أذكر المسلمين بأن في سورة البقرة جاء الكلام عن ذبح البقرة بأمر من الله ليفضح قاتلي الرجل الذي ألقي به أمام منزل رجل بريئ حتى تلصق به الجريمة..
و القصة معروفة لمن يقرأ سورة البقرة و في القصة عبرة و ليعرف المسلم بأن في القرآن تنبيهات كثيرة في آياته الى الواقع الذي تعيشه الإنسانية رغم تغير العصور و البيئات..
ان جريمة القتل الأولى التي كان بطلها ابن آدم و الضحية كان ابن آدم ما تزال تتكرر في كل وقت و الجريمة الأولى كانت بسبب الحسد و التحريض الشيطاني و هي قصة قصها الله ليسن القانون و يوجهنا الى تجريم القتل..
لكن هناك شيء مهم في مسألة تتصل بجريمة القتل و هي التحقيق في الجريمة و هي مسألة خطيرة و حساسة و ذكرت في بعض السور كمثال عن ذلك في سورة البقرة و أمر الله بني اسرائيل بذبح البقرة و في قصة يوسف و في سورة يوسف في نفس الوقت..
ففي القصة نقرأ أن امرأة العزيز مسكت يوسف لما هم بالهروب فقطعت قميصه من دبر و عندما فتحت الباب صادفا وقوف أحد مسؤولي القصر فتسرعت زوليخة زوجة العزيز في لحظة الافتضاح باتهام يوسف فلم يأخذ المسؤول بجد ما سمعه منها و لكنه كان موضوعيا و أراد أن يكشف الحقيقة و كان كلامه بمثابة تحقيق في الحادثة..
أعتقد أن الحادثة نبهت الى ضرورة التحقيق لمعرفة الحقيقة فلقد جمع الأدلة حتى لا يقع في مظلمة و يصدق زوجة العزيز و هي الكاذبة بعد افتضاحها..
في الحادثتين ننبه الى ضرورة البحث عن الحقيقة الغائبة من خلال تبين الأدلة و اتباع معالم في عملية البحث للوصول اليها..
ما هي الفائدة التي نحصلها و نحن نعلم أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم أي قبل خمسة عشرة قرن و في ذلك عضة و تنبيه و تكوين حتى لا نتبع الهوى و الباطل و نظلم الناس و نمر على حوادث القتل مرور الكرام دون بحث لمعرفة الحقيقة..
ان الحادثتان هما اختصاص في التحقيق الأمني الجنائي و هما في نظري تنبيه من الله للمسلمين و للناس جميعا بضرورة التحقيق و التحري..
القرآن علمنا كل شيء و عبد الله بن عباس وقف على هذا الأمر لما قال لأحدهم "لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في القرآن..
لطرش بوثلجة عمر.. الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق