السبت، 29 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{وحملها الإنسان}} بقلم الشاعر السعودي القدير الأستاذ{{أبو وحيد}}


 وحملها الإنسان //

................. 
سماءٌ وأرضٌ والجبالُ أبينَها
وما كان في حَملِ الأمانةِ مطمعُ 

أبينَ لها حملًا وأشفقنَ خيفةً
عَلِمْنَ فهِبْنَ الحملَ والعلمُ يوزِعُ

وطابَ بها نفسًا جهولٌ فأنبرىٰ
ليَحْمِلَ ما يُخشى رداهُ ويُدفعُ
 
فما أكثرَ الخُرابَ لو جدّ حازمٌ
ونادىٰ جهارًا أيها الناسُ أَقْلِعُوا

وعودوا لمنهاجِ الكتابٍ وسنّةٍ
فمن حادَ يُجزى بالحدودِ ويردَعُ

فلنْ تعدمَ الأزمانُ ذئبًا مطوّفًا
وقد أزمعَ الغاراتِ، والسّرحُ يرتعُ

ولن يحفظَ الأموالَ وعظٌ لزاجرٍ
إذا لم يُحِطْ بالمالِ حِرزٌ مُمَنَّعُُ 
...... 
عجبتُ لمن أوصتْ أباها وناصحتْ
ومن كان ذا رُشدٍ فللنصحِ يسمعُ

تقولُ أبي استأجرْ لنا من يُعيننا 
أمينًا قويًا حيثُ تندُبهُ ينفعُ

أشارتْ لشهمٍ دون أجرٍ سقىٰ لها
وكانت تذودُ السرحَ كَرْهًا وتمنعُ

وما كان ذاكَ القول منها تخرّصًا
ولكنْ حياضُ الماءِ تنبي وتُتْلِعُ 

فكانَ جوابُ الشيخِ إنّي لراغبٌ
بإنكاحِ إحداهُن إن كُنتَ تَنزِعُ

برِعيِ ثمانٍ أو بعشرٍ تفَضّلٍ
ومثلي عن الإِضْرارِ بالحقِ يُدْفَعُ

فتلكَ صفاتٌ للكليمِ سما بها 
وكانتْ لهُ زادٌ إذِ الزَّادُ يُمنعُ

ويوسفُ أبدىٰ للمليكِ نذارةً
بقولٍ حصيفٍ بالدّرايةِ يلْمَعُ

سنينٌ عجافٌ قادماتٌ وإنني
عليمٌ حفيظٌ في الرّشادَةِ أوضعُ

ضعوني على ما تنتجُ الأرضُ تفلحوا
فطاعوا فنجّوا بالذي كان يصنعُ

وخاتمُ رُسْلِ اللهِ من قبلِ بَعثِه
دعوهُ أمينًا دون شكٍّ وأجمعوا

صدوقٌ كإسماعيلَ إذ ذاكَ وصفهُ
ومن شابهَ الأباءَ في الخيرِ يُرفعُ

فما من نفيسٍ من تليدٍ وطارفٍ
يضنُّ بهِ إلّا لديهِ يوَدَّعُ

وإذ قال منهم قائلٌ عندَ خُلْفِهم
تَوَقّوا بحكمٍ من أمينٍ فَتُنْجِعوا

فما عارضَ الرأيَ المصيبَ معارضٌ 
فقال ضعوهُ في رداءٍ وأرفعوا

فجاؤا بثوبٍ مذعنينَ لرأيهِ
وكلُّ قبيلٍ للكرامةِ يوضِعُ

فنال كبارُ القومِ بالرفعِ رِفعةً
وقد كادَ جمعُ القومِ لولاهُ يُمْزَعُ

وحازَ ابنُ عبد اللهِ مالم يحوزهُ
كهولُ قريشٍ إذ تنادوا وسرَّعوا 

فقد أُفْرِدَتْ كفِّيهِ حينَ تنازعوا 
بما كان ذادَ القومُ عنهُ ومانعوا
..... 
عليكَ بمنهاجٍ إلى اللهِ موصِلٌ
مشاهُ خِيارُ الخلقِ يانعمَ مَهْيَعُ

فبعدًا لمن خاضَ الحياةَ مجرّدًا
ولم يَلْبِسِ التقوى شِعارًا ويوسِعُ
أبو وحيد

ليست هناك تعليقات: