موعد
رتبته الأقدار
الجزء الثالث
نشرت من تعلق فؤاده بها
منشور تعاتب فيه الدهر وتلعن حظها العاثر .
سارعت لتخبره .. ؟
بأنه ليس المقصود بهذا المنشور .
أكد لها بأن الأمر لايتطلب كل هذا الحرص منها مجرد كلمات كتبتها والأمر عادي .
لكنها كانت حريصة على أن تسحب البساط من تحت قدميه لأنها تعلم ردت فعله
العنيفة إذا أستفز .
تنبيهها له جعله يتأرجح مابين الشخصيتين التي يسكنا جسده .
دخل لصفحتها وقرأ ماكتبت
كانت الشرارة المنتظرة لتولد الإنفجار الكبير .
غضب محمد وإندفع الأدريالين بجنون في عروقه
طغت شخصيتة المتهورة على تلك الشخصية الودودة
أنتظر لدقيقة واحدة فقط .. ؟
وإتخذ قراره بالرحيل .
كتب لها .. ؟
أنا رجل يعشق كبريائه
وأنا من النوع الذي لايفرض ذاته على الأخرين
كل الدنيا ومافيها ليس لها في ميزاني وزنا .. ؟
مقابل كرامتي وكبريائي
أنا راحل .. أكيد
لن أثقل عليك بعد اليوم ولكني لن أتخلى عن وجودك كصديقة .
وإسمحي لي أن ألقي عليك تحيةالصباح كل يوم .
وأتمنى لك السعادة والتوفيق
الوداع .. ؟
كانت هذه رسالته لها .. !
وضع جواله على مكتبه بعد أن أقفل الشبكة .
جلس لوحده وبدأ بالتدخين بشكل جنوني .
شعر بألم في قلبه وضاقت أنفاسه وأسودت ألوان محيطه .
تحرك بداخله إعصار هدام . ينتظر الفرصة ليعربد ويدمر كل شيء .
لاحظ وضعيته الحرجة كل الموظفين الموجودين معه .. !
فتجنبوه لأنهم يعلمون تركيبة شخصيته .
كان يجلس وحيدآ والسيكارة لم تفارق شفتيه .
نظراته حائرة وجلسته كانت غير مريحة له . وكأنه يجلس على جمر متقد .
نظر للجوال عدة مرات وبعد نصف ساعة فتح الشبكة وإنتظر بلهفة لتصله رسالة منها لكن لاشيء .
إستمر هذا الوضع من العاشرة صباحآ ولغاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
لاشيء صمت غريب .. ؟
هي على الشبكة متصلة وتنشر عن الحزن والحنين والإشتياق لذلك الحبيب المتهور .
إزداد غضبه وإستعرت ناره لم يعد يحسن التصرف . ألم صدره تضاعف وخافقه بالكاد
ينبض وبلغ مرحلة الإنهيار .
نظر لجواله .. ؟
ولتلك النقطة الخضراء العنيدة بنظرة حقد كبير
كانت متصله .. فكتب لها .. ؟
مابالك ألاتشعرين بي .. ؟
ألست أنا حبيبك .. ؟
سأموت .. ؟
حبك يكاد يقتلني
كم أنت قاسية القلب .
لم لاتردين .. ؟
صمتك يقتلني بالفعل أنا بدأت أفقد السيطرة على نفسي
لكنها إلتزمت الصمت .. ؟
هنا .. قال لها .. ؟
سأغلق صفحتي وأغادر هذا العالم بالكامل .
وسأنتحر .. وداعآ
هذه الكلمات .. ؟
جعلتها تكتب من دون أي تفكير .. ؟
لا لا .. إنتظر أرجوك لاترحل
سافعل ماتريد .. ارجوك لاتغادر .
كانت هذه الكلمات كافية ليهدء .
كتبا لبعضهما وإستطاعت أن تحتويه وإمتصت غضبه .
لتعود له شخصيته اللطيفة بعد كل ذلك الجنون .
قالت له .. ؟
يارجل لقد جعلتني أبكي طوال اليوم .
والنوم هجر عيني يافارس أحلامي .. أنا أحبك
لقد جعلتني مشتة الذهن وأدخلتني بمتاهتك ..؟
ماذا فعلت بي .. ؟
مجنون أنت وجنونك يروق لي .
أردت أن أكتب لك لكني ترددت وخشيت ردت فعلك لما كل هذا هل هنت عليك .
مالذي يمكنني أن أفعله لك لتهدء وتستوي .. ؟
وبعد أن تبادلا الحديث طلبت منه أن يغلق الشبكة لينام لأن الوقت قد تأخر .
ودعته بكل ود وأقفلت . وبعد رحيلها أطبق جفنيه وإستسلم
للنوم ليدخل عالم الأحلام
يتبع
موعد
رتبته الأقدار
بقلم
جاسم الشهواني