إنها قسنطينة مدينة النسور وأعشاش الطيور
مدينة الجسور المعلقة ، تبدو جميلة وهادئة تقع شرق العاصمة وقريبة من الحدود التونسية .
شاهدت الكثير من تراثها ومعالمها وأزيائها التي يغلب عليها الطابع الشرقي البدوي والمطعم بالسحر والحداثة الاوربية .
أنارت من بين أزقتها شعلة وهاجة وروح شفاف ، تعرفت عليها من خلال حوارات ثقافية ونقاش عام حول بعض قضايا المجتمع وهموم العمل والاسرة وما شابه ذلك .

تطورت العلاقة أكثر فأكثر ، يومآ بعد يوم ، أخذنا نتناول أسرار بعضنا في كل شيئ حيث أنصهرت روحينا بروح واحد ، رفعت القيود والاستحياء .
أسرار بعضنا هموم ومشاكل الحياة والروتين والعمل والاسرة ، سرعان ما صارت علاقتنا ببعض علاقة متينة وصلت بنا للأعتراف علنا بالحب  نعم حب وشوق ، وحاجة أكتمال ملحة النصف للنصف ، لا يمر يوم إلا وتشاجرنا في الصباح ثم نهدأ وقت الظهيرة ونعود عاشقين مثل مراهقين يخافا من أبويهما أو أخوهم المشاكس الصغير من أن يكشف علاقتهما ويوشي بهما ، جميل هو الحب بعد الخامسة والاربعون .
عربية أصيلة متأثرة بالثقافة الاوربية منفتحة على الغير بحكم عملها في مجال الصناعة الطبية  .
لاتتحدث كثيرآ إلا بعد أن أستفزها  كم هو جميل خصامها أتعمد خصامها بين الحين والاخر لنعود لبعضنا بحرارة وشوق وشيئ من المزح والضحك  هكذا عودتها وعودتني .
كثيرآ ما نحلم بالهروب الى الصحراء ، هي تحب الصحراء حيث ماضيها العريق ، نلعن كل يوم الحدود والقيود وبعد المسافة .
مازلت أحبها بصدق رغم إنها متمردة شرسة لكن أحسست بأنوثتها ودفئ مشاعرها ، في قرارة روحها صبية تشتهي أن تلعب بالعرائس صبية في طور النمو مراهقة تنام وتغفو سريعآ بعذب الكلام ورقيق اللمس ، تشتهي الحب وترسم له الف صورة وتستلذ بتلك الصور مخيلتها واسعة وعميقة جدآ لاحد لطغيان أنوثتها ، صرت أخشى عليها كثيرآ .
ترفض أن تكبر وترفض فكرة التقيد بعمر معين في مسيرة الحب والجمال حالمة الى أقصى مدى .
هذا مختصر المختصر لملاك قسنطينة الشاوية .

من مجموعة القصة القصيرة (غير مطبوعة) 
رحلة قصيرة في شعابها

الكاتب أحمد جبار الجوراني 

ليست هناك تعليقات: