(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لن أعود أبدا
-٦-
أيام ،إمتدت لأشهر دون أن أعرف طعم الراحة.
وكنت أكابر وأكابر ،وأحاول تحليل شخصية تلك
المراة الغريبة الأطوار ،الشخصية المعقدة ،ولم
أخرج بأي نتيجة ؛لماذا تفعل ذلك .."ماوجعها"،
ماذا تريد ،ماهي أهدافها.
حتى كان ذلك اليوم وفي ذكرى زواجنا الأول ،تسوقت
لتلك الذكرى ،فأشتريت عقد ثمين وباقة أزهار
وأعديت طاولة الاحتفال قبل أن تصحو من
نومها ،
لقد إتخذت قراي بتغيير سياستي معها لعلني أنجح بذلك ؛فقد أكون أنا المخطىء لاهي.
دخلت إلى غرفة نومنا ،كانت لا تزال نائمة ،على ظهرها،إقتربت منها وقبلتها على وجنتها وكانت القبلة الأولى منذ عام بأكمله ،
نظرت إليها قبل خروجي وهمست بصوت خافت لكنه مسموع:
-حبيبتي ساره كل عام وأنت ..حبيبتي؟
تحركت ،رمشت بعينيها، وإستدارت لتنام على جانبها الأيمن،ياترى هل رأتني ..هل شعرت بقبلتي،هل ..هل ..
هل سمعتني.
خرجت من جديد و
أعديت لنفسي كوب النسكافيه وجلست
ارتشفه.
بعد قليل خرجت من غرفتها،رأت ماأعددته لتلك المناسبة
وقالت بسخرية :
-ماهذا ؟
قلت ممازحا لأنها بالطبع تعلم ماهذا:
-هههههه لوازم السلطة عزيزتي.
-تكلم دون سخرية ..قلت ما هذا؟
-كل عام وأنت بخير، آنستي فاليوم هو عيد زواجنا الأول ؟
-هههههه زواجنا ..تقصد زواجك أنت مني ؟
-ههههه حسنا زواجنا من بعضنا.
-تقصد ذكرى الفراش ؟
-آنستي ،كما تعلمين لم يكن أي فراش بيننا منذ سنة بأكملها ،اليوم هو ذكرى الحب ،والمودة.
-وما هو الثمن اليوم ؟
-أي ثمن !!
-نعم ..هل هو الفرش ؟
-وهل ذكرت لك الفراش منذ سنة بأكملها يازوجتي العزيزة!!
-ارجوك لاتتودد إلي لأني أكرهك ..أسمعت
أنا أكرهك ؟
-لماذا ؟
-ولماذا المرأة تكره زوجها.
- في الحقيقة وفي وضعنا..لاأعلم.
-بل تعلم ،لأنه القلب.
-تنعين ...أنك....
-نعم أعني ذلك؟
-لكن ذلك كلام خطير وأنا لاأرغب بسماعه.
-ترغب أو لا ترغب ..أنها الحقيقة ،لست أنت حبيبي؟
-لكن ..لماذ؟
لأني أنا التي أمتلك نفسي ..ولا أحد يستطيع
إمتلاكي..أنا التي يمكنني أن أختار لا أن يختارني
أحد..هو قلبي و...جسدي الذي أمنحه لمن أحب؟
-.................
-لماذا صمت ..هل صعقت..لأنك أنت "المالك"
أم أنك أضعف من أن تفعل؟
-أفعل ماذا؟
-كن رجلا وطلقني..هيا ؟
-سارة .....أنت طالق.
بالرغم من قوة الطعنة التي تلقيتها في صدري
إلا أني شعرت بأني قد أديت رسالتي كاملة ودون
تأنيب ضمير .
أدرت ظهري حتى لا أرى تعابير وجهها وقلت لها بحزم:
-والآن ..هل بقي شيئا..هل ستكوني أنت
امرأة تمتلكين القرار وتخرجين من حياتي و إلى الأبد،
أنا كعادتي وكما عرفتني لن اسمح لأحد بالتدخل
بيننا ..واحترم قرارك ...وداعا ياساره ..وداعا.
ما أن رأينا شجر النخيل وأضواء العقبة حتى إنبعث صوت المضيفة عبر المايكروفون:
-الحمد لله على سلامتكم؟
ولجت الحافلة من بوابة شركتها..بدأ المسافرون
بالنزول من الحافلة ..إرتديت معطفي ..نزلت و
أنبعث إلى أنفاسي هواء العقبة العطر الدافىء،
والذي لم يكن غريبا عني ،أخرجت حقيبتي من صندوق
الحقائب إستدرت للمغادرة ..تفاجأت بسارة تقف
أمامي وقالت من خلال دموعها:
- هل يمكنني أن أكلمك على إنفراد؟
وصل شادي وقال لها بحزم :
-هيا أمامي؟
قلت بلطف:
-أرجوك أخي شادي ..سأسمعها هذه المرة ؟
سرت معها بعيدا عن الناس ..وقفنا إلى جانب
البوابة،وقفت أمامي ونظرت في عيني وقالت :
-أنا...أ...ح ..أنا أحب..
لكن وقبل أن تنطقها ظهر فجأة أمامنا رجل مظهره مريب قالت سارة بغضب :
-أهذا انت ؟
ورد بغضب وجنون غريب:
- أهذا هو حبيبك الذي تركتني لأجله ياسارة، هل تعتقدين بأني
قد نسيت أمركما؛لكن الآن سأنهي حياته أمامك وإلى
الأبد؟
رفع سلاحه ووجهه نحو صدري ..بتلك اللحظة وقفت سارة أمامي كي تحميني وقالت صارخة:
-تيم أنتبه؟
لكن الرصاصة كانت قد خرجت
لتخترق صدرها فصرخ الرجل:
-سارة ...سارة ..ياإلهي ..أنا قتلت حبيبتي ساره..أنا..؟
ثم وضع فوهة السلاح في فمه وأطلق النار ليفجر رأسه بثانية ،مشهد مر من أمامي بسرعة.
بقيت سارة بأحضاني تحاول أن تتكلم لكن
لم تستطع، وما هي سوى ثوان معدودات حتى فاضت روحها إلى بارئها.
"إنتهت القصة "
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق