....... كفانا ذُّلِاً......
جاءت إلينَا عُلوجُ الكفر تزدحِمُ
ونحنُ في الذُّلِ مَا قامَتْ لنا قَدَمُ
تحَالفتْ في جميعِ الأرضِ واجْتَمعَتْ
جَاءتْ إلينَا لكي تطْغَى وتنتَقِمُ
بأيِّ ذنْبٍ طُغاةُ الأرضِ تَقْهَرنَا
لولا تَخَاذُلنا والله ما حَلِمُوا
لو يعْلم البغي مِنَّا أنَّنَا قُدُمٌ
لما تَجَرَّأ ذاكَ الظَّالمُ الهَرمُ
الظَّالِمون و وشُنطُنْ زعِيمتُهم
زعيمةُ البغيِّ لوْ حُكامُنَا فَهِمُوا
كَفَانا ذُّلاً فقَدْ أَوْهَى عزائِمَنَا
وصِرنَا فِي حَالةٍ ينتَابُنا السّقَمُ
يا أَيُّها الحَاكمُ الغَافِي ومـَوطِنَهُ
فِي الشَّرقِ أرْكانُه بالكفرِ تنْهدِمُ
يامن أبَحْتُمْ لجيشِ الظلمِ ساحَتنَا
بِلا قتالٍ لبئسَ الجُرمُ فعِلُكُمُ
كيفَ تخَطُّوا حدودا أنتَ حارِسُها
لولا تهاوُنكُم والله ما اقْتِحموا
يا أمتي وثبةٌ للحَربِ عَاجِلةٌ
وهبَّةٌ فِي غِمَارِ الموتِ ترتَجِمُ
مثلُ البَراكِينِ في نِيرانِها غضبٌ
حَدِيثُها قاصفٌ والقلبُ مُضْطَرِمُ
فالطِّفلُ في شدةٍ والجوع مسغبةٌ
والأمُّ تبكي ويعلو صَوتَها الألمُ
كَمْ منْ شَهِيدٍ بأَشْلاءٍ مُمَزَّقةٌ
دمٌ يسِيلُ وشَيْخٌ لَيسَ يُحتَرَمُ
وحائِمَاتٌ تصُبُّ النَّارَ فوقَهُمُ
فِيْ كلِّ ثَانِيَةٍ بالنَّاسِ تصْطَدِمُ
لاتطْلبُوا العَدلَ منْ قومٍ عَدَالتُهمْ
في مَجْلِسِ الأمْنِ قَدْ ماتَتْ لهم ذِمَمُ
السِّلمُ فِي شُهبِ النِّيرانِ تَأتِي بهِ
في عُبْوةٍ مِنْ شُوَاظِ النَّارِ تَضْطَرِمُ
برقٌ منَ النَّارِ فِي الظَّلماءِ يُشْعِلُها
صبحُ العَزائمِ فِي المَيْدَانِ يحْتَدِمُ
بالنَّارِ بالنَّارِ لاشَجبُ الكلامِ ولاَ
يأتي إلينا بِه القِرطَاسُ والكَلِمُ
هيَّا لنَنْهضَ كيْ تُحْمِى مَوَاطِنُنَا
ولنَشْحذ الْعَزمَ كيْ تـحْيَا بهِ الهِمَمُ
قَدْ مَرَّ عامٌ وهَذا العَامُ يَتْبَعُهُ
والطِّفلُ يُقْتلُ والطُّغيَانُ يبتَسِمُ
مَاقِيمَةُ العيْشِ لَوْ هَانَتْ كرامتَنَا
إذا عَلتْهَا عَلَى أعْنَاقِنَا الرِّمَمُ
هيا ثِبُوا مِثلمَا صَنعاءُ قد وثَبَتْ
نيرانُها تكْسحُ الطاغي وتلتِهمُ
نارٌ منَ اليمَنِ المَيمُونِ بَارقةٌ
ونُورُها في سَماءِ القدسِ يرتَسِمُ
تسْطُو الضِّباعُ إذا أُسْدُ الدِّيَارُ غَفَتْ
في غَفْلةٍمنْ سُباتِ النومِ تقتحمُ
فاسْتَيْقظُوا منْ سُباتِ النَّومِ وابْتَدِرُوا
فَجْراً جديداً بهِ يعْلُو لنَا عَلمُ
فَجنَّةُ اللهِ تدْعُونَا لنَسْكُنَها
تِلكَ الجِنَانُ لِمَنْ بِاللهِ يعْتَصِمُ
هِي المنِّيةُ والأسْبَابُ واحدةٌ
والعمرُ ذاك الَّذِي قَدْ خَطَّهُ القلمُ
لا ْتُرجِعُ المَوطَنَ المسلوب نائحةٌ
ما يُرجِعُ الموطنَ المَسْلوب إلَّا دَمُ
ياغَزَّتـِي حسْبُكِ الرَّحْمَان خَالِقنَا
بِحولِه تَذْهَبُ الآهاتُ والنِّقَمُ
بقلمي عبد الحبيب محمد
ابو خطاب