السبت، 24 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{عودي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد رشاد محمود}}


 عودي (محمد رشاد محمود)

في مطلَع أكتوبر من عام 1998 كانت جفوَةٌ أسالَتْ على قَلَمي هذه التَّنَهُّدات :
عُـودي فــــما انبَـــعَثتْ ألـحــانُهُ عودي
مُنـــــذُ ارتَحَلـــتِ وجافَتنـي أغـاريــدي
قَـــدْ صَوَّحَ الـهَــجرُ أزهـــاري وبَـرَّحَ بي
حَـرُّ الـرَّجـَـــاءِ ومــــا رَفَّـــت أمـالــيدي
واستَبدَلَ الــدَّمعَ بالأفـراحِ مِنـــهُ جَـوًى
مِــلءَ الجوانِــــحِ ثَـــرًّا غَيــرَ مَشـهـــودِ
يــَــا أُنــسَ ذاتي وكَـــأسي لِلـــرَّواحِ إذا
أعيـَـــا الشَّـقـاءُ ومَرسـاتي ومَــوعـودي
ورَائِـــــدي لِــلـــــرِّضـا إن راغَ بـي أرَبٌ
وأَسْلَـــــمَ السُّهْــــــدُ آمالــي لِتَنهــــيدي
مُـذْ غـَـابَ وجْهُــــكِ عَنْ عَيـنَيَّ فارَقَني
طِيــــبُ الــرُّقــاد وأَضوَتْني مساهـيدي
واسْـتَصحَبَ النَّـوحُ أشـواقي ودَرَّجَني
مِـنَ الـمَواجِــــعِ عِربيــــــــدٌ لِعِربيــــــدِ
أُولِـي الـنَّـدِيَّ مَراحًــــا غَيــــرَ ذِي مَرَحٍ
وعـاصِفُ الهَـمِّ ضَـــــارٍ في تَجَـــالـيدي
وألتَقي الصَّحبَ طَلــقَ الـوَجهِ ذا لَهَــفٍ
جَمِّ النُّــــزاءِ كَظيــــمِ الــوَجدِ مَحشـودِ
عُودي عَدَدتُــــكِ ذُخري عِنْـدَ جـائِحَتي
ومُرتَجـــــايَ إذا أعـيَــــتْ مواجِيـــــدي
ما إنْ سَـــلَوْتُ رُضــــــابًا كُنـْـتُ أرشُفُـهُ
أنـدَى على القَلــــبِ مِنْ صَفْــوِ العناقيدِ
ومــــا سَــرَى النَّـسْـمُ إلا خِلـــتُهُ أرَجًــا
مِنْ نـــَـاهِــدَيْكِ ونَفحَ النَّحرِ والجِيــــدِ
لَـو رَفَّ بالـقَفْـــرَةِ الجَـرداءِ رَقرَقهـــــــا
واحًــــا ورَقَّ لــهُ فَــــــظُّ الجَــــــلاميدِ
أَو حَفَّ بالأُفــــــقِ سالَـــتْ كُــلُّ غائِمَةٍ
مِن السَّحَـــــابِ وأضرَى اليَنْـعَ بالبِيـــدِ
أَو جازَ بالأنْفُسِ الكَــدْراءِ راوَدهــَـــــــا
بِشْـرُ الـصَّفــــاءِ وتَرديــــدُ الأناشِـــــيدِ
عُودي فَكُــــلُّ جَمــــالٍ كُنـْــتُ آنَـسُـــهُ
في ظِـــــلِّ أهْــــدَابِكِ الوَطْفاءِ مُرصودِ
قَــــدْ وَسَّدَتْهُ جِــــراحَ القَلــبِ كُــــربَتُهُ
حتَّى تَجَهَّــمَ لـي فـي غُــرْبَتي عيــــدي
تَنَكَّــرَ الـكَـــوْنُ غَيـْــرَ الكَـــونِ وائْتَزَرَتْ
مِنْــهُ الفِجَاجُ بِشَــامٍ فـي الأَسَى سُـــودِ
هِـيَ الـحَيــــاةُ وِصَــــالٌ لا فِصــــامَ لَـهُ
أَو شِقـْــــوَةٌ راتِـــــعٌ فيهَــــا كَمَــــوءودِ
عُودي إلى كَـنَـــــفٍ رَخْـوِ الـظِّلالِ فَمـَـا
يَسـتَنْـضِرُ الــــوَردَ إلا وارِفُ الـعُــــــودِ
(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات: