*اختبار*
قلعوا الزيتون لاتشدوا السلاما
وازرعوا الغار قعوداً وقياما
أيُّ سلْمِ في جحيمِ لاهب
خلَّف الأطفال فحْماً والحَماما
وبدورِ هُدِّمتْ من أسِّها
فوق من فيها فقدْ أمْستْ ركاما
أيُّها الأسياد يا من هرْولوا
نحو صهيونٍ وأعداءٍ قُدامى
ليس يجدي بسط كفٍّ مثمرٍ
نحو تارمبٍ وبوشٍ أو أباما
تأملون السلم ممن بيَّتوا
في ازدراءٍ سحْق من صلَّى وصاما
لن تنالوا غير خزْيٍ سافرٍ
و وعودٍ أصبحت حلماً حراما
وانْحطاطٍ في كهوفٍ أظلمتْ
وانجرافٍ في الردى عاماً فعاماً
أعرضوا عنهم وصونوا غزَّةً
إنْ أردْتمْ عيشةً ترْضي الكراما
وتساموا مع أبطالٍ غدوا
علماً في المجد أو صاروا وساما
إنَّهم ريحٌ بيومٍ عاصفٍ
كالمنايا زحموا الموت الزُؤاما
كلُّ طفْلٍ كان شيخاً ماجداً
يجلب الماء لمرضى والطعاما
مثل برْقٍ يتخَطَّى غاصباً
ودخان القصف ينساب غماما
ربَّما يُرمى بصاروخٍ فيهوي
وعلى الأرض لحوماًوعظاماً
أو بفسفورٍ فيبدو كوكباً
قد تشظَّى في ظلامٍ وتسامى
يملأ الدنيا فيغدو ثورةً
من ضياءٍ بعد أن كان غلاما
إنَّه الشبل الذي صاحت به
لبوةٌ كي يزدري القوم اللئاما
ونساءٌ صابراتٌ في الوغى
وتراهنَّ ثكالى وأيامى
ففؤادٌ يكتوي من ناره
ولسانٌ يحمد الله السلاما
طائعاتٌ عابداتٌ للذي
هيَّأ الخلد لمن ربَّتْ يتامى
ورجالٌ كنخيلٍ مثمرٍ
وعلى أفيائه الرعديد ناما
من ثنايا الأرض ثاروا ثورةً
كالبراكين يثيرون الغماما
يجهلون الخوف من مستعمرٍ
بذَرَ الأرض دماراً وحِماما
لبسوا الأغصان ثوباً زاهياً
واعتلوا الأمجاد زحفاً والتحاما
مالهم غير المنايا مؤنسٌ
وسوى الأنَّات ما لاقوا ندامى
حيَّروا الدنيا بساحات الوغى
ببطولاتٍ تثير الإحتراما
صفَّق الكون لهم في دهشةٍ
ومسيراتٌ سرتْ تبغي الوئاما
غزَّةٌ للعزِّ نجمٌ ساطعٌ
ومنارٌ للذي يحمي الدِّماما
واختبارٌ بيَّن الزيف فقدْ
صنَّف الناس كراما ولئاما
أرْدغانٌ كان في صفِّ الأولى
ناصروا الحقَّ-وشافيزٌ-أقاما
اعوجاج الرأي في بعض الرؤى
فتراءى ماجداً حرَّاً هماما
كلُّ ذي أدْنى شعورٍ قدْ أبى
هجمة الأشرار والقتل والحراما
غير أو غادٍ وبعض الغرب قدْ
كشَّروا الناب وقدْ زاحوا اللثاما
وانبروا في صفٍّ من يبغي الردى
لرجالٍ قرَّعوا القوم الطغاما
وحِّدوا الصفَّ ولا تلهو بكم
بسمة الفجَّار إنْ عبُّوا المدامَ
سوف يصحو كلُّ مهووس القوى
وإلى قومٍ طغاةٍ يترامى
مثل ليلٍ معتمٍ ذاك الذي
يبعث الهمَّ ويرتاد الظلاما
غير أنَّ الليل حتماً راحلٌ
وشعاع الفجر ينساب سلاما
وتعود القدس مهما حاولوا
سلبها منصورةً تشدوة الوئام
المتضرع الى الله
د. عبدالله
#ابوياسر#