جَوازُ سَفَرٍ
بقلم الأديبة : عبير محمود أَبو عيد. فلسطين - القدس.
جِئْتُكَ هارِبَةً مِنْ كِتابِ أَحلامِيَ الكَبيرِ
فَهَلْ أَجِدُ عِنْدَكَ كُلَّ الدَّواء؟
ما أَتَيتُكَ أَطْلُبُ بَريقَ الشَّمْسِ
أَوْ زُرْقَةَ السَّماء
أُريدُ رُكْنًا أَنامُ فيهِ
بَعْدَ طولِ عَناء
أَحْلُمُ بِوَطَنٍ أَبْنيهِ في عَيْنَيْكَ الدّافِئَتَيْنِ
فَهَلْ تَهَبُني الانْتِماء؟
جِئْتُكَ أَوراقي مُبَلَّلَةٌ
وَأَفْكاري كُلُّها مُشَتَّتَةٌ
فَهَلْ أَجِدُ لَدَيْكَ مِعْطَفًا لَمْ يُلامِسْهُ البُكاء؟
جِئْتُكَ مِنْ بِلادٍ دائِمَةِ الحُزْنِ دائِمَةِ الصَّقيعِ
فَهَلْ أَجِدُ عِنْدَكَ رُكْنًا لا يَزورُهُ الشِّتاء؟
أَنا لا أَطْمَحُ بِأَكْثَرَ مِنْ هُوِيَّةٍ أَوْ جَوازِ سَفَر
يُقصيني عَنْ حُزْنِ الشَّقاء
أَكْبَرُ أَحلامي وَطَنٌ أَرْتَمي فيهِ
قَلْبٌ يُعانِقُني حينَ يَشْتَدُّ المَطَر
جِئْتُكَ مِنْ بِلادِ النِّسْيانِ
وَما عُدْتُ أَعْرِفُ مِنْ أَكونُ
وَلا ما كانَ اسمي
جِئْتُكَ وَأَحْلُمُ أَنْ تُساعِدَني
في تَلْوينِ مَلامِحي أَوْ إِعادَةِ رَسْمي
جِئْتُكَ أَحْلَمُ بِقَلْبٍ يُنْهي غُرْبَتي المَريرَةِ
بِأَرْضٍ تَضُمُّني
بِبَيْتٍ مِنَ الحُبِّ أَحميهِ مَعَك
وَأَمْلَأَهُ بِالزُّهورِ مَعَك
فَهَلْ في بِلادِكَ أَمَلٌ وَعَطاء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق