الأربعاء، 26 مارس 2025

نص نثري تحت عنوان{{القاع}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الصغير الجلالي}}


*** القاع ***
 
رأيت المدينة تزينها أشجار بلا هويه
 تزينها أسراب المتسولين و النشالين 
و الباحثين 
عن عمل شريف 
و عن القوارير الفارغه
 أو عن وجبة طعام
 و المتعبون من أصحاب الشهائد 
و عابرو القارات من سود الصحاري
 تزينها القطط الباحثات عن طعام 
في سوق الغلاء و المجاعه.
 تزينها بائعات الهوى
 و اللحم الرخيص 
و الوسطاء بين البغايا 
و حقير الحرفاء بلا هويه 
أو الباحثين عن فرص
 و الباحثات
 عن صديق
 أو رفيق
أو كريم
 يحسن الإنفاق
 إن عضهن الجوع
أو ضاق الخناق
 و الباحثون عن طعام في صناديق القمامه
 و أبوال السكارى المقرفين 
و بقايا المخبرين من سقط المتاع .

رأيت فيها باعة البيض و المشاوي الفاسده
 و الشاي و مسروق الهواتف و العطور الفاخره !

رأيت فيها القانعين بأوهام تصنعها النقابه
 للباحثين عن تحسين في الرواتب 
و الرفاه
 و البغايا الباحثات 
دوما عن حريف 
و إن كان بئيس ! 

رأيت فيها متصيدي الحمقى و المغفلين 
من ريف مستثنى من الكرامه 
و الذاهبين إلى المدارس 
حيث أعشاش الجهاله
و الحالمين دوما بالرغيف 
و الزوجة الجميله 
و السائلين بإلحاح متى صرف الرواتب ؟ 
و البغايا اللابسات في الشتاء و الخريف 
الثوب الشفيف 
و الجاهلين يرفعون الصوت بالنضال و الخطابه 
و بائعي الوهم من عمال السياسه 
و الباحثين عن وساطه
في مستشفى  
أو إداره 
أو معمل خياطه 
و الباحثات 
عن مبيت
 أو صداقه 
أو عشاء 
أو حتى بطاقة هواتف 
و الباحثين عن دفاتر للعلاج 
أو عمن يقبل الرشوة لقضاء شأن 
في الإداره.

أ. محمد الصغير الجلالي / تونس 

ليست هناك تعليقات: