لَن تَهزِميني
-----------------------------------------------------
واسْتَدْرَجَتنِي بُحُورُ عَينَيكِ
حَتَى غَرقتُ وأهمَلَتني
مَاكانَ لِي فِي الهَوَى كَأَسٌ
وشَفَتَيكِ بِالهَوىَ أثمَلَتني
تَظُنِينَ أنَّ العِشقَ يَذِلُني
هَيهَات هَيهَاتَ أنْ أُذَلَّ
حَمَلَتني إلَيكِ رِيَاحُ الحُبَّ
وجِبَالُ العِزَّةِ
مِنَ الانحِنَاءِ. حَصَنَتنِي
مَغْرُورَةٌ أنتِ بِحُسنِكِ
والحُسنُ وحدُهُ لاَ يُغنِينِي
إنْ لَمْ تَنحَنِي أمَامَ حُبِّي
فَلَاَ حُسنَ يُغرِيني
ولاَخَصرَ يَستَهوِيني
وإنْ شَظَايَا الشَوقِ بَعثَرَتني
أنَا رَجُلٌ ذُوسُلطَانٍ وعَرشٍ
ومُلقَبٌ بَينَ النِساءِ
وتَشتَهِيني كُلُّ عَينٍ أبصَرَتني
هَنِيئًا لِصَدرٍ اختَرتُهُ
مِنْ بَينَ النِسَاءِ وِسَادَةً
وسَكناً
والوَيلُ كُلّ الوَيلِ لِشِفَاه
في الهَوى مَاأذَاقتني
أنَا لَا أُرِيدُكِ تَنحَنِي كَسرًا
لِمَ تُرِيدِيني أنحَني ذُلا؟
أَهَذَا غُرورٌ أم هوَ ثَأرٌ
لإمَرأةٍ.
مِثلُكِ ذَاتَ يَومٍ أحبَتني؟
أنَا مَاحَرقتُ يَومًا
قَلبًا مُتَعَمِدًا ولاَ أهمَلتُ
إلاَ التي هِيَ أهمَلتني
إنْ لَمْ تُسَلِمي لِرِيَاحِ الهَوَى
وتَرمِي بِهَذا الغُرورِ
وتُعطِينِي مِمَا أعطيتُكِ
مِن حُبٍّ وعَوَاصِفَ شَوقٍ
وأعَاصيرَ. ضَربَتني
سَأمْحُوكِ مِنْ ذَاكِرتي
وأمُرُّ فَوقَ طَيفِكِ كَرمَادٍ
تَحتَ نِعَالي
فَلَا حُسنُكِ يُثْنِيني ولَا
صَدرُكِ سَيبقَى أخرَ الحُقُولِ
التِى أطعَمَتني
ولَاَ عَينَاكِ سَتَكُونُ جِسرًا
عَلَيهِ يَنهَارُ شمُوخِي
ولَن تَكُوني أبدًا المَرأةَ التي
يَومًا مَا هَزَمتني
الحُبُّ بالحُبِّ والغُرورُ مَرضٌ
والعِزَّةُ لي ولكِ
فَلَن أعِيشَ الحُبَّ ذُلاً
مهمَا كَانَ الثَمن ومَهما
طالَ العُمرُ
والأقدَارُ والأيامُ أبقَتني
أنَا المُتعَبُ والحَائرُ في
الأيامِ
وكَم بِالجِراحِ أثقَلتني
أتَيتُكِ هَارباً مِن بِلادي
فَلاَ الوَطنُ يَحنُّو ولاَ الغُربَةِ
يَومًا رَمَمتني
لِمَ التَحدي والتَجبُر
يَارَحمَةٍ بِغَريبٍ أتى
أتكُوني
أتَكُوني يَدُ ذَبَحتني
مَاالخَيرُ في ضيَاعي
وأنَا العَائدُ بِرَبيعكِ المقتُول
وأنتِ رَشفَةُ أحيتني
الوَيلُ لَكِ إنْ لَمْ تَفهَمِي
وتُدركي هذا وتَعِيهِ
وهَنِيئًا لَكِ وهَنِيئًا لِجَزِيرَتِكِ
أنْ رَوَيتَهَا ورَوَتني
عَلَيكِ أنْ تَختَاري أنْ تُكمِلِي
غُرُورَكِ وأوهَامكِ وجَهلَكِ
وأنْ تَكُوني اليدَ. التي
انتَشَلتني
---------------------------------------------
حسام الدين صبرى /