السبت، 19 فبراير 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{أفكار مجنونة}} بقلم الكاتبة القاصّة اللبنانية القديرة الأستاذة {{غزوة يونس}}


أفكار مجنونة

كعادة مقيتة أحترفها من وقت لآخر  ، 
 لن أذهب لعملي اليوم  ككل صباح!
..فمنذ نعومة جدائلي
تلهث من خلفي الأيام
وأنا ألهث خلف سيقان الحياة،
 الطوابير الطويلة للمهام باتت كنيتي
وشَعر رأسي أفكار مجعّدة..

بكثير من  المكر البريء
حضّرت قهوتي في فنجان مورّد، قطعا ليس كوجنتيّ
 رحت أقلّد صوت جارتي المحظوظة، علّّ الحظّ يخطئ فيما بيننا اليوم ويزورني..
حشوت جيبي بالذكرى ليبقى الطعم حلواّ في فمي طول النهار،
 وضعت بربارة على وجهي كي لا تتعرّف إليّ الحياة،  علها تعفيني من مهام جديدة..
 وخرجت للتجول، سيراً على رأسي
الأقدام تركتها عند السرير تشاكس ظلّي..
أعايد كلّ من أمرّ به، حتى صدّق بعضهم أنّ  اليوم عيد فأقفل دكانه وهرول إلى عياله
أمازح شرطيّ السير، يمازحني بغمازة صافرته
 قائلة: ألك في تنظيم الأعمار والأفكار كما تنظّم السيّر؟! 
ترك الطريق جانباً،
وانفجر  ضاحكاً من السؤال، وسط دهشة المارّة وحشريتهم.
أمرّ  ببائع الموالح أنصحه أن يغمسّها بالسكّر، ويترك لي شيئا منها أرشه على الأطباق عند عودتي
أنصح بائع المناديل أن يستبدلها بالورود، 
تذكرت!
 لاورد في حديقتي!
 أبحث طويلا عن بائعة الكبريت فلا أجدها، 
 بودّي لو  أمنحها علب سجائر أيضا لتبيع الكيف بدل نارٍ تلسع أصابعي..

في سوق الألعاب، رأيت دمية كبيرة معلّقة!
خاطبتها : هلّا دست على قدميّ كي لا أفعل شيئاً سوى أن أُهدهد،
وأعود للسرير حيث تركت قدمي هناك
وأنام؟!..

... غزوة يونس 

ليست هناك تعليقات: