السبت، 26 نوفمبر 2022

نص نثري تحت عنوان {{ومشيت}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة {{غزوة يونس}}


ومشيت..
هي نفس الطريق الممدودة منذ الصغر
مشيت..أتجاوز المطر
أعدّ الأحجار الكبيرة،
أمدّ الأبواب القصيرة
وأطرق الحلقات المتأهبة دوماً للانتظار
مشيت، أجترّ موسيقى الحياة
أميل مع إيقاعها مرّة
أتّزن مع أهوالها أخرى
وأشمّ ريح الصبا..يعود من أدراج الوسن
يفلت من نوبات الشجن
فأمدّ النظر إلى السطوح
لأرى مشاهد العمر هناك..تناديني
لعبتي، وردتي، أغطيتي
كوب السحلب الدافئ
حاجباي الكثيفان المعقودان
صنارة الصوف الداكن
مرايا السيارات الكاذبة
كتاب الألف غفلة وغفلة
وصوت خيالي الأمرد، يتسلّل من النوافذ المتكسرّة بطوب طائش..
مشيت، كأول مرة انتعلت فيها حذاءً بكعبٍ عال..
ترنّحت، تعاليت، تغابيت
كأوّل مرةٍ احتميت بلفحة العنق
خبّأت حنجرتي وغنيت..
أغنيتي الأولى والأخيرة..كانت أنت
دندني معي أيّتها الطريق
دندني، إني أسمعك وتسمعينني
وأكثري من الإيقاع خلفي
أحتاج أن يتناثر عزفي
أن أمدّ ذراعي
أن أراقص خوفي
وشيءٌ ما يطوّقني من خاصرتي
شيٌ ما!
ما كان يديك..
ليته كان يديك
لتتدحرج الخطوات إليك
وتصير الطريق سبيلا

أرهقني الصمت طويلا.. 

ليست هناك تعليقات: