(البحر الطويل )
«سِحْرُ العُيُونَ»
َادَى خَيَالُ الحُبِّ فِي لَيْلِ طَرْفِكِ،
فَأَصْبَحَ قَلْبِي فِي هَوَاكِ لِلْعُيُونَ.
وَأَشْرَقَ فِي صَدْرِي سَنَاكِ فَصِرْتُ لَا،
أَرَى غَيْرَ طَيْفِكِ مَوْطِنًا لِلْفُتُونَ.
إِذَا لَمَحَتْ عَيْنَاكِ جُرْحِي تَنَفَّسَتْ،
جِرَاحٌ عَتِيقَاتٌ، وَغُسِّلَتْ بِالشُّجُونَ.
وَيَخْمُدُ فِي رُوحِي هَيَجَانُ تَسَاؤُلٍ،
إِذَا لَمَحَتْ عَيْنَاكِ بُشْرَى لِلظُّنُونَ.
تَلَامِسُ كَفَّاكِ الرِّضَا فَيَفِيضُ فِي،
رُبَى القَلْبِ نَبْضٌ نَاعِمٌ كَالْحَنُونَ.
وَحِينَ يَئُوبُ اللَّيْلُ يَلْفَحُنِي الأَسَى،
أَلُوذُ بِلَحْظِكِ فَيَسْكُنُ فِيَّ السُّكُونَ.
تُحِيطُ بِأَسْرَارِي كَحِرْزٍ مُحَصَّنٍ،
فَيَأْمَنُ سِرِّي فِي رِعَايَاكِ الحُصُونَ.
وَيَخْضَرُّ صَحْرَاءُ الفُؤَادِ إِذَا خَطَتْ،
خُطَاكِ، فَتَحْتَلِي الرُّبَى بِالْغُصُونَ.
تُعَلِّمُنِي عَيْنَاكِ حِلْمًا رَزَانَةً،
لِأَكْتُبَ فِي أَيَّامِنَا خَيْرَ المَتُونَ.
وَأَحْفَظُ عَهْدَ الحُبِّ فِي الصَّدْرِ طَاهِرًا،
كَعَهْدٍ قَدِيمٍ لاَ يَنَالُهُ غَيْرُ المَصُونَ.
إِذَا جَدَبَتْ أَيَّامُنَا، هَطَلَ النَّدَى،
مِنَ العَيْنِ، كَالْغَيْثِ السَّخِيِّ مِنَ المَزُونَ.
عُيُونُكِ مَثْوَى الشِّعْرِ، مَنْبَعُ لَحْنِهِ،
وَمَشْرَعُ إِلْهَامِي، وَمَأْوَى كُلِّ فُنُونَ.
إِذَا أَثْقَلَتْنِي غَمْرَةُ الْهَمِّ قُلْتُ لَهُ:
لَدَيَّ سَبِيلُ النُّورِ، لَا دَرْبُ السُّجُونَ.
أَعُودُ إِلَى ذِكْرَاكِ حِينَ تَنَاءَتِ،
خُطَايَ، فَيَأْوِي فِي حَنَانِكِ لِلرُّكُونَ.
كَأَنَّكِ فِي تَارِيخِ رُوحِي آيَةٌ،
تُتْلَى عَلَى الأَحْلَامِ طُولَ الدَّهْرِ وَالقُرُونَ.
وَمَا الحُبُّ إِلَّا دَيْنُ نُورٍ فِي دَمِي،
لَكِ، وَأَنَا الْمَقْرُورُ بِتِلْكَ الدُّيُونَ.
وَفِي صَدْرِكِ الرَّحْبِ احْتِوَاءٌ رَاحِمٌ،
لِقَلْبِي، وَسِرِّي عِنْدَ حِجْرِكِ مَكْنُونَ.
وَمَهْمَا تَوَارَى الْوَجْعُ فِي عُمْقِنَا، فَقَدْ
تُجَلِّيهِ تِلْكَ النَّظْرَةُ الْحُلْوَةُ عَنْ بُطُونَ.
إِذَا أَطْبَقَ اللَّيْلُ الطَّوِيلُ عَلَى الْمَدَى،
سَنَاكِ سِرَاجٌ فِي طَرِيقِ الجُفُونَ.
سَيَبْقَى هَوَانَا، مَا تَعَاقَبَ صُبْحُنَا،
نَشِيدَ قُلُوبٍ، يُتْلِفُ الْحُزْنَ فِي السُّنُونَ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 08.10.2022

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق