الأربعاء، 4 يونيو 2025

نص نثري تحت عنوان{{عروس بلا فارس}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(عروس بلا فارس )

في الليالي الحالكة غرور نجمة تاهت في الفضاء.
تارةً تتلمس الضياء، وتارةً تتمايل بحياء.
تتسلق سلالم الأفكار لتنشد نشيد الحياة.

إن أقبل القمر وزاد وهج السمر،
تراها طفلة تتشاقى كجنية في دهاليز الأحلام.
يدبدب السديم بين خيوط الفجر، فيسمع صدى العصافير في الأرجاء.

في شهقات النور تتثاءب الأزهار،
فيبدو المرج سريرًا من تبر يغفو بسكات.

تسجد الجبال في حرم الجمال،
تلثم الرمال لتمجد نور الله.
يتعانق العشب فيشعر بالانتصار.

هي نجمة تحاول الصمود بوجه الأقدار.

على رأسها وضعت تاج يوحي بالانبهار،
تراها عروسة المساء،
تبحث عن روح للالتقاء،
فلا يبدو الفارس حاضرًا.

لا أصوات للطبول، لا زغاريد،
هي نجمة سقطت سهواً
في لحظات احتضار.

يا كوكبي المرقط بألوان الربيع،

هل لك أن تحييها من جديد؟
ففارس أحلامها سابقته الريح.

فبات الليل يرسم ظلال رجل من بعيد.
غاب،
وفي وحدتها شعرت بالصقيع.

ها هي نجمة بلا روح،
ها هو نور خافت يبدأ بالرحيل.

انتهى المساء،
غفت نجمتي برحاب الضياء،
لم تحييها الأمنيات،
فقط حلمت
للحظة بأن تكون عروسة
مكللة بفرح الحياة .

سهى زهرالدين 

ليست هناك تعليقات: