الاثنين، 3 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{في غزّة}} بقلم الكاتبة الأردنية القديرة الأستاذة{{رجاء عبدالهادي}}


في غزّة ... 
كان لكل منهم بيتٌ يأوي إليه
وجدرانٌ تحفظ الضحكات والدموع
كان لكل منهم عائلة تملأ المائدة بالمحبة
وأيدٍ صغيرة تتشبث بأحلام الغد
كان لكل منهم حلمٌ لا يعرف الحدود
يكبر في أعينهم كما تكبر الشمس في سماء الحرية.

كان لكل منهم قلبٌ ينبض بالحياة
يشتعل شوقًا ويخفق أملاً
وكانت لهم ذاكرةٌ تحفظ التفاصيل
بابٌ مائل، صوت أمٍّ تنادي
ضحكة طفلٍ تتسلل من النافذة
وشجرة توت شهدت على صيفهم الأخير.

ثم صار لكل واحد منهم قصة
حُفرت على الجدران التي سقطت
ورُسمت بدمع الناجين
قصة تاهت بين الركام
وارتفعت مع الغبار
وهمست بها الريح لكل قلبٍ لا يزال يسمع.

في غزّة ...
حين يُسأل الحجر عن الأسماء،
يبكي ولا يجيب
حين يُسأل الليل عن العائدين
يصمت ولا يطمئن
لكن في كل زقاقٍ مدمّر
في كل ركنٍ كان يومًا يضجّ بالحياة
تبقى الحكايات معلّقةً بين الأرض والسماء
تحملها الأرواح وتكتبها الرياح
لأن القصص لا تموت
لأن الحبّ لا يُمحى
ولأن الذاكرة لا تنطفئ مهما أثقلها الحطام.

رجاء عبدالهادي 

الأردن 

ليست هناك تعليقات: