اوراق وقلم رصاص
كان بالأمس طفل الطباشير
رسم بطبشورته اوجاعي
وتحدث إلى أن غلبه النعاس
ونام وطبشورته بيده
ابى أن يتركها
وجاء دوري لاغمض اجفاني
قد يغلبني النعاس وانام
وكلي امل بحلم جميل
غير ذاك الكابوس الذي يأبى أن يفارقني
وبدأت اسمع هفهفات
أو بالأحرى همسات في رأسي
وليست في أذني
تطلب مني إحضار مدوناتي
تطلب مني ان اكتب
ولكن رغم ذلك
حاولت أن أجبر نفسي على النوم
ولكن دون جدوى
قد يكون شيئا جاء من الزمن البعيد
ليوقظ مواجعي
ليستفزني
ليستفز الانسان الذي بداخلي
لا ادري
قد يكون حلما
ما زالت جوانحه ترفرف حولي
ولربما ذكريات كرم الدين
بدأت تدق ابوابها من جديد
اصوات برأسي تناديني
تارة تهمس كهمسات انثى
غمرتها الاشواق
وتارة تكون كهدير الرعد
في ليلة هوجاء
اوراق واوراق
اوراق بعدد سنين عمري
اوراق متناثرة من حولي
اوراق كفصول السنة ملونة
احببتها وما زلت احبها
كتب عليها عناوين مدوناتي
مخطوطات كنت رسمتها بإحساسي
بإحساس الانسان الذي بداخلي
تارة اكون رومانسيا عاشقا
الى حد الجنون
اسكرتني نشوة العشق
وتارة اكون اميرا بامارة احزاني
اغلق ابوابها
واعتكف بمحراب بوتقتي
انثر آهات قلبي على جدرانها
احكي وتبكي معي حروفي
وتعبت مدوناتي
واعلنت الحداد على حزني
وتارة اتكلم بلسان القهر الغاضب
الذي يحس باوجاع من حوله
هذا انا
اعرف نفسي ولا اقيمها
اعرف كرم الدين الانسان
وانسانيتي هي عنواني
انسانيتي خطها قلم رصاص
على جدران ازمنتي
قبل ان تكون على اوراقي
نعم هو قلم رصاص
ابتدأت من خلاله تعلم نقش الحرف
تعلمت كيف احس الحرف
قبل ان اكتبه
ورقة وقلم رصاص
كانوا كفيلين بتدوير عجلة الذكريات
واعادة تشكيل لحظات طوتها الايام
ورقة مفرودة وقلم يخط ذكرياتي
القلم يخط العناوين
ولكنه كان بكل حرف يخطه
يخلق غصة الآه بحلقي
ويخلج معه قلبي
الذي انهكته السنين
لربما اراد لإبن يحيى ان يعود
اراد ان تزهر كلماته من جديد
اراد ان احلق بكلماتي
اسموا بإحساسي
لتنبض الحروف في ورقتي
لأعزف على ناي الكلمات
من خلال قلم الرصاص خاصتي
لأرسم ملامح الانسان الذي بداخلي
من جديد
ولتعصف اوراقي بروحي
لأعيش الماضي والحاضر معا
بروح متفانية مقبلة على الحياة
لا ادري
بلحظة
وعندما امسكت بقلمي
احسست باني بحاجة للبكاء
وخدعتني دموعي وهبطت متسابقة
الى موطن الوجع في نفسي
الى نقطة ضعفي
وتوالت العناوين تحط على الاوراق
عنوانا تلو الاخبار
وكل عنوان يحتاج الى وقفة طويلة
اعيش معها ذاك الحدث
وكان كل عنوان هو سؤال يطرحه
القلم على الورقة
ويحتاج الى اجابة
احيانا الاجابات ليست اجابات
بقدر ما تكون هي تفتيح لجروح
قد اكل عليها الدهر وشرب
وتحتاج لدموع غزيرة للتخيف
من وهجها
دعوني وشاني بالله عليكم
لماذا تنثروا الجمار التي تحت الرماد
فروحي قد تشتعل بشرارة واحدة
فأنا اضعف من ان احتمل وجع غيري
يحط في نفسي مرة واحدة
اضعف من ان اعيش الالم من جديد
نعم
تكلمت عن نفسي
عن احساسي
مشاعري
عن حبيبتي
واجدت الحوار بيني وبين قلمي
احدثها من خلاله
اتغزل بها من خلال اسطري واوراقي
فرسم القلم صورا لها بتعرجات
الوان الفحم
ما زالت مرسومة بذاكرتي
العشق اشجان روح اعيشه بإحساسي
فاشجاني
لم يستطيع قلم الرصاص رسمها
ولن تتسع لها كل الاوراق
انا موسوعة اشجان تتغنى
موسيقى روح على مقام صبا
تطرب من حولها
اعزفها منفردا
على اوراقي بإحساسي
ايها القلم ويا ايتها الاوراق
انتم بحاجة لساعات طويلة
لتستوعبوا من هو انا
وما هي مفرداتي
فكل كلمة تحمل في داخلها قصة
انسان
ونبض انسان
ووجع انسان
وحلما كبيرا لا تقدروا على فهمه
هي فقط لغة
لغة لا تفهمها الا الارواح
فلغة الروح للروح تحمل اسمى المعاني
انحنت لها كل لغات العالم
لغة تخاطر
تأنس لها كل نفس بشرية
تعالوا لنتكاتف سويا
لنخط احرفا من نور
احرفا ملائكية السمات
فالكلمة الطيبة تصنع المعجزات
ترتقي بها الروح
وتسموا معها النفس البشرية
اوراقي جميلة ونقية
بنقاء الثلج
لم تدون إلا الكلمة الطيبة
حتى ولو كان بها نفحات
من الحزن
إلا انها كانت وما زالت
تجد لها مكانا بنفس كل من يقراها
وقلم الرصاص خاصتي
تحدث بصدف عن كرم الدين الانسان
فهو رفيق درب طويل
علمني كيف اصوغ مشاعري
بكلمات بسيطة تسكن النفس
علمني كيف اترجم الانسانية
لإحساس كثيرون من هم بحاجة اليها
تحدثت عن نفسي
ولملمت احزاني باوراق لم تعرف الزيف
ولا التلون
ولا النفاق
ساهرت القمر وحدثته عن مكنونات نفسي
واليوم عادت لي اوراقي وقلمي
لنعيش ذكريات كتبنا خطوط عناوينها معا
بفرحنا وبحزننا
باشواقنا بمحبتنا
بكل المشاعر الصادقة كنا معا
فشكرا لك ايها القلم الصديق
وشكرا لاوراقي التي لم تخذلني يوما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق