أحلام تكسرت جراحاً
كفكفْ دروبَكَ من مساربي مالها
تبارحُ من سوءِ راحلٍ بالكفرِالأولِ
تفرقتْ بيني و بينهُ كل الأوصالِ
و تعاركتْ الروحُ بالغمامُ الأكحلِ
فتباعدتْ كل الصباحاتِ بغروبها
حبيبٌ تاهَ بين الأبيضينِ كالأهبلِ
خاصمني من بعدِ عشرتي هارباً
دعاني بأرقٍ ليومُ المرِ بنارُ الرِحلِ
مضى و سيفهُ طاعنُ يجهدُ بقلبيَ
كذابحٍ جاءَ يذبحُ شاتهُ في العجلِ
رأيتهُ يمضي بكسري معانقً ظُلماً
كم من ذلٍ راضهُ وجعٌ في الذُللِ
بكيتُ بالفُ من سفرٍ للروحِ شارداً
فغدا براحتهُ يأسرني بشرِ العِللِ
و إني نهمتُ أداعبُ نكساتُ زمني
شلني داءُ الحزنِ و الخسرانُ أزلي
تكبرَ بالجرح غازياً بوجعُ الغيابِ
فراحَ يصارعني كالجبانُ الأهطلِ
تدنئتْ سنواتهُ وهي بروضُ اللعنةِ
فأحرقَ زمني و خانَ دونَ الأنبلِ
لا شفاعةٌ جارهُ حينَ دامَ يصلبني
ولا كفَ عن التعذيبِ بعمرِ التكهلِ
حتى بلغتُ الثرى أنازعُ رهبةُ الدنا
كفيفُ البصرِ من غدرِ ظالمٍ جندلِ
كنتُ أراوضُ قلبي بهواهُ كالسكيرِ
كأنهُ شاربٌ بألفِ خمرٍ من الأرطلِ
تباعدَ و القلبُ مازالَ يذحفُ لقربهِ
كالغريبِ دارَ راحلاً بدربهِ الأطولِ
قلتُ بعضُ الوقتِ و سيعودُ باكياً
فخابني البكاءُ من صعلوكٍ أرزلِ
فالدهرُ كسرٌ بالجراحِ كلما بدلتُهُ
و سودٌ هي الليالي باليتيمِ الأعزلِ
ويلي على بما دارَ يخذلني بعلاهُ
أحمقٌ كانَ غافلٌ بعمرهِ الأجهلِ
ربما كانَ يرممُ بأيامُ الامسِ ندماً
و ربما يكونُ ببعدي فرِحٌ مُحتفِلِ
فلا الأهواءُ باتَ تدنيني و لا النعمُ
قفرٌ بحالي رديمُ الكأسُ الحنظلِ
رحلَ و العينُ تدمعهُ مطراً يبللني
فرَ من يدي هارباً كالطيرُ الأجفلِ
فتناثرتْ من العيونِ دموعٍ روتْ
بها للبالغِ المغلوبِ الحزينُ الأخطلِ
إن كانَ دربُ الإخلاصِ نارُ جحيمٍ
مالي أخطهُ كذاكَ الشريدُ الأسطلِ
فأغواني بعطرِ نهدهِ و الليلُ شاهدٌ
بقبلاتٍ في صمتُ الليلِ الأعدلِ
يا مالكُ الروحِ كيفَ ترحلُ للبعيدِ
و تكسرُ قلبي خلف الرحيلِ بالزعلِ
ملاكٌ كنتُ أظنكَ جئتَ لتحملني
عبسٌ ظنوني بقاتلٍ حريفُ الأفعلِ
بلهيبِ الجمرِتراني أطفو بإحتراقي
و أنتَ تشرقُ بفراقي هناكَ بتذلُلي
ضربتَ بسنينُ العمرِ كلُها بقدميكَ
سعيتَ ضارباً بجدار بيتي بالأرجلِ
حتى تهاوتْ تعبُ السنينِ تبارحني
ألماً بقايا الركامِ و صراخي بتهلهلي
مالكَ كالحميرِ لا تنهضُ من ظلمكَ
بدلتَ خيرُ دارٍ معاصياً بأقذرِ منزلِ
كالأفعةِ حينما تبدلُ جلدها بأرضُ
الغرباءِ فتكسو بثوبها بالذليلُ الأزبلِ
تركتني أعدُ بالايامِ الخسرِ بطولها
أبكي على راحلاتٍ كانتْ الأجملِ
لملمْ ذكراكَ بين الأوجاعِ و تغربْ
ليومكَ البعيدِ بلثمُ الجراحِ الترهلِ
تمهلْ بموكبِ الدفنِ بصراخُ النعشِ
فإنَ الموتَ بالطعنِ هو أثقلُ الأثقلِ
ابن حنيفة العفريني
مصطفى محمد كبار ،،،،،،،،،،، حلب سوريا
في ٢٠٢٤/١٠/١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق