السبت، 15 يونيو 2024

مقالة تحت عنوان{{الطفل الداخلي}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{ملفينا توفيق ابومراد}}


الطفل الداخلي 

بالصدفة كنت اقرا موضوعا في علم النفس عن الطفل الداخلي ،
و كأن في داخل كل منا طفل داخلي ،عدت بافكاري ، كيف يشعر به كل منا دون ان يدري ، في خضم الحياة بعد البلوغ لا نتذكر ما مر معنا! قد نتذكر في تربيتنا لأولأدنا و افعالهم نرى انفسنا في تلك الأعمال ، هذا ما يجعل الطفل الداخلي فينا يتفاعل ،بتمردهم ، برضوخهم ، بفرحهم ، بزعلهم ...
منا من تعرض للتعنيف ، نتذكر ذلك اذا حاولن ضرب اولادنا بسبب كسلهم او تمردهم ، ربما نتراجع عن ما عزمنا عليه ، و قد نتذكر ما كان الأباء يقولون لأستاذ المدرسة لحم ولدي لك و عظامه لي ، لذلك كنا نتعرض للضرب بشتى الوسائل ... هذه الصور قد تعود الى الأباء اصحاب الضمير الحي كي لا يعرضون أولأدهم لِمَ تعرضوا هم له .
من هو الطفل الداخلي :
 هو الجانب الداخلي من شخصيتنا ، الذكريات ومراحل النمو التي عشناها في طفولتنا ، بما فيها البراءة و الفرح و التفاؤل هذه النواحي الايجابية .

اما النواحي السلبية : الرّفض، التخلّي، الإذلال، الخيانة ، الكبت ( كبت التعبير خوفا من ردة فعل الاهل او الرفاق او المدرس و حتى المجتمع ، كبت الاحاسيس السلبية و الايجابية ) ، السكوت على مضض خوفا من القصاص الذي هو الظلم بحد ذاته هذه الحالات تنقصها : التسامح والصبر والخلق الحسن. 
بعض الأفراد قد يكونون على اتصال أكبر بطفلهم الداخلي، مما يظهر في سلوكهم بطرق تشبه سلوك الأطفال، مثل البراءة والفضول والمرح . الحزن ، الانزواء ، التردد ....
 
اول من تطرق الى علم النفس التحليلي هو كارل يونغ (ولد في 26 تموز 1875 و توفي في 6 جوان / حزيران 1961 ) اسس 
مدرسة علم النفس التحليلي ،  هو من اوائل طلاب سيغمند فرويد .
كما يطلق عليها أحيانًا بـ علم النفس اليونغي نسبةً ليونغ. استخدم مصطلح اللبيدو ولم يقصد بها فقط الطاقة الجنسية بل طاقة الدوافع الكلية النفسية . هو من اوائل طلاب .
سيغموند شلومو فرويد يعرف اختصارًا بـسيغموند فرويد
 (هو طبيب نمساوي من أصل يهودي، اختص بدراسة الطب العصبي. وهو طبيب الأعصاب النمساوي الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث  ) .
كارل يونغ صاحب نظريتين  : 
في حياة كل انسان قناع و ظل
و الوعي و اللاوعي .

القناع هو ما نتخذه في علاقتنا الاجتماعية و الحياتية 
و الظل هو ما نختبى به مما عانيناه في طفولتنا و الراسخ في عقلنا الباطني ، يصحو و يرقد عند الحاجة .
حياتنا ترتكز على الوعي و على اللاوعي . الوعي هو ما نعيشه و نتصرف به ضمن مفهوم القناع و اللاوعي هو ما نعيشه ضمن مفهوم الظل مما تربينا و نشئنا عليه في طفولتنا .
متى يصحو عند الانسان التفكير بالماضي او كما يسمى بالطفل الداخلي ، او استرجاع الافكار منذ الصغر ، في زمن الشيخوخة ، لا يعود المسن يتذكر ما حدث معه حديثا ، بل ما حدث معه سابقا و سابقا جدا .
منهم من يسميه  ضعف الذاكرة او ما يسمى بالخرف ؟
كما في بدء حياة الانسان و تقدمه رويدا رويدا في العمر يتعلم و يكتسب كما ينمو بالقامة ، في شيخوخته تتراجع مقدرته و تتناقص قامته الجسدية و حياته الذهنية بالنسيان و التصرف بعيدا جدا عن مفاهيمه و معتقداته و ما تعلمه من نعومة اظفاره و تعايشه معه و ما اكتسبه في حياته ...

ملفينا توفيق ابومراد
لبنان 

2024/6/14 

ليست هناك تعليقات: