قصة قصيرة
الخيانة
هي الحرب تدور رحاها لتفرض ظلمها على الجميع .لكن الخيانة أسوأ مايتعرض له أبناء الوطن .
في يوم من أيام الخريف الحزين استيقظت عائلة وائل متآخرة لأنه يوم العطلة الأسبوعية الزوج يحضر قهوة الصباح وينادي زوجته هالة لتحتسي القهوة معه على انغام فيروز و من بعد ذلك قامت هالة بتجهيز الفطار لعائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص الأب والأم والأولاد الثلاثة محمد ومجد ومرهف ومن ثم جلست العائلة على مائدة الإفطار وبعد الأنتهاء من الأفطار قررا الذهاب في رحلة بعد الأنتهاء من ترتيب المنزل.
الأب ذهب إلى الدكان لشراء احتياجات الرحلة والأم صعدت الى السطح لتنشر الغسيل والأبناء انتشروا بالمنزل لمساعدة والدتهم بترتيب المنزل .
ماهي إلا دقائق انفجار ضخم هز المكان واشتعل المنزل بالنار ضغط الأنفجار كان قويا جدا لدرجة ان الناس رمت نفسها عن البلكونات والضحايا تطايرت على الأسطح البيت تهدمت جدرانه اشتعلت وتهدمت جميع المنازل المجاورة والمحيطة بالأنفجار وعلى بعد خمسمائة متر تم الأذى للمنازل وبالنسبة للضحايا لاتعد ولاتحصى جاءت الأطفائية وبدأت بإخماد الحريق من أجل انتشال الضحايا .
بدأ مجد يبحث عن أباه وأمه للآسف الأب استشهد هو وجميع الموجودين بالدكان الأم أين هي على السطح ركض إلى السطح مغمى عليها والدماء تغطي جسدها حملها ونزل بها إلى سيارة الإسعاف لكن أين أخوتي محمد ومرهف لقد تهدم الجدار على محمد ومرهف الشظايا ملأت جسده تم نقل جميع المصابين والشهداء إلى المشفى لازال قلب هالة ينبض لكن الشظايا ملأت جسدها ولكن هناك شظية اخترقت إحدى عيناها وبعد شهرين من العلاج خرجت هالة فاقدة لعبنها اليسار و مرهف أصبح مشلولا بسبب الشظايا التي اخترقت رأسه وجسده ومحمد شبه عاجز لأنه فقد إحدى ساقيه ومجد المعيل الوحيد لأهله يتضرع حزنا وألما لما حدث لأهله.
إنها الخيانة رجل سولت له نفسه بخيانة وطنه وقتل الأبرياء أغرته الأموال ليفعل فعلته ويغير مجرى الحياة ليحول يوم العطلة إلى يوم دامي .
أتى بسيارة مفخخة بالمتفجرات ليفجرها عند الأبرياء ليقتلهم بدم بارد ويتفرج على فعلته من خلف الشاشات إنه وحش على هيئة إنسان . لعنة الله على كل خائن وعميل سولت له نفسه أن يخون وطنه من أجل بضع ليرات لاتغنيه من جوع ولا تسد رمقه من عطش.
بفعل الخونة فقدنا الأستقرار فقدنا الأمن والأمان فقدنا كل شيئ جميل .
أمسينا في وطن جريح فاقد لكل حقوقه يتآلم مع كل جريح ويتآوه مع كل أم سكلى ويدمع مع كل زوجة وينثر قهره مع كل يتيم .
إنها الحرب أدمت وطننا وأدمت قلوبنا.
بقلمي
ربى محمود بدر
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق