((سماءٌ بلا مرفأٍّ))
كأنَّني لم أكٌ يومًا هنا،
وكأنَّ قدمي لم تَطأ بداية الدّربِّ
وكأنَّ الذي يلتفُّ حولَ نفسهِ كأفعى
تحاولُ أن تعضَّ ذيلَ الوقتِّ.
في عينيكِ يولدَ المطرُ
لكنَّ الغيومَ كالصٍ تَسرقهُ
قبل أن يلامسَ عطشي.
وفي صوتِكَ انكسرت الموسيقا
قبل أن تُنشدَني قصيدةً
بليغةً لاتدركها الكلماتُ.
كلُّ الأشياءِ التي مرّتْ بينَنا
لم تَّكٌ لنا
بل كانتْ ضوءاً تائهاً
وصدىً يسافرُ نحوَ الفراغِ
شوقٌ عنيدٌ كأن لهُ أجنحةً شفّافةً
يحاولُ عبورَ المدى عسىٰ أن يصلَ فيأنسُّ.
أأنا المسافةُ المبتورةُ
أم بينَ شهقتي وأنفاس لقائُكِ
أصخُ صرخةَ ولادةً
وميلاد حضارةٍ جديدة.
أنا العُمرُ الذي لم يجدْ مرفأً إلاّكِ
فمن مثلكِ في بحارِ العيون الأجنبية
وهل مثلكِ في السبعُ سمواتٍ
أو في جوف أرضنا المستوية
أيا حُلمي المُنهكَ من جريِّ السّنين
تعالي نكتُبُ اسمَينا على الغبارِّ
تعالي نحملُ ظَّلُّنْا الهاربَ
ونتركُهُ يرقصُ السالسا بسمفونية الصباحِّ
تعالي ليُعيدَنا حيثُ لم نكنْ في عالم الذرِّ
فما زالتْ هُنالكَ نجمةً لم تنطفئ بعدُ
ومازالت السّماءُ تحتفظُ ببقايا صُبحٍ نائمُ
وما زالتْ الرياحُ تسألُ عن أجنحةٍ لم تُكسَرُ
علّنا نفتحُ باباً لم نجرّبهُ بعدُ
عّلّنا نصيرُ ضوءاً لا يضلُّ ولايهفو
ولايبزغُ حتى ننالَ ببهجةٍ كفَّ اللقاءُ.
#هواجس بكحل قلمي
((حيدر محمد الجبوري)) 🇮🇶
١٦ شباط ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق