قصة قصيرة
عطش
كعادتها سارت متعثرة الخطى في الأزقة المهجورة،في فترات القيلولة والخمول،في يوم قائظ.
كما فعلت في الأيام السابقة،سارت بخيبة أمل مما حرمها الله منه؛الجمال ..والعقل.
فستانها المتسخ والذي أصبح ممزق بشكل متعمد فيكشف عن كل مايمكن أن تملكه من مفاتن ؛إن وجدت.
وذلك يمكن أن يعوض مافقدته من مزايا الجمال في وجهها الشاحب المتعطش وصوتها القبيح وإنوثتها المعدومة.
وإلتقت به ..بفعل الصدفة المتوقعة،
قامته الطويلة..فحولته ..وسامته ..التي لايمكن إنكارها.
صمتت لبرهة،إفتعلت حركة الانكماش التمثيلية كممثلة فاشلة أيضا،
ابتسم الشاب مشفقا ..إقتربت منه،أمسكت بياقة قميصه وجذبته بقوة كلبوة تمكنت من فريستها بعد طول مطاردة وعناء.وقالت له صارخة:
( أيها الكلب القذر ماذا تريد مني ؛ماذا تريد من فتاة وحدها في تلك الخلوة ...أه...ه؟ )
لكن خذلتها ابتسامته التي تحمل معنى آخر،خصوصا عندما رد ببرود:
( فتاة...!)
ردد تلك الكلمة بسخرية ،أسكتتها الحقيقة المؤلمة،
ما لبثت أن حررته من قبضتها التي كانت شبه متشبثة،تابع الشاب مهدئا من روعها:
( لا أريد منك أي شيء؛ فقط أنا هنا لقضاء حاجة اخرى؟ )
اكمل جملته التي كانت في مثابة طعنة في القلب دون أن يدرك قسوتها.
ثم استدار مبتعدا ،ما أن إختفى عن نظرها حتى أجهشت بالبكاء.
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق