عساه
فمن هذا و من ذاك يسقيه
و يخفي الهوى في القلب و العين تبديه
و للحب آلاء و ما عاد يحصيه
يحابي حبيبا ليس يوما يعاديه
و يغريه بالحسن الفريد و يغويه
و في راحتيه الكأس و الغيث يلقيه
عساه فمن هذا و من ذاك يسقيه
و يبدي صريع الحب ما كان يخفيه
هواه إلى يوم القيامة يكفيه
عليه تباكى لا تجف مآقيه
يحب وصالا دائما في لياليه
و تؤخذه الدنيا بعيدا و تدنيه
فمن قربه حين العذابات تعطيه
،،،،،
و إن عاش من كل الحسابات يلغيه
و إن مات تأبينا فبالشعر ينعيه
محبا يجاري شعره في تعاطيه
و يبدأ مشوارا سعيدا و ينهيه
و يحكي له بيت القصيد و يرويه
و ينفعه تالله ما صار يؤذيه
و يعلمه بالبوح الرقيق و يدريه
يبيع لمن يهواه حبا و يشريه
،،،،،،
و دمع المآقي كلما ناح يجريه
و يبغي بهذا المبتغى أن يداويه
و يأتيه كالبستان بالورد يرميه
و ترعاه عين الشمس و البدر يحميه
فلا جنة من ضل أو تاه تأويه
و من لم ير الأنوار فالنار تضنيه
و ما هذه الدنيا الغرور تساويه
يضر التنائي و التدانيُّ يجديه
و يفرحه ما فيه كالطفل يأتيه
و يعليه بالذكرى و ما فيه يعنيه
،،،،،،
و يسعده ليلا و في الصبح يشقيه
و من بعدها الشكوى فمن ذا يواسيه
يلاقي عيون الشعر حين يلاقيه
و من بعدها البلوى فمن ذا يجاريه
و هذا الهوى منه فمن ذا يراعيه
و هذا الذي فيه فمن ذا يحاكيه
به قلبه يسلو و في الهم ينسيه
تسليه أحلام يراها و تشجيه
يورطه بالحب سعيا و ينجيه
و يمرضه بالهجر و الوصل يشفيه
،،،،،،
و يفقره بالشكو و الشدو يغنيه
يضل كثيرا قلبه ثم يهديه
و كالغير يهوى الخير و الشر يقليه
و ما أحد عن فعله الخير يثنيه
و من أجله ضحى و بالروح يفديه
و من يرتضيه لا تخيب أمانيه
و ما صار ديوانا إلى الناس يحكيه
و يضحكه ما صار بوحا و يبكيه
و دون المخازي حبه ليس يخزيه
و خيرا عن الحب الذي فيه يجزيه
،،،،،،،
يعارضه بالشعر حتى يواليه
و يهدمه طورا و جورا و يبنيه
و من آخر الدنيا القصيد يناديه
و يهواه في الطرح الرصين و يبغيه
إليه ربيعا ساق حتى يوافيه
و كم يزدهي ذاك الشذا في أياديه
و كل جديد عنده الدهر يبليه
و يسخطه وجه الأماني و يرضيه
إليه نعيما ساق من ظل يحويه
و إن ضل ما بين الجحيمين يبقيه
و يطربه شدو الفؤاد و يطريه
و عنه كمالا ذلك النقص ينفيه
و يعجبه دوما فكل الذي فيه
و يحييه إعجابا و عجبا و يفنيه
،،،،،
بتلك الليالي من تراه يناجيه
و بدرا يصافيه و ليس يجافيه
و هذا القصيد المزدهي في مبانيه
يوافي القوافي كلها في معانيه
برسم المعاني و اسمه صار يرضيه
و يجريه حرا مستفيضا و يمضيه
على أحرف ولهى يذيع أغانيه
يحابى و من قرب يعادى تنائيه
و حتى يلاقيه يحابي أهاليه
يراه منيرا ساحرا في معاليه
يراه مشعا آسرا في نواحيه
يخط المعاني كلها في تفانيه
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق