الأحد، 31 يوليو 2022

نص نثري تحت عنوان{{ أريدكِ اليوم }} بقلم الكاتب المصري القدير الاستاذ {{حسام الدين صبري}}

أريدكِ اليوم
________________________________
        أُريدكِ اليومَ 
واليوم لن أقبلَ أيةَ أعذارِ
اليومَ لايومُ تمهلٍ ولاتَقبل
        إعتذَاري
اليَوم يوم عِناق الطيورِ 
     وموسمُ الأزهَارِ
اليومَ سأوزعُ في عَينَيكِ
      ميراثُ الأشعارِ
وأحطُ على صدركِ عشقاً
     كما العصافيرُ
 تحطُ على الأشجَارِ
وأُراقِصُكِ طويلاً ومنَ 
الصَمت والتنهيدِ سَيكُون
    نغمي وأوتارِي
وأنشدُ حنينيِ إليكِ كَما 
الشمسُ تنشدُ في النهارِ
اليومَ سأعلنُ احتلالي وعلى
          غيرِ العَادةِ
سَأُحِبُ غَزوي واستعمَاري
أنا مُدني من الثلجِ ذابت 
    وفيهاالدِفءُ مقتُولٌ
وعصافيرُها هَاجرت الأوكَارَ
     فَادخلي مُدني 
وغَيري المواسمُ لِعلَكِ 
       تُحييني بِالنَارِ
أريدُ اليوم أسافرُ في عَينَيكِ
    مُدن السحرِ والأسرارِ
أنا من شكوتُ الغربة كثيراً 
واليوم الغربةُ فيكِ جنةً
        جنةً وأنهارا
وخشيتُ الغرقَ عُمرا وتَقلُب
   الأمواج وجفَافُ الأنهارِ
        ولَم أكُن أعرفُ
أنَّ عَينيكِ هيَ أخطرُ البِحَارِ
أبحرتُ فيهما دونَ يَقينُ 
      دونَ أمل وعزَّائي
أنهُمَ قِبلَةُ دفَاتري وأفكَاري
اليومَ لكِ أن تفرضي طقوسكِ
            وجنونكِ
أنا مستسلم هذا الورقُ مُلكي
وهذا هوَ بيتي وهذه هي
      حدودي وأسواري  
أريدُكِ اليوم أن تقتُليني حُبا
فَالموتُ حُباً خيرُ من حياةُ
         الاحتضارِ
اليومَ يومُ تنصيبكِ على العرشِ
والمُلكُ مولاتي ليس اختياراً
قَدرُكِ أن تعتلي عرشَ النساءِ
وتُرثي قواعدَ جديدةٍ وتُغيري 
            أنتِ المسَارَ
وتصوغي دستوراً يبقي خالدًا
بين العشاقِ ومذهبًا للصغارِ
            ،وللكبارِ
   اليومَ سيخلدهُ التاريخُ 
كذكرياتِ المعارك والانتصارات
 اليوم يوم انتصارِ الحُبِ فإن
كَانَ لِلعِشقُ ثورةً فَهذا اليوم
           يومَ الثوارِ
 يَسُوقني الشَوقُ إليكِ فلا
 تَخافي من جنُوني وإعصاري
           فَلَولا الحُبُ  
  مَاكانَ الجنُونِ بينَنا سُنةُ
ولَولاَ مِيلادكِ. مَاخُلقت أمطاري
ولَولاَ الحياةُ بينَ يَدَيكِ تَسرقُني
     لاَلَعنتُ زمَاني وأقداري
ولَولاَ العُلاَ في جَبينكِ والشموخ
     لَكَانَ سقُوطي وانهياري
ولَولاَ الهُدى في عَينيكِ رسالةٌ
  ماكَانَ الشَوقُ وِردِي وأذكَاري
إنى أعلنتُ الحربَ على الدنيا 
         والظَهرُ عَارِيا  
فَكُوني غِطَاءً يَحمِيني وكُوني
        وكُوني بِجواري         
سأستمدُ من عَينَيكِ قُوتيِ ومِن
  شَفتيكِ يُستنُّ سَيفيِ فَصُبي
 العِشقُ واسقينيِ وامنحيني
           شَرعيةَ القرارِ 
أُريِدُكِ ِ اليومَ ولكِ أن تَكُونيِ
             عمرًا جديدًا
ولكِ أن تكُوني موتي وانكساري
        ____________________________

     حسام الدين صبري

 


ليست هناك تعليقات: