"" الـمـشـاعـر لا تُـكـذَّب ""
ياربُّ إرحمْ عبدَكَ الـمُـتـوجَّـعِ
قد باتَ من ألَـمِ الهوى لايَـدَّعي
مُـذ بـاتَتِ الآهـاتُ في ثورانِـهـا
بـاتَ الـفـؤادُ مُـقـدَّحـاً بِـتـوجُّـعـي
غابوا عنِ العينينِ فاشتاقت لهُم
سَلَبوا الـفـؤادَ بِـغـفلـةٍ وتَـسـرُّعِ
هـل من سبيلٍ أَن أُريكِ صبابتي؟
أو أصلُبَ الأحشاءَ حتى تـقـنـعـي
الروحُ روحُكِ يا سعادُ مع الهوى
مهما بَـدا منكِ الجـفـاءُ ولـم تَـعِـي
يامَن غدوتِ على خطوطِ أصابعي
تـمشينَ بينَ حُـشاشتي وتـولُـعـي
قَـابَـلـتُهَـا وَالقلبُ اضحَى صامِتَـاً
فَـحَيَاءُ قَـلـبِـي قد أطالَ تَـصَـدُّعـي
قـد أوقَفَتنِـي سَـاعـَةً في حِـيــرَةٍ
ضَيّعتُ عُمري في طريقِ الأدمُـعِ
جاءت وَكلُّ الحُسنِ يُزجِي ماخفَى
حتى اعـتلَـتنِـي بَـهجـةً بِـتَـطـلُّــعي
فالـشَّعرُ لَـيلٌ مَــجَّ في صـَفَحَاتِــهِ
والخَالُ زهرٌ من قطوفِ الأروعِ
وَرُضابُـهَـا خـَمـرٌ وَشَـهـدٌ طَـعـمُــهُ
قد أحرَقَتْ شَفَتِي بدونِ تــمـنُّــعي
يَـارشفَةً أحيَتْ مَمَـاتَـاً في الهَوى
فَـكـَأَنّـمَا زُرِعَ الـشّذَا في الأضـلُـعِ
وأرَدتُ رَسـمَ جـَمالِـهَـا في لَوحةٍ
صـارَ الـقَـريضُ مُجَمَّـلاً بِـتـورُّعـي
وَجـَميلـةٍ جـاءَتْ بكُلِ خرِيـدِهَـا
أضحَتْ مـزاراً في الجهـاتِ الأربـعِ
فجمَـالُهُا أخفَى الـنِّساءَ بِـلَمـسَةٍ
حَـتى غَـدَونَ بِـلا بَـهـاءٍ بَـلـقَـعِ
مَـلَّـكـتُـهَـا قَـلباً يَـطُوفُ بِـبـابِـهَـا
لِـتَـضُـمَّـهُ حُــبَّــاً وتـسـمعُ مـا مَـعِـي
فكَتَبتُ بِـالشِّعرِ اللَّطِيفِ وَحسنِها
فـأَنـا على هـذا الـشعورِ بِـألـمَـعِـي
فَـوَدَدتُ تَـقـبِـيلَ الـقَـصـيـدِ لإٔنَّــهُ
ضَـمَّ الـسُـعـادَ بِـلـهـفَـةِ الـمُـتَـوَدِّعِ
هل يَصلُـحُ الماءُ الأجاجُ لِـشُربةٍ؟
وكما قصيدي دونـَهــا في المَـطـلَـعِ
مـنذُ افـترقنـا لـم اكُـن إلَّا لها
تـوَّاقـةٌ روحي الى مُـتـمَـنِّـعـي
فأنـا يخطُّ الحزنُ كلَّ قصائدي
قد صارَ حقاً في الـتـأوِّهِ مصرعـي
ما سُقتُ غَيرَ الوِدِّ دونَ جِـنـايَةٍ
ولقد تَجرَّعـتُ الـنَّـوى فَـتـجرَّعـي
ودَفَعتُ روحي نـحـوهـا بِـتوَدُّدٍ
مـا كانَ لي غَـيـرُ الـتَّـقـرُّبِ مَـطـمـعِـي
مـا هكَذا تُعطى المشاعرُ جُـملَـةً
كــي لا تُـكـذَّبَ دونَ أيِّ تَــرَفُــعِ
يـــاسـر مـحـمـد الـنـاصـر