عمو… أَرَأَيْتَ كيتي؟
قصة قصيرة
أخرجتني من شرودي الذهني، وقاطعت شريط أفكاري، مُخرِجَتْني من رحلتي في ذلك العالم الجميل الذي خلقته لنفسي هروبًا من واقعي المؤلم.
هي امرأةٌ آسيوية لا تملك الكثير من مزايا الجمال التي حباها الله للمرأة الآسيوية، كما كنت أعلم؛ سواء أكان ذلك في الهِبة الربانية، أم في الأنوثة المبتذلة المتصنَّعة.
تسببت بازدياد سنوات عمري ــ كشعورٍ نفسي ــ بل جعلتني أكبر منها هي عمرًا، عندما لفظت كلمة: «عمو»!
ولأنني شابٌّ لم أتجاوز العشرين من عمري بعد، شعرت بالإحباط الذي أفقدني ثقتي بمظهري الخارجي، لا سيما وأنا مهمل الهندام، لم أُعِر أناقتي المعهودة أي اهتمام، مع ضغوطات العمل الجديد، طويل الساعات، والإرهاق الناتج عن ممارسة الرياضة العنيفة في النوادي الرياضية مساءً.
قالت:
«عمو… أَرَأَيْتَ كيتي؟ أَرَأَيْتَ حبيبي كيتي الصغير؟»
أوشكتُ على البكاء، وقد أوشك بكاؤها أن يصبح نحيبًا. جذبتُ غطاء عنقي الصوفي، فتسببتُ بسقوطه في الوحل.
حاولتُ أن أسترجع ما صادفني في طريقي من البيت البعيد جدًا إلى العمل، لا أذكر أنني صادفت طفلًا تائهًا، إن هو سوى ذلك المخلوق القبيح الصورة الذي كان يرمقني بنظرات غريبة. كان ضئيلًا جدًا، ويبدو ما بين الكلب والقط… أو القرد، أو غير ذلك! لكن قُبحه كان من النوع المزيج الغريب.
قلت: – كيتي؟!
ردّت بحرقة: – نعم، كيتي… كيتي، لقد كان إلى جانبي قبل قليل!
قلت: – إن لم يكن طفلًا… فلعلني رأيتُ شيئًا غريبًا قبل قليل.
قالت بلهفة ونفاد صبر، وهي تجذبني من يدي: – هيا… هيا، خُذني إليه!
قلت: – هل هو طفلك؟
لكنها تجاهلت كلامي، ولا تزال تجري وتجذبني معها.
عدتُ معها مرافقًا في الطريق نفسه للبحث عن هذا «الكيتي»!
وأنا أرسم في مخيلتي صورة رائعة لطفل آسيوي جميل القسمات، كلثونيّ الوجنتين، مع مسحة من الاحمرار الوردي على خديه، وشعره الانسيابي…
لا بد أنه الآن ينتظر وصول أمه إليه، فمن غير المعقول أن يكون كل تلهفها على ذلك المخلوق الذي ربما يكون هاربًا من إحدى حدائق الحيوان.
قطعت تلك المرأة تخيلاتي صارخة: – كيتي… حبيبي كيتي!
تفاجأت بظهور ذلك المخلوق العجيب، القبيح الصورة، يجري نحوها… فتفتح ذراعيها معانقة.
لقد كان المخلوق هو ذاته الذي ظننته سابقًا كلبًا أو قطًا، قبل خروجه من مختبرٍ علميٍّ لمزج الجينات، ليصبح خليطًا شديد القبح؛ لا هو حصانٌ قزم، ولا ماعز، لا كلب ولا قط.
نظرتُ إليها باشمئزاز، وعدتُ أدراجي، لم أنتظر منها حتى كلمة شكر.
وحتى هي، جرت به عائدة دون أن تردّ إليَّ الجميل بكلمة امتنان.
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق