سجال العراق والشام ...
✳️ نداء لملحمةِ الصمت ... ✳️
مهداة إلىٰ معلقةِ الحارثِ بن حلَّزةَ اليشكري :
لا تأذُنيهِ بطولِ البينِ أسماءُ
فالداءُ دائي ... وهجرُ المرتجىٰ داءُ ...
لا تأذنيهِ ... فما بعد الرحيلِ روئً
كلا ... ولا بعدَ طول البعدِ تلقاءُ ...
لا تنشديني ... فما عادت معلقتي
تهوىٰ ( عُكاظَ ) ولا تهواهُ ( لمياءُ ) ...
لكنما عهدُ عمْرٍ قد مضىٰ هدراً
والباقياتُ تضاريسٌ وأشلاءُ ...
يا أيُّهٰذي التي مازلتُ أذكُرُها
برقاً ورعداً ... وغيمُ العشقِ أصداءُ
يانقطةَ الباءِ من حبٍّ مضىٰ جدلاً
واسْتعمرتْهُ السُّكارى ... فهوَ ضوضاءُ ...
يا ألفَ ليلىٰ إذا مارُحْتُ أُوصِفُها
بل ألفَ ألْفَ ... وما في الوصفِ غلواءُ ...
لا تقتليني بصمتٍ فالشقيُّ قضىٰ
وليس غَيْرَ سؤالٍ منكِ إحياءُ ...
لا تقتليني فبعضُ الصمتِ ذو ظمأٍ
عند اللقاءِ ... وبعض النطقِ إرواءُ ...
إني علىٰ العهدِ يامَنْ فيكِ قافيتي
قد عَرْبَدَتْ برؤاها ... فهيَ غوغاءُ ...
تسري إلىٰ الشامِ لاتلوي علىٰ أحدٍ
مِثْلَ الفراتِ ولكنْ عكسُهُ الماءُ ...
وحْيٌ مسيرتُها ... كالعطرِ سيرتُها
ضاءتْ سَريرَتُها ... فالعُمْقُ أضواءُ ...
جيلٌ إذا نهضتْ كالوحي إنْ نزلتْ
غيْبٌ إذا عرجتْ ... شهباءُ ... عصماءُ ...
من أَلْفِ أَلْفِ وجودٍ جيئَ من عدمٍ
شاءتْ قيامتُهَا الكبرىٰ ... ولا شاؤوا ...
يا مبتدا قصةٍ سارتْ بلا خبرٍ
قد مزَّقتْها رواياتٌ وأنباءُ ...
هِزِّيْ نخيلي وَإِنْ كانتْ بلا رُطَبٍ
فالطفلُ عيسىٰ ... وكفُّ اللهِ مِعطاءُ ...
هزِّي الليالي ... فلا طيفٌ يؤرِّقُني
ولا كوابيسُها السوداءُ سوداءُ ...
هُزّي العراقَ ... فما ماءُ الفراتِ غدا
يهوىٰ ظَموءاً ... ولا تهواهُ ظمياءُ ...
أو قطِّعيني بسكينِ الهوىٰ إرباً
فالروحُ وحْيٌ ... وهذا الطينُ إيحاءُ ...
شعر : يونس عيسى منصور
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
ساجلتني أستاذتنا وشاعرتنا العربية السورية الكبيرة السيدة مريم أحمد سعيد كباش المبجلة بهذه التحفة الدمشقية :
** قصيدة بعنوان بوح الصّمت :
مهداة إلىٰ الشاعر العراقي يونس عيسىٰ منصور ...
==================
في الصَّمتِ همسٌ وبعضُ الصَّمتِ إغراءُ
في بوحِ صمتٍ أناشيدٌ وأصداءُ
بعضُ الأحاديثِ دُونَ اللَّفظِ ننطقُها
ماكلُّ صمتٍ من المحبوبِ ضرَّاءُ
يالائماً في الهوى صمتاً وتحسبُهُ
ظلماً وفيهِ الشَّقا والويلُ والدَّاءُ
لا ليسَ في القولِ صدقُ الحبِّ نعرفُهُ
للحبِّ في الصَّمتِ أسرارٌ وإثراءُ
يامَن يلومُ علىٰ صمتٍ يعاتِبُها
ياليت تدري بأنْ في الصَّمتِ سيماءُ
لعلَّ ليلىٰ عن الألفاظِ صائمةٌ
تخشىٰ الملامةَ فالحُسَّادُ أعداءُ
تخشىٰ لشرقٍ وعاداتٍ تهدِّدُها
قد مَزَّقَتْها أقاويلٌ وأنباءُ
لا لا تظُنَّنَ حبلَ الودِّ قد صَرَمَتْ
بئستْ ظنونٌ بها الأفكارُ سوداءُ
واللهِ ما آذَنَتْ بالبينِ أو هَجَرَتْ
فالبعدُ قتلٌ لها والنَّفسُ أشلاءُ
لو تسألِ الحاءَ والباءَ التِّي اختزلتْ
كلَّ المعاني أتاكَ الْيَوْمَ إيحاءُ
تسري إليكَ القوافيْ لحنَ أغنيةٍ
قَالَتْ : أيا صبُّ نصفُ الحبِّ إصغاءُ
فاسمعْ لصمتٍ كما للبوحِ تسمعهُ
حينَ الصَّبابةِ بالخفَّاقِ ضوضاءُ
ياقيسُ : ليلىٰ على عهدِ الهوىٰ أبداً
مهما أتاها من الأقدارِ بأساءُ
ياقيسُ : ليلىٰ بوادي الصَّمتِ مسكنُها
فكرٌ شرودٌ وقلبٌ فيه إعياءُ
إنْ مرَّ طيفُكَ نورُ الحبِّ يغمرُها
والقلبُ كالصّبحِ إسفارٌ وأضواءُ
شهادةُ الحبِّ إعلاناً تقدِّمُها
أنَّ الحياةَ بلا قيسٍ لَضَرَّاءُ
صار الزَّمانُ بقربٍ منكَ مبتسماً
هذي الحياة لها في الحبِّ أنداءُ
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
البحر البسيط
شعر : مريم كباش / سوريا / دمشق