الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{سفينة النجاة}} بقلم الكاتبة المصرية القديرة الأستاذة{{ايمان_عمر}}


سفينة النجاة
لايمان عمر
_________

في مهب الريح..
ووسط أمواج عاتية
قذفتنى الأيام بلا رحمة
لأصارع موجًا أهوجا
ومصيرًا أسودا...
وغرقًا محتمًا ليس منه نجاة
وأنا بلا قارب ولا شراع..
ولا ربان ولا حياة..
ونظرت بالأفق..
فوجدت سفينة نجاتي
لوحت لها بيديَّ
فتوقَفَت..
 وأنا على وشك الغرق
وسحبتني بحبل الأمل..
ابتسم ليّ الربان..
فتوسمت فيه النبل ..
واستشعرت به النجاة
ونمت ليلة طويلة..
وانا بحضن الأمان..
ولم أهتم لريح ولا عاصفة 
وبأذني صوته...
يشجي كما الألحان..
تمنيت لو أظل راقدة
ببحر يضمني معه بلا شطآن
وذات صباح ابتسمت له
وأنا مطمئنة....وأحسب أن
فى وجوده الأمان..
فأمسك بيدي ورماني للبحر
على حين غرة ...
وأنا أرتعد ولا أمتلك ما أجابه به الموج ..
ولم أتعلم العوم لأنجو باطمئنان
توسلت اليه ألا يتركني
أجابه مصيرًا محتومًا
وأن يحميني من تلك الأحزان
رق قلبه وأعادني لسفينته
ولكني فقدت طعم الأمان
صدقتَه....
ربما خانه التقدير..
أو خانته يديه..
وباليوم التالي وأنا متعبة
عاود قذفي في بحر الغدر
ولم يلتفت لصراخي ودموعي
ولم يحسب حسابًا لمصيري
وكنت أتوسل له بكل شيء.
ألا يزيد من أوجاعي
وأن يرحم احتياجي له ودموعي
وألا يشوه صورته بعيني
ويكون رحيمًا كما تمناه قلبي
ولكنه سخر من كل ما كان!!
.......................
كنت لعبته التى اعتادها
وكلما أوشَكَت على الموت 
أنعش قلبها..
وكلما رقدت بين أحضانه
نزعها ....ورماها لقدرها...
واستهوته دموعها
وانتشى من أوجاعها
وتركها مرات ومرات لمصيرها
ثم حانت اللحظة الأخيرة...
التي عاود قذفها....
لليم المخيف ..وبكل سخرية
ضحك ضحكة أخيرة مدوية
كافية بأن تعرف.. انها ذاهبة لحتفها
وغلب احتمالها قدرها..
فتعلمت العوم وابتعدت...
ولم تنظر  أبدًا خلفها ..
وقلبها يعتصر ألمًا..
على ضياع حلمها
ولم تصرخ ولم تتوجع
بل استطاعت أن تتعلم
كيف تنعش قلبها ..
من كثرة الذل قد استفاقت.
ومن شدة المحنة قد تشافت
وتمسكت بحبل الله ....
ووصلت بنفسها لشاطئ الكرامة والحياة

#ايمان_عمر 

ليست هناك تعليقات: