عِـنـدمـا لا يـغـفِـرُ الـقـلـب
أَتَـت تَعتَلـي نوراً وحسناً يُـزَهَّـرُ
فما كانَ قلبي في سِـواهـا يُـعَـطَّـرُ
كَـتَمتُ إذا مَـرَّت بِـدربـي لَـذاذَتـي
كَـأنِّــي أَلُـذُّ الـنـارَ وهــيَ تُـسَـعِّـرُ
كَتَمتُ احتِظاري واشتِياقي ولوعَتي
كتمتُ الـتِـهـافـي والمودَّةُ تُـحـظَـرُ
ولـمَّـا انـتَضَت حُـسناً تَـوَرَّدَ حولَنا
ربيعاً من الأزهـارِ والحسنُ يُـؤثَـرُ
أُحِـبُّـكِ في حُـزنـي وكلِّ مواجعي
أُحِـبُّـكِ في همسي فقلبـيَ يُـخـبِـرُ
حَمَيتُ الهوى حتى تورَّدَ مِـفرَقي
وصارت على أهوائِـكِ الروحُ تَـكـبُـرُ
سعادُ كَـفـى بُـعـداً ونَـأيـاً وغُـربَـةً
كـفـاكِ فـإنِّـي في بُـعـادِكِ أُسـجَـرُ
أُطَـيِّـبُ فكري في الخيالِ لـعـلَّـنـي
أُلاقِـيـكِ طـيـفـاً أو خيالَـكِ يَـحـضُـرُ
ولـكـن يُـواتينـي الشعورُ فَأنطَفـي
وأُشـنَـقُ مـا بـيـنَ الـسطـورِ وأُنـحَـرُ
وهَبتُـكِ روحي والفؤادَ ولـوعَتـي
وَهـبتُـكِ أشياءً وما قُـلـتُ أخـسَـرُ
هَـبِـي لي حنانـاً أُستَشاطُ بِـهِ ولا
تُـبـاري فُـؤاداً عـاشـقـاً يَـتَـقَـهـقَـرُ
فما جَزِعَت نفسي وما تَلِفَ الهوى
ولـكِـنَّ قلبي في غـيـابِـكِ يُـقـهَـرُ
وإنِّي لأَخشَى من غَـدٍ لو أتَى ولا
أرى فِـيـكِ إلَّا غــــائِـبــاً يَـتَـعَـذَّرُ
فَها أنتِ في كلِّ السنينِ حبيبتي
على هـكـذا تُـبـقـيـنَ قلبيَ أخـضَـرُ
فما رَبِـحَـت نفسي سواكِ حبيبةً
ولو خَسِرت روحي الهوى أتَـحَسَّـرُ
سَـكَـنتِ فؤادي لاتَـزالينَ عـالـمـاً
ألــوذُ إلـيـهِ لـــو أَئِــنُّ وأُنـفَـرُ
وهَـبـتُـكِ كُـلِّـي لم أزَل ذا جِـنـايَـةٍ
وقلبي على أوتـارِ حُـبُّـكِ يُـكـسَـرُ
فلا زِلتُ حولَ النارِ أُسجَرُ دونَها
ولا نَشَفَت عيني، من الدمعِ تُـصهَـرُ
فـلا تَـنكُـري روحـاً أَتَـتـكِ بِـلـهـفَـةٍ
ولا تَـنـهـري قلباً يُـحِـبُّ ويُسحِـرُ
فهل يَنكُرُ النخلُ العظيمِ نَـواتَـهُ ؟
ويَـنـكُـرُ غـيـمـاً قـد سـقــاهُ ويُـمـطِـرُ
لقد خَصَّصَت نفسي لكِ الروحَ مَسكناً
بِـهـا الـوِدُّ والـتَّمكيـنُ والحبُّ يُـزهِـرُ
فكونـي بِـهـا ثُـمَّ امـلَـئِـيـها محبَّةً
وخَـلِّ الفؤادَ الـثَّـرَّ يَـلـهـو ويُـسكَـرُ
وفِيضِي على الأحشاءِ من فِيكِ سُكَّراً
فَـإنَّـكِ في كـلِّ الأمـاكِـنِ سُـكَّـرُ
أَحِـنُّ إلى أيَّـامِ وصلٍ وضِحـكـةٍ
وكـلُّ لَـيـالٍ لا تُـمَـلُّ وتُـضـجَـرُ
أُخَـفِّـفُ مِـن آهٍ تَـدكُّ مـضـاجِعي
بِـوعـدٍ وذِكـرى أقـتَـفِـيـهـا فَـتُـجـبِـرُ
فلا تَـمحَقي ما زالَ أو كانَ بينَنـا
فَـمهما ابتَعَدنـا أو خُـذِلـنـا سَـنَـعـبُـرُ
ونَـمـلَأُ دُنـيـانـا هَـوَىً ومحـبَّـةً
ونَنسى الأَسَى والحزنَ بِـالحُبِّ نَظفَرُ
لقد مَـسَّني في الحبِّ نوحٌ وعُزلَةٌ
وإنِّي أُعاني في والضياعِ وأُحـصَـرُ
متى قلبُكِ الدافي يَـرِقُّ لِـعـاشِقٍ ؟
فَـيُحيي عُـروقـاً في الفؤادِ ويـأسِـرُ
متى تحفَظينَ النفسَ والقلبَ والهوى؟
متى يا مُنى روحي أُثـابُ وأُشـكَـرُ ؟
ياسر محمد الناصر