الخميس، 21 أبريل 2022

ج(السادس) من قصة{{عزرائيل}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"عزرائيل"
قصة مسلسلة
بقلم :
تيسيرالمغاصبه 
-------------------------------------------
    -٦-
،،الخطر المحدق ،،

وقف ثائر على مسافة قريبة  ،مناسبة جدا وراء الرجل ،وبحرص شديد أطلق النار عليه ليصيبه إصابة مباشرة فيقتله ،هنا ضحك بلال وقال :

-أحسنت، لو تأخرت قليلا لكنت الآن في عداد الأموات؟

-من هذا الرجل ، ولماذا أراد قتلك.

-إه لا عليك أن الأعداء كثر؟

بالرغم من أن ثائر كان يشعر  أن حياته أيضا أصبحت مهددة ،إلا أنه لم يتراجع أبدا ،خصوصا بعد أن إنجر إلى ذلك المستنقع،
كذلك أنه يرى أن الحياة لم تعد  تستحق العيش وأنه يتمنى أن تأتيه رصاصة لتستقر في قلبه ،حتى لو كانت الرصاصة طائشة،
قال بلال :

-جيد جدا أن يبقى السلاح معك ،إعتبره هدية مني لك؟

-وانا قبلت هديتك.

كان ثائر قد تعلم تغقد الناقلة بسرعة كحاجتها إلى تغيير الزيت ،ووضع الماء وتبديل الإطارات ،
حمل قطعة السجاد وسبق بلال إلى الناقلة لتفقدها، بينما بلال يقوم بترتيب حافظات الطعام وغير ذلك ،
وبينما كان ثائر جالس القرفصاء  أمام إطار الناقلة الذي كان مفرغ من الهواء بشكل متعمد ،
شعر أن أحدهم يقف وراءه..إعتقد أنه بلال ..أراد أن ينهض ليستدير.. لكنه هدده بالسلاح بأن يبقى جالسا  كما هو دون حراك ،
بقي ثائر جالسا كما هو دون حراك ،فجأة شاهد نقاط الدم الغزيرة كالنافورة التي لوثت وجهه وقميصه ،
فسقط الرجل على الأرض لافظا أنفاسه الأخيرة ،لقد كان بلال قد وصل وأمسك به من الخلف وجز رقبته بسكينه الحاد،ثم بصق عليه
وقال :

-لقد أعادني إلى أيام داعش هذا القذر ،عموما يجوز لنا الدفاع عن أنفسنا بالمثل؟

قال ثائر :

-لقد تعادلنا برد الجميل أخي بلال؟

رد بلال بعتاب:

-نحن إخوة لاحساب بيننا ،أنا أفديك بدمي .

قام ثائر بنفخ الإطار بينما كان بلال يجر الرجل المذبوح ليرمي به خلف الصخور متخذا من  الناقلة
ستارا عن  الطريق ،
قام  ثائر بتنظيف وجهه و قميصه من دماء الرجل بالماء بشكل مؤقت حالما يصلان ليستبدله،ثم صعدا إلى الناقلة التي تحركت بأتجاه الطريق ومن ثم  سارت على 
الطريق  ببطء مخلفة وراؤها جريمتين جديدتين،
قال ثائر كما وأنه قد تذكر شيئا :

-لقد قلت أن الرجل أعادك إلى أيام داعش ،ماذا تقصد بذلك؟

-هههههههه ألم أخبرك بذلك.

-لا لم تخبرني أبدا بذلك الأمر؟

-لقد  كنت قد إنضممت إلى داعش لفترة من الزمن ومن ثم تركتهم عندما تأكدت أن طريقهم مخالف لديننا كليا،
بينما كنت أنا أنوي العودة  إلى الله بصدق.

-هل أرتكبت جرائم إثناء وجودك معهم ؟

-ياإلهي ..بماذا سأخبرك ..ومن أين سأبدأ ..لقد إرتكبت الكثير  من الجرائم والفظائع التي تشيب لها رؤوس الأطفال.

-................ .

-الاغتصاب ..قطع الرؤوس بحد السيف والحرق بالنار ،وقطع اليدين ههههههه لاأعرف بماذا أخبرك أخي ثائر .

-مروع؟

-أن الله يغفر الذنوب جميعها.

-لكن كيف إستطعت الهرب من ذلك التنظيم الرهيب ؟

-هههههههه أنا بلال هل سيعجزني ذلك هههههههه.

-وهل إنتهى الأمر تماما؟

-لاأستطيع قول أن الأمر قد إنتهى تماما ،فأن رأسي مطلوبا من قبل الأمير هههههههههه هذا طبعا قبل موت الأمير نفسه.

*   *    *    *    *    *    *    *    *    *

كانت الناقلة الضخمة منطلقة بحمولتها بينما ثائر لايزال قلبه  ينزف بغزارة  على فراق آيات مع صوت أنين المحرك، أما بلال فكان
مستمرا في حديثه بلا فواصل ولا نقاط وبلا أخذ أي نفس كما وأن الحديث هو الذي يساعده على البقاء حيا،
 فأحيانا كان ثائر يقاطعه ليعتقد بأنه يسمعه، فيجيب كالخبير أو الفيلسوف ،سأله ثائر:

-ألم تستوقفك الشرطة يوما بشأن مايحدث في الطريق من حوادث وجرائم ومطاردات،كمشتبه بك مثلا ؟

-إسمع أخي ثائر، أن تلك الصحراء كالبحرالواسع ..الكبير ..العميق تماما.. والناقلات كالسفن، والعربات كقوارب الصيادين الصغيرة ، أما البحر فهو مليء بالأسماك بمختلف انواعها ..السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة ،وكل ماهو فوق البحر أو في الأعماق فهو مجرم قاتل..لكن يوجد المجرم الذي يمتلك رخصة القتل،والمجرم الذي لايمتلك تلك الرخصة ،والجميع يطارد ويقتل كل بحسب مصلحته..وحسب هوسه ،والكل يريد أن يصطاد.

-فهمت ..والبحر كالغابة؟

-أي وكما يقول المثل "طاسه وضايعه ".

-أو "طعه وقايمه"؟

-هههههههه وكلما إبتعدنا إلى الحدود وإلى الدول الأخرى تشتد المخاطر أكثر وأكثر، أن حياتي يمكن أن تنتهي بلحظة بسلاح عدو قديم أو جديد ..أو منافس ..أوقاطع طريق ،وإن جميع قائدي العربات والناقلات متشابهين  هههههههههه كالأسماك تماما..لايعرف المجرم من الصالح النقي السريرة والذي 
يعرف ربه ويخشاه.

*   *   *    *    *    *    *   *   *    *    * 

مابين فترة العصر والمغرب كانا يستريحان كالعادة في البر بينما الناقلة تنتظرهما بعيدا عن الطريق ،
كانت أسلحتهما ممتلئة بالرصاص تحسبا لأي طارىء بينما ثائر يستمع إلى أحاديث بلال عندما سأله بلال :

-أتذكر القرية التي وجدتك قريبا منها ؟

بالرغم من أن ثائر لايحب تذكرها إلا أنه رد :

-أذكرها ..مابها .

-نحن الآن على مقربة منها، هل أنت من أهلها؟

-لا أنا من سكان عمان .

-وهل لك علاقة بها ..أو أقارب  لك فيها مثلا..أو ..أو ذكريات ؟

-لا..أبدا.. لماذا.

-أأنت متأكد من أنه لايربطك بها شيء لامن قريب ولا من بعيد؟

-قلت لك لا ،لماذا تسألني.

-لأن أسمك يذكرني بتلك القرية كلما مررت بها؟

-أسمي أنا.

-نعم .

(يتبع....)
تيسيرالمغاصبه 

٢٠-٤-٢٠٢٢ 

ليست هناك تعليقات: