السبت، 12 أكتوبر 2024

مقال تحت عنوان{{خطأ الرجال}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{معروف صلاح أحمد}}


مقال عفوي اجتماعي:
 ★( خطأ الرجال )★
  هكذا النساء يا سادة ، يخطيء كثير من الرجال من يظنون أن النساء على التبعية سواء، أو إنهن في الصفات والوصف والحسن والجمال، والسحر والدلال والكمال متشابهات.. فهكذا منهن الفضليات  وهكذا يا سادة منهن الخريدات ، فهذه الحسناء ( مي زيادة ) تعشق وتجيد دنيا القراءة وكتابة ( رسائل الأحزان )، تشغف بحبيبها (جبران) وتنعم (بحديقة النبي ) وتفصله على من سواه ؛ حتى وصل بها الحال لمستشفي الأمراض العصبية والنفسية .. وهذه ( ولادة بنت المستكفي ) عاشقة الشعر تفضل القصيد وجنة الحروف الوارفة و( ابن زيدون ) على الملك وظلاله .. وهذه ( الخنساء ) تبكي أخيها (معاوية) وترثي أخيها (صخرا) ، وفي معركة القادسية فقدت بنيها الأربعة شهداء ، وما ناحت على واحد منهم فصارت (أما للشهداء) ..  وهذه ( هند بنت عقبة ) ماضغة ولائكة وآكلة كبد حمزة..  كم ربت ابنها ( معاوية ) حتى جعلته أميرا على العرب !! ، وهذه ( عبلة ) إذا لمع المشرفي في وجه الشمس رأها عنترة في هذا الموقف العصيب على حد السيف أجمل من الشعاع والضياء ، رأها أجمل أهل الأرض.. وهذه ( الزهراء ) أم بنيها وأم أبيها ريحانة الدار، وهذه أمها سيدة نساء أهل الجنة ( خديجة ) ثاقبة الرأي صاحبة السخاء والعطاء والجود والكرم والبذل ساندة الحق، سريعة الاستجابة للحق  بالحق زوج سيد بني آدم ولا فخر .. وهذه ( مريم البتول ) علم وذات وسط الأنبياء العظماء، فاقتهم في سورة الأنبياء صديقة وقديسة ومباركة.. وهذه ( أسماء بنت أبي بكر ) ذات النطاقين وقفت أمام (الحجاج) عمياء وما صدت عن الحق....وهذه ( آسية ) امرأة فرعون صاحبة البيت والقصر المشيد في الجنة..، وتلك ( ماشطة ابنة فرعون ) رائحتها تفوح للرسول من الجنة.. وتلك ( زرقاء اليمامة ) ترى بعينيها مالاه يراه الآخرون، وهذه ( بلقيس ) كانت تملكهم وتسجد للشمس من دون الرحمن.. عقل راجح وحصافة وحسن بيان .. وكذلك ( زليخاء ) كم قدمت العشق والحب على زهزهة الملك والتاج والصولجان !!...وعلى النقيض هاتان ( امرأة نوح ) و ( امرأة لوط ) كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتهما خيانة الدين وخيانة التوحيد ... وهذه ( الجيكوندا أو الموناليزا )، وهذه ( جميلة الجميلات ) شاربة الخمر، غائبة وغالبة في السُكْر ، وتلك الساحرة الخطيرة لأمرها مطيورة، وكل يغني على ( ليلاه ) .. فالنساء يا بني لسن سواء، فهناك من تحلم بالمال والألماس ومنهن من تنفف الزبرجدِ والياقوت والمرجان، و ومنهن منلا تمتلك درهما ولا دينارا، وهناك من تكره الكتابة والحروف وتتأفف من صنوف العلوم، ويشدها ويجذبها لون الحذاء والحزام والحقيبة والفستان وتكون ملكة في الأسود وأميرة في الأصفر، ومتوجة في الليل بالأحمر القصير، والعطر الفنان المثير، وعلى بعد خطوتين منها في نفس السكن والبناية أختها ( خيرزانة ) من ترضيها لفتة أو إشارة أو بسمة وعبارة أو وردة صغيرة فواحة بها تمتلك النبض والحياة ، راعية لشؤون البيت ، تهنأ راشدة في بيت فقير براحة البال لا يغريها الحال وتعزف عن المال ، وهناك من لا يكفيها القصر المنيع المنيف، ولا أودية الذهب والخيل المسومة السريعة ، ومصيرها للدفن في التراب محتوم. فاحرص يا بني على ألا تعاملهن كلهن معاملة سواء، فهن مختلفات كالزهور والألوان فقوس الرحمن عند المطر والضياء كم لمع في السماء !! ، فهن رائعات في الليل ومتوترات في النهار، وشاحبات عند الغضب، وساجدات للرب إذا أطعن في الشدة والوصب، هن كـفصول العام برد ورعد وثلج ، وحر وهجر، وفخر وتساقط في الذات ... ، النشوة عندهن سر ، واللذة لديهن أمر، فلا تعاملوهن بالمثل .. فلكل زهرة منهن عطر خاص ، ولكل ابنة رائحة جذابة وترياق ، وكل ما خلق الإله جميل ، فلم يخلق الإله شيئا قبيحا البتة، فكل خلق الله عظيم...
فتعلموا أسرار كل أنثى، وعاملوا كل واحدة على حداها، فالزوجات لرجالهن خلقن .. وخلق لهن الرجال.
............................................بقلمي / معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر. 

ليست هناك تعليقات: