الأربعاء، 21 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{يا آسرة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{مُحمد رشاد محمود}}


(يا آسرة) - (محمد رشاد محمود)
 أسندت زنديهـا إلى طاوِلَُــةٍ ما بيننا وتراجعَت شــــيئًا ، كــأنما تستَجمِعُ آلات فتنتها ، ونَفَضَت رأسها ، فانتثرَ عن يَمينه وشماله نثارٌ من تَمَوُّجات تزري بالعِطر ، وبدا جبينُها الأغَرُّ أنصَعَ مِن تَبَلُّج الشَّمس بعدَ انحجابها في يومٍ كئيب ، فقُلتُ - وكنتُ أعلمُ انشغالها بغيري - "أتتَزَوجينَني؟" .فَزَوَتْ ما بينَ عَينَيها وقَطَّبَت ، فبَدَت في تَقطيبهُا أنضَرَ وأبهى ، فعاجَلتُها مُداعِبًا :" أوَ تَظُنِّينني أُفطِرُ على بَصَلَةٍ بعد صيامي ذاك الطويل ؟ " . قالت وهي تَمُطُّ في حروفها مَطًّا : " يا سلااااااااام ! " . قُلتُ - وكانَ الوقتُ ربيعًا - " أتسهَرين ؟ " قالَت مُحاوِلَةً أن تربِطَ بين تلكَ الطَّفرَة وبين ما خُضتُ فيه : " ماذا ؟! " . قُلتُ :" سوفَ أنفُذُ إليك وأهبِطُ مع صبيب القَمَر من نافِذَتِك بعد مُنتَصَفِ اللَّيل ، فأحولُ بينكِ وبينَ النَّوم " وتَرَكتُها وتلك الأبيات تُزَمزِمُ ما بينَ جوانحي ذات يومٍ من إبريل عام 1987 :
سـأرتـــــادُ وَكنَــــــكِ يــــــا آسِـرَه 
وأنـــتِ عــلـــى غِـــرَّةٍ سَــــــادِرَه
وأُزري بِــأسـبــابِـــكِ الـموصَـداتِ
خَيَـــــالًا سِـــوَى سُتـــرَةٍ ساتِـــرَه
إذا فضَّ منــــــكِ انسِــدالُ الدُّجَى
مَفاتِـــــنَ جُنَّـــــتْ عَـن السَّــامِرَه
وألثُــــمُ خَدَّيـكِ عِنـــدَ افتِـرارِ الــ
لَمَى عَن مـَـبـَـاسِمِكِ البـــاهِـــــرَه
وأشْتَفُّ مِن ناهِـــدَيكِ انفِغامَ الشـ
ــشَذا نَــــــدَّ عَــن زَفرَةٍ فـائِـــــرَه
وتُورِدُنـــــي خَطَراتُ النسيـــــــمِ
مَــوارِدَ لِلـغَيــْــــــرَةِ النَّـــــاغِــرَه
يُــداعِبُ جَفنَيـــكِ بَــــدرٌ سكوبٌ
وتَعتَـــــــــادُكِ النَّــسمَــةُ العابِــرَه
شَبــوبٌ لَهَـــــــا في خَلايـــا دَمي
تَتــــابُــعُ أنــْــفــاسِـكِ المائـــِـــره
لَهَــــــــا بَـينَ قَلـــبي أُوامٌ نَسـوفٌ
وعِنْــــدَ اضْطِرامِ الحَنــايــــا تِـرَه
تَعَالَـي فماضي عُهــــــودي رُفاتٌ
وبِيـــــــــدٌ وآلٌ علَــى واغِـــــــرَه
تَعالِي نَلُــــذ في هَـــجيــرِ المُلِمَّــا
تِ بالـــدَّوْحِ والــرَّوضَةِ الـعـاطِرَه
يُدَغدِغُهـــا الطَّيـرُ عِنـدَ ارفِضاضِ
الضِّيــــــاءِ وتَحضنُهـــــا الـنَّاشِره
تَــدانَي نَحُــل مَوجَـةً مِن شُعَــاعٍ
يُرَقرِقُهَـــا الوَجـــدُ في السَّاهِـــرَه
لَيَـــــالـيــكِ خَمرٌ وشَــدوٌ وشَــوقٌ
وشَبَّـــــــابَةٌ بـــالأســـا زامِــــــرَه
وإطلالَـــــةٌ مِـنْ ظِلالِ الغُيـــــوبِ
علـى وَقـــدَةِ القَلــبِ في النَّــاقِرَه

(مُحمد رشاد محمود) 

ليست هناك تعليقات: