الجمعة، 15 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{رداء الليل}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(رداء الليل)

قبل أن يخرج الفجر من شرنقته،
تسلل الليل بعباءته الوهمية،
نسج لي رداءً فضفاضًا،
غمر وحدة أوقاتي،
أخذ قيلولة بالقرب من أحلامي،
تثاءب الدمع على مروج الخدود،
تحول بريقه ماساتٍ مرقطة نجومًا،
عندها تمايلت الأهداب دلالًا ووقارًا،
في لحظات الفراغ العظيم،
ارتشفت كأس الهدوء، ثملت في فراغ السكون.
لا شيء يغلف المدى الكوني برفقتي،
سوى روحٍ حلّقت لتغرف من الأفلاك عبيرًا.
تلك الوسادة،
الغافية كالحلم،
وبقايا شمعة تذوب داخل حنايا الروح.
سجدوا... في صومعتي، وانتشوا في عبادتي.
أما أنا وليلي، تشابكنا... توحدنا،
سكن في أحشاء ظلمتي،
وسكنتُ في عتمة رداءه.
موسيقى نفضت صقيع الصمت،
راقصته،
راقصني،
أنا عانقته،
هو انصهر في مخيلتي.
تنحنح الليل فرحًا،
سدل وشاحه،
وضع قبلته... غاب.
فأتى الفجر باسمًا،
غمرني بالندى،
تحولت أحلامي ياسمين،
ففاح شذى عبير أيامي،
عند أطراف غرفتي... بحب.

سهى زهرالدين 

ليست هناك تعليقات: