الاثنين، 10 يونيو 2024

نص نثري تحت عنوان {{قل للزمان ما أوسخك}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مصطفى محمد كبار}}


قل للزمان ما أوسخك

لا شيء يعجبني

إنها مكيدة الأزمنة القديمة 
و خرافات البدائل
تقول الأسطورة كونوا منكسرين 
لتكون الحياة مستقرة 
بفرحها
و كأننا نتسابق مع الريح 
بلا  وعي
فنشحذ من الأماني ما يهدء
من روعنا
في الحلم بعد منتصف الليل 
بأول البداية 
و قبل بزوغ الفجر البعيد 
قبل ولادة الغسق بدقيقة 
كنت ممدداً على أرصفة الخيال
و أفكر 
كيف لا تسقط النجوم و القمر
و هي معلقةٌ بالسراب 
بلا  شيء
كيف الغيوم لا تبللها الغيث من
مطرنا الأسود
لوحدي نمت بحلمٍ على طريق 
الخطأ 
فحملني ذاك الحلم بأجنحة
الريح و أخذني معه 
برفقة سربٍ من الحمام المسافر
في المدى
السفر دربه كان بعيداً و شاق 
و كل الأماكن كانت من الضباب 
الأخضر
فكان يطلع من باطنها دخانٌ 
كثيف 
و الفراشات كانت تحترق من تلقاء
ذاتها 
فالليل و النهار  كانا  لونهما أزرق 
و رمادي 
كان الشكل يميل إلى التشبيه
ل ألوان قوس قزح
فالمشهد المريب من خيال القتلى 
القدامى
كنت معها و كانت معي و كان
و كانوا و كلنا كنا و لم يكن 
هناك أحد 
سوى سكون الليل و البومة التي
كانت تقف على التينة 
و هي تراقب رواية الفيلم كله 
بكثب
فقالت البومة حارسة المكان  
إتركوا هذا المكان و إنسوا الزمان 
و سيروا مع الريح 
أريد أن أحلم بشكل الليل أكثر
تأملاً
فمضينا دون أن ندري متى مضينا
من هناك
و متى تحررت من خاصرتنا الخطوة
الأولى 
و نحن في الطريق سمعنا صوتً
من بعيد تقول ....

أنا إمرأة مطلقةٌ 
و لا أعلم متى يطلع الصباح 
من أصابعي ثانيةً
تجملتُ له بألف ليلةٍ ساخنة
و لبست فستان الزفاف الأبيض
و مارست الجنس برغبته
هو 
و بعد عدة سنوات تقريباً من 
العشرة معه  .........
هجرني دون أن أعلم لماذا 
هجرني
أعدت بذاكرتي ذكرياتي و رتبت
صور الخيبة
فنسيت من الوجع أن أبكي 
فقلت للآلهة  
لا شيء  يعجبني

لقد تأثرت بقصة المرأة المطلقة
و تعاطفت معها
فقلت للحمام المسافر
ربما هي تقول نصف الحقيقة
أو 
هي تهزي من الإنكسار بسقوط
حلمها و جسدها المستباح
فلندعها تنجز بخيبتها كل ما 
تريد من اللوم
فالليل سينوب عن القصيدة 
ليكمل لها بالمعنى و الحقيقة 
معاً

ثم أكملنا الطريق المؤدي إلى 
معجزة السراب 
و مضيتْ مع الحمام المسافر 
بذكرى الندامة من تلك المرأة 
الخاسرة

و بعد قليل رجعنا و سمعنا 
صوت رجلٍ من البعيد يقول 
أنا أيضاً 
لا شيء يعجبني 

لقد زرعت أمام حلمي أشجار 
الزيتون الخضراء و دالية 
عنب
و بنيت منزلي من حجراً و تراب 
بجانبها
و عندما جئت أسكنه كي أستريح
من تعبي
فجاء الكلب القريب الغريب و سرقه
مني و سكنه
و أشرع بسيفه نحو صدري و عنقي
و نصب منصة مشنقتي
و قال لي
أنا الإله الجديد  سيد هذا الزمان 
و هذا المكان
فيحق لي ما لا يحق  لك فإنصرف
بعيداً عن رغبتي لأكون أنا  
أنا
و شتم الأنبياء بصلاته و تمتم 
بالدعاء علي لأموت 
فهو يرفض الآخر  لا يستطيع 
فهم لغة القرآن 
و لأني أملك من الشرف مالا 
يملكه هو
فأنا أصنع من الكفن حمامة 
السلام
كرديٌ أنا من أبناء الله الحسن 
لا أقتلُ أحداً و لا أسرق ملك
أحد
فالكوثر من الزمم يجري بعروقي 
فأحيا بقلب الشمس 
و أشرق على الدنيا نوراً من 
الرحمن
فهربت من هناك من منزلي الوحيد 
من الكفر و من البيعة للشيطان
الأكبر 
هاجرت لألف موتٍ و جرح مع 
أُسرتي في الضياع
و نسيت طريق العودة و مفتاح
البيت  و كل  ذكرياتي 
هناك
و بكيت بوجعي حتى ملَ البكاء 
من بكائي و هدني
فكتبت على جدران الغربة 
لا شيء يعجبني 

فقلت للحمام المسافر 
من هو هذا المتوفي الغريب 
قالت الحمام 
نحن لا نعرفه فربما الوجع 
يعرفه أكثر منا
فالنكمل رحلتنا بذاك الحلم 
و ننسى ألم  و وجع هذا الغريب
المسكين

فرحنا  نبكي  لأمره  
و  مضينا 
بمركبات الريح برحلتنا المكتأبة
الطويلة
و لم نمضي كثيراً بمسيرنا المعثر
في البلوغ
و من جديد سمعنا أحدٌ ينادي يا
أيها العابرون 

أنا المكسور الخائب 
أراقب دائماً شبحاً  يحاصرني 
فأسأل 
منذ متى و الضجر يقتلنا من
الرغبة
و لما  تحاصرني يا أيها الآخر
الحاقد 
و هل ما بعد موتنا سننجو من
الهلاك في الغياب
فيرد المكسور  .......
كن ما تريد لكنك لن تنجو من 
حراس الضجر عند حدود 
الأمنيات 
فلكَ من الزمان و السنين كل ما 
يتعبك و يكسرك
فإسكن جرحك حيث أنت تكون
لتكون
و لا تفكر كيف سيكون موكب
الجنازة
فالأموات لا يحق لهم أن يفكروا
أو يحلموا 
دع كل شيء للأيام وحدها 
و إبكي على حالك كلما أجهزت
عليك و قتلتك
فربما تنسى زمني و تلك الكلمات 
التي كسرت جدار القصيدة 
فأنا سأبقى هنا أصارع أثرك و
أنتظرك 
ريثما تعود من الغياب كي أقتلك 
بكل مرةٍ يطلع بها
الصباح 

المكسور للآخر الغريب .......
  
ضع النصيحة جانباً 
فإني قد مت منذ الأزل منذ كان
النجم حجراً 
فمن تراه الآن لست أنا 
إنها بقايا الأوجاع من إنسانٍ 
مقتول
بظل الحياة البعيدة
فلكَ من جسدي كل ما يشبعك
و لي منك التزمر في الأنساب
و الرقص بالعجب
قد خسرت ما خسرت من الحياة 
و ما جار علي 
فلا شيءٌ يعجبني يقول ذاك 
المكسور 

قلت لقافلة الحمام المهاجرة
برفقتي
دعينا نحمل بعضً من الأرواح
المتبقية إذا ما إستطعنا
دعينا نكتب حكاية أسمائنا على
خدش الريح إذا ما إستطعنا 
دعينا نمشي عند منحدرات 
الكلام 
و نقول لهذا الشغب إذا ما 
إستطعنا 
لننجو بها في البعيد أملأ و نزرعها 
بعيداً عن الخيانة و الغدر 
الكبيرين
الحمام  ....... كفى 
كفى
فنحن قد إمتلئنا من الغياب و من
الكلام ما يكفي لنسقط بعيداً 
بخيبتنا
فإترك أحوال الحجارة تشبع من 
بكائها 
علَ السماء يوماً تبكي و تلين
بحالنا فننجو قليلاً قبل
الموت الأخير
و إمضي بسفرك كالحجر بلا حلم 
حتى  لا يكسرك
و لا تثرثر كأبله أحمق بسيرة 
الناس 
فأطوي ظلك تحت نعشك و أسترح 
على القبر و أجهش
من ما يهين مزاجك المزدحم 
بكفر الزمن المر
كن هادئاً و أنت تكتب القصيدة 
فكر بالمعنى قبل الكلمات 
كن شفافاً معها كالماء والهواء 
بوقت الرحيل
كن خبراً  و  أثراً 
و لا  تكن بعناء من سكنوا أحلامنا
فقتلوها 
و تركونا عند أبواب القيامة ننوح
بصلوات الندم
لقد أصبحنا كلنا غرباء عن بعضنا
البعض
ثم بخيبتنا أكملنا الطريق بتلك 
الرحلة المشؤومة
دون أن يكون لنا رأيء بالحدث
الذي كان أو بما سيحدث 
في المستقبل 
نجمتان مهجورتان فوق جسد 
السماء 
كانتا تحدقان على أسماء 
النائمين
و لم تقولان لنا الحقيقة 
و ما هي أفضل طريقة لنا 
للنجاة
قبل المغيب بقليل كانت الشمس 
تميل بلونها من الأصفر
للأحمر
سمعنا صراخ طفلةٍ من داخل زهرةٍ 
محترقة رمادية اللون 
و هي تستنجد بالعابرين المسرعين
أنجدوني  ساعدوني
فأنا الفراشة الضائعة بين النار
و بين الآلهة المتسلطة
لقد رسمت على باب البيت قمراً  و
وردةً تحمل فكرة برائتي
فسقط الباب مع صوري و رسوماتي
في الضباب 
فنسيت تاريخ ولادتي و كل لعبي 
التي إحترقت  في بلد 
الحرب
فحملني أبي لأرض الغرباء لينقذني
من الموت 
و ثم رحل مع الغيم نحو السماء 
و هو  يبكي 
فتركني وحيدة هنا منذ السنين 
دون أن أحلم بالصباح
و قال لي يا بونيتي إنتظريني 
قليلاً 
ريثما أرتب للعمر شيئاً في عالم
الغياب ما يشبهه
فأعود من الهلاك إلى الهلاك
فالهواء هنا يا بونيتي مالحٌ و
مر 
و القتل لم ينهي بموتانا صور
الذكريات 
فتنهدت السيدة الصغيرة الطفلة 
الحزينة
فأنا منذ كان عمري ستة سنوات
و أنا 
أنتظر عودة أبي من الغياب 
لكنه  لم يأتي لأحضنه 
بشغف 
و الآن أنا بنت الثلاثين عاماً 
و ما زلت أسجن فينا صراخات
الأمس كما بقيتْ
فلا شيءٌ هنا يعجبني 
أريد أن أبكي 

فعندما سمعت هذه الطفلة 
البريئة 
المسكينة تنطق بالحقيقة 
كلها
أحسست بتنمل جسدي من شدة
الدهشة 
فأدمعتُ بدموعٍ ثقيلة و غزيرة
لكنها كانت لا تشبه 
المطر 
ثم تركنا الطفلة لوحدها تئن
بوجع الفراق
لخيبتها الطويلة فأمضينا و نحن في 
الأثير
و نحن نحمل ذنب تلك الروح 
التي دونت لعنتها فينا

فقلت للحمام و أنا أجهش بحزني
لقد تذكرت طفولتي البريئة 
التي ماتت  
فأنا مثلها نسيت غداً  لأحيا
به ........

و بعد مرور الزمن من الحديث
كما بدأنا جاءنا 
صوتٌ خفيف من داخل 
غيمةٍ 
عابرة كانت تمشي بجانبنا
كأنه كان يشبه صوت الملاك الحائر 
فيدق بالصدى المريح البارد
الخفيف 
كأنه يريد أن يقول لنا شيئاً 
فقلت له
مالك بالكم تهمس وجعاً يا ملاك 
الروح 
مالك تنادي على السراب 
قال ........

أنا رجلٌ بسيط و فقير الحال
أحببت فتاةٍ كردية من
أمتي
كانت لعبة بيد الثعالب و الكلاب
فتقدمت لخطبتها 
و تبشرت خيراً لكسب الصواب
بنجاتها من ربي
فتزوجتها و جعلتها ك قبلتي ليوم 
القيامة و سلمتها قلبي لتصون 
العهد الأمين 
فإذ  بها تخدعني بالطعن الكبير  
و تمضي كافرة
كالغريبة تحصد أحلامها بحاوية 
القمامة بغدرها
و نسيتْ كل ما خسرت لأجلها 
و نسيتْ زمني بالحب و الوفاء
لها 
و كل تضحيتي بطول السنين التي
جاورت الثلاثين عاماً أو أكثر 
بالذي خسرته
فيا أيها الحجر البعيد قل بآذان
التكبير بوقت الصلاة
إني أسير الخيبة و الدموع
فأنا المفجوع 
فأنا المهدوم المظلوم
و أنا المخدوع القديم ضعيت باب
أنايا لأعود إلى أنايا
فأنا الذي قرأت من القرآن طيبتي
و رحت أذوب من البلى بناري
كالشموع
فضاع العمر بالهلاك  باكراً و نهشته 
الكلاب المتكالبة 
فلا شيءٌ يعجبني هو يقول 
ذلك 
عندما كان يموت وجعاً 
هناك

و تقول سيدة بالخمسين
أنا أيضاً  لا شيء يعجبني 
ربيت أبني بتعب العمر حتى شاب
شعري الأسود
و عندما إشتد عوده قتلته رصاصة
الغدر في بلدي
فمات محبطاً من المستقبل الذي
ضيعه باكراً 
دون أن يعلم ما الفرق بين الحياة
و الموت السريع
فأجهش في الموت باكياً و لم 
يودعني
بعد موت ولدي تقول أم الشهيد 
و هي تبكي 
لم يعد هناك شيءٌ يعجبني 

فيصرخ عجوزٌ مسن 
أنا أيضاً لا شيء يعجبني 
بعدما تقدمت بالسن أصبحت
أكثر إحباطاً  
كان لدي عشرة أولاد من نور
كانوا يحلمون مثلي 
لكني ولدتُ مع ولادة الفجر البعيد 
فعندما تذكرتهم
زرعت أملاً بشروق الشمس لكنها
تأخرت علينا بمجيأها
و قلت في المرايا كلاماً يكسرني
بالوجع الكبير 
عندما كبرت و شاخ العمر بجدار
الكهل 
فلم أجد  أحداً  من أولادي
كأنهم إبتلعتهم الريح 
فربما إنشغلوا عني بأمورٍ الحياتية
اليومية فنسوا زمني
أو ربما قد فقدوا  ذاكرة الأمس
البعيد 
و تاهوا عن صورتي القديمة 
بالأسود و أبيض
فجف العقل من التفكير  و من
برودة الدماء
فنامت الأبصار على أرصفة 
الإنتظار 
و هي تفتقد شهوتها في الحياة
و الروح 
بظل النسيان هي نقشت صورتها و 
ماتت منفصلة عن الواقع 
المغاير
فمن يأخذني للوراء البعيد 
أقول له 
لا تقتلني ثانية لقد نسيت 
موت هناك 
لقد إختلف الشهود و الزمان
و إختلف رائحة
المكان 
فكلما تذكرت زمن البداية توجعت
أكثر بنار الحنين 
فلم يعد هناك شيء الآن  
يعجبني 
أريد أن أبتعد بالقصيدة أكثر 
من إستطعتها 
و من حجمها و أستريح في الغياب 
بوحدة الروح المقتولة

فقالت لي الحمام المسافر  و هي 
غاضبة
ماذا سنقول للأيام التي كسرتنا
بمركبات الراحلين 
ماذا سنفعل بهذا العبث الكبير 
أننسى ما حصل 
و متى سنصل إلى معجزة 
النسيان 
أم نكتب بحكايتنا وجعاً بأسمائنا
حجراً حجراً و ثم نبكي
الحمام متوهجة الصوت لنكمل سفرنا 
هذا الطويل 
حتى ندرك ما هو هذا الشيء 
الغريب
الذي يكسرنا و لا يتحمل وجودنا
علناً
ما هو هذا الشيء الذي نجهله 
قبل ولادة البكاء 
و هل نحن سبب المأساة بتكوين 
كوكب الارض غلطاً
أو  هو الوجود ذاته هو الغلط
أم لوحدها هي الآلهة التي تتحمل 
ذبنا الكبير و ذنبها
و أين ذاك الشيء الخافي ليعيدنا 
لنحيا قليلاً قبل الموت 
كي نحترم القيامة من بعد هذا
الموت 
و نقول للرب شكراً لأنك أشرقتنا 
و أحييتنا يوماً 
فأدركنا ما هو طعم الحياة و كيف
يكون 
أدركنا ما هو شكل الأنسان قبل 
الموت فشكراً يا الله 

فقلت للحمام المسافر أنا 
قدماي قد تحجرت من ثقل المسافة
و وحشة الحكايات 
سافري وحدكِ كما تريدين ياحماماتي
أم أنا 
سأقف على جبل الهزيمة و أصرخ
في المدى من أنا و من
أكون 
سأقول للآلهة عن وجعي هنا يكفي 
لقد أشبعتني من وجع 
الهلاك
دعيني و شئني 
دعيني أكرهكِ كما أريد من شدة
الخيبة 
حرريني من ظلمك لي و أنثريني
بعيداً عنك
فأنا أريد أن أصحو من حلمي القاتل 
بأقل خيبةٍ ممكنة
و  لكي لا أتوجع أكثر بتشردي في 
الرحيل 
أريد أن أنسى زمن رحلتي معكِ و 
أنسى ما يؤلمني  و ما يهزمني

فأنزليني هنا يا أيتها الحمامات
الخاسرة المهاجرة
فلقد تعبت من السفر على أرصفة 
المنفى 
المرةِ بتلك الوحدة القاتلة
و لم أعد أستطيع على مقاومة 
الإنكسار أكثر من الذي 
كان
فدعوني لوحدي هنا أكتب على 
مرآة القصيدة كل وجعي
فربما أجد في الكتابة ما ينقصني
في غيابي
ربما الكتابة تنقذني من ظلم 
الحياة 
فكتبت كلاماً أشبه بملحمة الفلاسفة 
و المؤرخين المبدعين 
دون أن أكتب حرفاً  واحداً 
في القصيدة 

كتبت  فراغ    فراغ     فراغ

فأنا لبعض الوقت قد تسللت من 
قبضة حلمٍ 
كان ملائماً للإنكسار أكثر 
فأكثر
ثم مشى الخوف بي و أنا أرتعش
من الحزن و الكآبة
و تابعنا بألم الحديث الطويل أكثر
من اللازم مع الحمام 
المسافر 
فنسيتْ الحمامات أن تكمل رحلتها 
من شدة الكلام في 
المجهول

و أنا نسيت البقية بذاكرةٍ ضائعة

لكن ......... ؟

فعلى مسافرٍ  غيري أن  ينام 
بذات الحلم و يحلم
و أن يكمل بوصية الرحلة الأخيرة
للبجع الراحل

إلى آخره  ........ إلى آخره 

و إن تذكر يوماً ذاك الحالم 
بوصيتي 
دعه يقول يا أيها النائم في 
الريح 

قل 
للزمان ما أبغضك فلا تكنُ 
و لا تلين
تنام فوق جرحنا و تجرع من 
كأس الدم خمر دموعنا
فما أحقدك
فما أقذرك بوقت الوجع
و ما أجهلك
ما أوسعك 
ما أبشعك
و ما أبخلك
ما أوجعك 
و ما أبردك يا أيها الزمان فكل مواسمك 
هي  مرةً و باردة كالجليد
فما أوهجك
و ما أثقلك و أنت تكسرُ ظهورنا طعناً 
بسهامك المسمومة
قل ........
من علينا كالحجر الرامي
أنزلك
و ما أقصرك يا أيها الزمان بفرحنا
إن جاءنا
و ما أطول و قتك حينما تقسو علينا
بألم الخذلان و تثقل
بموتنا
ما أجهلك فينا حينما نريد أن نكون
فتجعلنا أنا نكون مشبعين من
الخيبة
و كلما تحررنا من السقوط قليلاً 
لنكون أقلُ وجعاً 
فتستبق كل الأشياء فينا فكلما أوحت 
السماء لنا بفجرٍ
جديد 
تأتي إلينا بغلك و تكسرنا بمدافن
الأيام و تتسلى بنا
هناك  عند أبواب الفجر البعيد 
فلا نكون 

قد سكناك يا زمني بطفولتنا البريئة
و حلمنا بك خيراً 
فأثقلتنا و أحرقتنا بنارك حتى
ما بعد القيامة 
و جعلتنا إلعوبة الأيام الحاقدة
بملحفة السنين 
فلنا منك كل شيء قاتل يا زمني
كل أشكال المحن 
حين تكسرنا بوجع الطعن و تسرع
لترهقنا 
و تسرق منا صورة الحياة الجميلة
قبل أن نصحوا بها و لو
مصادفةً

فما أحقرك  و ما أكفرك  و ما
أظلمك يا قاتلي البريء  
قد كان حلمي بأطراف المنفى هناك
قصيراً جداً 
ربما كان عمره خمس أو أربعة
دقائق 
لكن الليل هو الذي كان طويلاً  
و شاحباً بنا
الحياة هناك كانت تشبه الغزالةُ
الراكضة
و هي تفر  مني هاربة للبعيد 
البعيد 
و أنا كنت أركض خلفها مثل الكلب 
الأجرب الكسيح
و عندما فتشت حولي لم أجد 
جناحي بأطرافي 
فشعرت بعلتي أنها عقيمة الولادة 
من جسد الوداع
و قلت لتلك الروح المتهالكة 
كيف لي أن أحلق عالياً لنجاتي 
من الجحيم 
و أنا املك أجنحتي كما الآخرين 
فلا يشبهني الحي من البشر 
فعندما كبرت بالسن محبطاً مع
العمر
نظرت للوراء فرأيت نفسي أجرُ 
بمضاريحي 
بتابوت حياتي القديم 
فقلت لنفسي  كفى يا أيها الكابوس 
اللعين  كفى
لا شيء هنا أكثر من ذاك الفشل الذريع 
في النجاة 
لقد إنتهى الكلام من قافية المنام و 
الحلم نكث ذاته بذاته 
فهل سنعود يوماً لأنفسنا التي باتت
غريبة هنا 
أم سنبقى نحمل سقوطنا و هلاكنا
لآخر النفق 
فإن القصيدة هي من ملك الحالمين
الخاسرين
فهي لا تستحق أن تقرأ
حتى 
لمن ناموا واقفين بديار السخافة
حيث تكون القصيدة منقلبة 
على نفسها  
فأسطورة الطائر الفينيق الخرافية 
هي أسطورتي
قبل نبوءة التيقظ كانت ستخبرنا
عن شيء قادم 
لكنها لم تسبق الوقت المتبقي 
لديها فماتت محبطة
و مات الحلم الأزرق الداكن و هو
يافعاً بالنهيق خلف التكاثر 
أما الجرح القديم وحده بقي 
بجدارية القوافي
يشرق من الكلمات بالأبدية
الكافرة 
و لا أحد أظن من  بعد الآن 
سينجوا من لعنة تلك القصيدة 
الطويلة 

ابن حنيفة 
مصطفى محمد كبار 

حلب سوريا  ٢٠٢٤/٦/٤ 

خاطرة تحت عنوان{{ثم ماذا}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ميثم الزبيدي}}


ثم ماذا !!؟
ثم أن لحظة لقائنا هذه 
أشبه ما تكون بتلك 
اللحظة الأولى منذ سنين طويلة ،،
ثلاثون عاماً مضت ومابداخلي من مشاعر 
تتجدد يوماً بعد 
يوم ،،
لم يتغير شيء ياسيدتي  
سوى ذلك العمر 
الذي يتقدم بنا دون أن 
نشعر به ،،
لم يتغير شيء ، حتى 
بياض الشعر الذي 
تنظرين اليه 
لم يثني من عزيمتي 
في تغيير المسار 
الذي خططنا 
أنا وأنتِ اليه ،،
لم يتغير شيء ، ولازلت 
أنظر اليكِ ولجمال 
عينيكِ نظرة ذلك العاشق
الذي أختار أن يكون 
بالقرب منكِ 
ولم يفكر يوماً في 
البعد.

ميثم الزبيدي 

العراق..... 

الأحد، 9 يونيو 2024

نص نثري تحت عنوان{{مشهد حزين}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


مشهد حزين _____
_______________
تلك السهام التي تنخر 
فؤادي.. 
منذ آخر وداع  بيننا
لم تندمل جراحها مازلت 
تتذكرني...! وقت المساء.. 
أسمع أنينها كلما مررت بمحطات 
كنا نعرفها وتعرفنا.. إلا
وسمعت ضجيجها...! 
حينها 
تواعدني صور الوداع
وتثقل كاهلي تخنقني حشرجة
وتتكاثر الغصات بحلقي...! 
لِتلج بي إلى دروب الحزن 
والإغتراب
بحر عميق لا لي فيه
طوق نجاة.... 
كي أستعيد ذاتي وروحي
التي تئن من وقع تلك المشهد...! 

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{وحشاني}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يحيى حسين}}


 وحشاني 

بقلمي يحيى حسين 

وحشاني 
حقيقي 
حبيبتي 
وحشاني 

في كل ثانية 
تعدي 
ماشيه تجر 
في ثواني

في كل شهقه 
جوه الصدر 
مخنوقة

أجج زفيرها 
نار شوقك  
وبركاني

في كل  نبضة
ألقى حروف 
اسمك

ترجع نبض 
الروح لشرياني

من غيرك أنت 
حبيبتي هل أنا 
عايش

يمكن  أنا ميت
ومتغطي بأكفاني

تايه أنا بقلبي في 
زحمة الذكرى
   
عتمة دروب الذكرى
 والقلب وحداني

وحداني عجيبة 
ازاي ما أنا عارف

وانت ساكنه القلب
 يا حبيبتي 
ساكناني

بس مشيتي 
ونسيتي حروف
 اسمك 
  
و نسيتي معاهم
كمان يا حبيبتي 
عنواني

يحيى حسين القاهرة 
5 أغسطس 2021

ج(٢٨) من قصة {{لن تشرق الشمس أبدا}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 (لن تشرق الشمس أبدا )

      قصة متسلسلة 
 بقلم : تيسيرالمغاصبه 
             ٢٠٢٤
      الفصل الثالث 
-------------------------------------------------------
          -٢٨-
      صراع النفوس

تصل كفايه زوجة سهل مع عشيقها محمود إلى عمق الغابة وهي تحمل ابنها الرضيع وممسكة بيدها الأخرى يد ابنها الصغير وتقوده. 
بينما محمود يقود ابنها الآخر.
فقال لها محمود بتوتر:
-هينا بعدنا كثير عن القريه  ياكفايه وأنا شايف إنو هاظا مكان كويس إنخليهم بيه؟
ترد كفاية بثقة وشجاعة :
-لاتستعجل يازلمه خلينا إنبعد كمان شوي ؟
ماأن إبتعدا كثيرا حتى طلبت من أولادها الأثنان الجلوس ووضعت الطفل الرضيع بحضن أكبرهم وقالت محذرة بينما محمود ينظر متلفتا بنفاد صبر:
-خليكو هونا ياعيال إصحو تروحو من هون وديرو بالكو على أخوكو الزغير إحنا بدنا إنروح إنجيب إلكو أكل ونجي..ماشي ياعيال؟
وثم أمسكت بيد عشيقها  محمود وسارا معا مبتعدان محاولان الهرب بأسرع وقت إلى قرية أخرى.
* * * * * * * * * *
يصل المراقبون ورجال الأمن..كان يحيى  لايزال ملقى على الأرض ،لم يقاوم غادة ،بل لم يوجه إليها أي ضربة وحتى لم يدفعها عنه؛وإنما تركها تخرج كل غضبها وحقدها عليه.
قبضوا عليها وكبلوها بقطع القماش الأبيض بينما كانت تشتم وتلعن وتبصق عليهم وتردد:
-بدي ألعن أبوكو كلكو ياكلاب ياملاعين ..والله غير إني أورجيكو؟
يأخذونها إلى غرفة جهاز الكهرباء ويوجهون لها صدمة كهربائية فتنهار بعد أن كانت ترفس بساقيها كالفرس الجامحة. 
أما يحيى فيأخذونه إلى قسم الطوارئ ويضمدون جراحه ،ومن ثم يعيدونه إلى ساحة التنفس ،يجلس مأمون إلى جانبه مربتا على ظهره :
-لاباس عليك ياصاحبي..لاباس؟
لكن يحيى إبتسم وقال محدثا نفسه:
-والله إنكي نشميه ..بتعجبيني يابنت قريتي.
* * * * * * * * *
يسير  "سرور"المجنون في شوارع  القرية وأزقتها حزينا على فراق يحيى بينما دموعه تملأ خديه ،
وهو يردد:
-والله ياأهل قرية أم الملح بدكو حرق ..إنتو بدكو زلزال يدمركو ..إنتو مابدكو واحد نظيف مثل يحيى يحرركو من جهلكو لأنكو إتعودتو على الوساخة ..وإنتن يانسوان قرية أم الملح الضايعه..مابدكن إنكن إتكونن شريفات بالمره عمن جسامكن إتعودت على الوساخة ودايما بتحكحكن؟
ثم مسح دموعه وأنفه بواسطة كمه وقال :
-ياترى وين إنتي ياحبيبي يايحيى..وين ودوك ..ياترى بشوفك مره ثانيه وللا لا.
لقد كان يحيى يعطف على سرور دائما ولم يذكره يوما بأنه غير سوي أبدا ،وكان يعطيه حلوى الحلقوم والطعام، وكان سرور  كلما رأى يحيى يجري إليه ليقبله ويجلس إلى جانبه ويحدثه.
وكان دائما ينطق بالحكمة .
أما سبب ماهو عليه أنه أصيب بالحمى عندما كان في العاشرة من عمره..ولأنه كان يرتجف من شدة الحمى غمرته أمه بالغطاء الثقيل فتأثر دماغه من ذلك ..فأصبح يوصف بالمجنون. 
وكان  دائما يضايق النساء ويكشف أسرارهن ويفضحهن،وعندما مر من جانب منزل أميمه أطل عليها  من بين أعواد العريشة وأخذ يردد الأغنية البذيئة وهو يقصد أميمة بقوله:
-طن الباب ..طن الباب 
................ أميمه... وسع الباب .....
فتنفجر النساء المارات بالضحك وهن يغطن وجوههن وأفواههن. 
فتخرج أميمة لترميه بالحجارة ويهرب. 
وكان كلما مر من جانب منزل إمرأة سيئة الخلق يهجوها بأغنية تراثية بذيئة الكلمات والمعاني.
* * * * * * * * *
بينما كان يحيى مستلقيا على سريره يمر به ثلاث رجال ضخمين وأحدهم يمسك بيده حقنه كبيرة جدا تحتوي على سائل أخضر اللون ،ويقول له:
-يله نام على ظهرك؟
يرد يحيى:
-ليش ..وشو هاي إلي معاكو؟
ثم قال الرجل آمرا:
-إبطحوه وثبتوه؟
وعندما فعلوا ماأمرهم به
قام بحقنه بواسطة السرنجه الكبيرة جدا مفرغا كل محتوياتها في جسده ومن ثم توجهوا إلى مأمون وحقنوه بسرنجه مثلها وغادروا ،
فشعر يحيى بارهاق شديد مصاحبا لصداع .
إقترب مأمون من يحيى وهو خائر القوى  وقال له بأعياء شديد :
-لاباس عليك ياصاحبي..هذا..هذا ش..شيء عادي بعطوه لبعض الموجودين هونا؟
-طيب إيش هو ؟
صمت مأمون ولم يخبره بحقيقة الحقنه حتى لايضعف معنوياته ويهبط من عزمه.
* * * * * * * * *
تتغير أحوال فريال النفسية بحيث يصبح يحيى هذه المرة لايغيب أبدا عن خيالها ..فكانت تتخيله في كل مكان ،وتتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء لتأخذه بين احضانها وتنظر في عينيه.
كانت فريال دائمة الحزن والبكاء على يحيى من تأنيب الضمير الذي صحي فجأة ولم يرحمها أبدا ..وقد تذكرت كم ظلمته في الوقت الذي كان يجب أن تكون هي نبع الحنان له،وهاهو الله يعاقبها بعقوق ابنها زكي.
كانت تتمنى رؤيته ولو لمرة واحدة فقط قبل موتها،لكن ذلك لن يحدث أبدا بعد أن إبيضت عيناها من شدة البكاء وإصابتها بمرض قاتل.
وأصبحت أمنيتها الوحيدة الآن هي أن تحتضنه وتشم رائحته.. وأن تسمع صوته.. وأن يغفر لها قبل موتها، سيما أنها بدأت تشعر بالاعياء الشديد.
وكانت دائما تتوسل إلى عليان زوج ابنتها سارة بأن يذهب إليه ليستعلم أخباره.
أخيرا يستجيب عليان لتوسلاتها ويذهب إلى المدينة ليأتي لها بأخباره.
* * * * * * * * *
بكت  العجوز "رحيله" بشدة على فقدان يحيى وهي العجوز الحكيمة التي لم تبكي يوما ،حيث عاشت حياتها ساخرة من أهل الدنيا وجهلهم وفجورهم بل  وإشراكهم.
بكت على يحيى الذي كان يزورها دائما ويقبل رأسها ويستمع إلى حكاياتها وفكاهاتها وحكمها وينتفع دائما بنصائحها،
ويأخذ دائما بنصائحها..ويستمتع وهو يراها تدخن على غليونها الطويل القصبة.
كذلك وهو يراها تشعل النار وتحمس حب البن بالمحماس ..ويستمتع بصوت مهباشها وهي تطحن القهوة وتغني ومن ثم تعدها وتسقيه منها.
وكان دائما يقول لها:
-والله إنكي إنتي الخير والبركة في القرية ياجده؟
وعندما علمت بمصيره بكت هذه المرة وهي لم تبكي يوما في حياتها، حتى عند إستشهاد جميع أولادها في المعركة بل أخذت تزغرد أثناء تشييعهم.
 وكثيرا ماقالت له :
-واحد مثلك يايحيى مابنفع إنو يكون بقريه وسخه.. أهلها أنجاس..والله غير إنو الله يخسف الأرض بيهم ؟
لكن كان يحيى يرد عليها دائما:
الله ياجده مش رايح يخسف الأرض وهي بيها ناس أمثالكي ياجده ..الله مابخسفها وهي بيها ناس بستغفرو وبذكرو الله؟
دارت رحيله بالقرية وهي تتعكز على عصاها المصنوعة من غصن شجرة ،ومرت ببيت فريال وأطلت عليها من فوق الحائط وقالت لها:
-خلص هيك إفرحتي يانجسه ..إتريحتي ياجربى ياأم الزلم ..وحده هيك بتسوي بولدها..روحي الله يخزيكي يافريال..الله ..يخزيكي يافريال.
ومن الداخل يعلو صوت نشيج فريال.
* * * * * * * * *
بينما كانت دورية الشرطة تتعقب نابشي القبور وسارقي الذهب والآثار قرب الغابة،يرون كفايه ومحمود عندما كانوا يصطحبون الأطفال ويدخلون إلى الغابة في وقت المساء ..كانت الشمس قد أوشكت على المغيب ..وإرتفع صوت صراخ الأطفال من الخوف والجوع.
يجرون إلى مصدر الصوت ..يعثرون على الأطفال وهم وحدهم ..يسارعون بوضعهم في العربة ومن ثم يلاحقون رحيله وعشيقها محمود حتى يعثرون عليهما ويقبضون عليهما ،وتأكدوا بأنها أم للاولاد الثلاثه وقد تركتهم لتهرب مع عشيقها، فأنقضوا على محمود واوسعوه ضربا..وصفعا وركلا حتى أعييوه.
ومن ثم أخذوا يبصقون على وجه رحيله ويسمعونها افضع الشتائم بذاءة..وأقسى الكلمات الموجعة التي يجيدونها ،فقال قائدهم :
-لهاي الدرجه وصلت المحنه بيكي يا ......... بتتركي عيالكي الجهال فريسه للوحوش وبتنهزمي مع هذا الخنزير عشان إتكيفي حالكي يافاجرة..ول.. لهذه الدرجه ..طيب لويش خلفتيهم من الأول . 
* * * * * * * * *
يمر مأمون بغادة وهو يشعر بالاعياء الشديد ،كذلك هي بسبب الحقن والصدمات الكهربائية المتكررة  ،كانت تجلس وحدها كالعادة فيقول لها معاتبا:
-والله إنكي غلطانه ياغاده..وغلطانه كثير ..يحيى ماكان بدو إلكي ولقريتكو غير الخير ..أنا كنت حاكيلو عنكي ..أنا مابعرف ليش مابدكي إتصدقي إنا مش مجانين ..طالما إنكي صدقتي إنكي إنتي عاقله ليش ماتصدقي طيب  إنا مش مجانين..ولا حتى أشرار ..لو إنو  كان عندكي ضرة فهم  كان عرفتي ليش سجنونا هونا وقاعدين بدمروا بأجسادنا وعقولنا شوي شوي؟
-......................... .
-إنتي ياغاده بس واحد إلي غدر بيكي وصار ببكي هبك .. لكن يحيى كل الناس غدرت بيه ..حتى أقرب الناس إله ..يحيى ياغاده ماشاف يوم سعيد في حياته ويمكن إنو جماله هو السبب؟
-......................... .
-بتعرفي ..إنتي ضعيفه ..أيوه وضعيفه كثير كمان  ياغاده..ويحيى مابحب البنات الضعيفات ..الغبيات ..المهزوزات..أنا ويحيى رايحين نشرد من هونا لأنا مصممين على الهروب  ..أما إنتي إلي خربتي كل إشي إذا مابدكي تطلعي خليكي هون ..ماشي خليكي هون ياغاده؟
يمر أحد الموظفين بيحيى ويطلب منه الذهاب معه إلى الإداره لأن له زيارة ،في البداية إعتقد يحيى بأن أمه هي التي زارته أو أخوته،لكن عندما ذهب رأى أمامه عليان بإبتسامه القبيحة ..إبتسامة النشوة والانتصار بل وأراد تذكيره بأنه أقوى منه، وأنه حضر لزيارته تلبية لطلب أمه ..وهو في الواقع حضر متشفيا به..ومتباهيا بانتصاراته المتتالية عليه،وأخيرا ليصدمه بما حدث لأمه.
وبالفعل أخبره بأن أمه قد فقدت بصرها وأنها أيضا  مصابة بمرض خطير لاشفاء منه.
تركه يحيى كي لا يفرح أكثر برؤية دموعه ،وجرى عائدا إلى المتنفس بينما دموعه تنهمر بغزارة مبللة وجنتيه.
أما عليان فأبتسم بنشوة وأخرج من جيبه رزمة أوراق نقدية ودس في جيب كل موظف منهم ورقة من فئة الخمسة دنانير .
أما مأمون فعندما رآى  يحيى ذهب إليه وعندما علم بمصابه ربت على ظهره مواسيا،
فتركه وحده  قليلا ليسمح له بالبكاء منفسا عن نفسه وأخذ يتجول مبتعدا.
رأت غادة ذلك كله واقتربت من مأمون متسائلة:
-ل..ليش..يحيى ببكي ؟
-لاحول ولاقوة إلا بالله ..أمه ..أمه ياغاده بطلت إتشوف..ومعها هظاك المرض..شوفي قديش حزنان عليها مع إنه ماشاف منها غير الغدر وتحجر القلب والقسوة ..قديش الدنيا صعبه ياغاده؟
-طيب ..يحيى هو مجوز ؟
-لا مو مجوز ومابدو يجوز بنت من قريته لأنه بعتبرهن كلهن خواته وبدو يحميهن حتى لو إنه بفديهن بدمه؟
-يعني ..يمكن يكون بحب وحده من المحافظه ..أو من المدينه.
-لا هيك ولا هيك  ياغاده ..هو حب بنت اسمها مريم  وهو زغير وهي كمان حبته ..كانو عيال زغار  بس..ماتت البنت؟
-ل..ليش ماتت ؟
-سبحان الله..صار معه معجزة ..مات يحيى..بعدين أعطته مريم روحها وماتت هي بداله من كثر ماهي أرواحهم متعلقه ببعضها ؟
وتحدث معجزة أخرى..وتتغير غادة فجأة ..وتظهر الأنثى التي بداخلها ..الأنثى التي فقدتها أياما وأشهرا..وليال طوال ..الأنثى التي فقدتها منذ أن تعرضت للغدر ..وأخيرا تنهمر دموعها ..ولأول مرة.

(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه 
٦-٦-٢٠٢٤

قصيدة تحت عنوان{{عالم المتاهة}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد ختان}}


 "عالم المتاهة"

رويداً رويداً
ففارسك الهمام
يفديك بنفسه
يحمل على عاتقه صيانتك
مغوار لا يثنيه شيء
أقسم الولاء الدائم
يعلم جيداً قدراته
و عصفورته أمانة عنده
فَلِمَا لا يتحدث عن مملكتها
و قد أضحت كل إهتمامه
صحيح أن الحرص واجب
و مهما أسرد لن تخرس الأفواه
ولن يبالي بالكلام الثرثار
فالسماء محظورة
لن تنفد منها بوح أسرار
فاليحاولوا العشاق جهدهم
فلن يفقهوا غير وشوشات
سيتصدى لكل هجوم الوشاية
لكنه يعلم علم اليقين
بأن الدخول إلى السماء متاهة
ستبقى حصننا الحصين
تمت بقلم محمد ختان

قصيدة تحت عنوان{{كُودنه}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستمعين بالله}}


 *،،، كُودنه،،، *

    
    أَنْت لِيش كُودنه 
    وقلْبك غليظ،،، 
    ماتسْتحي مِن اَللَّه 
    وَعيُونك،،، تَشوُّفّْ*
    
    مَا ترَاعِي الثَّكالى 
    يافاين اَلحَظ،،، 
    كُلُّ هَمِّك مُلكُك 
    وتترُّس،،، الجوْفّْ*
    
    تبيع دِينك والشَّرف 
    بِمَلك عظيظ،،، 
    وتعيش بَيْن أمْثالك 
    كمَا،،، الخاروفّْ*
    
    أَشهَد أَنَّك صَهيُوني 
    عُنْوانك عريض،،، 
    وحوْلك سِياسيّ 
    وَمفتِي،،، مَلقُوفّْ*
    
    يُوعدنَا اَلجحِيم 
    ويكْثر المواعيظ،،، 
    يطالبنَا بِالطَّاعة 
    ويهدِّدنَا،،، بِالْخَوْفْْ*
    
    ماعاد خَوْف مَلَينا 
    العيْش اَلبغِيض،،، 
    اليهودي حَارَب نَبِينَا 
    برَصّْ،،، الصُّفوفّْ*
    
     بنِي صَهيُون 
    هَاجِمة بِتحْرِيض،،، 
    وأنْتَ فَازِع وعيال 
    (سامِّ)،،، الملاقيفّْ*
    
    يجْعلك تُصْبِح 
    لِلنِّخاسة مَعرُوض،،، 
    وكلاب حَولَك 
    وعجولهَا،،، المعاليفّْ*
    
    اَلوزِير تُقِل قِرْد 
    هِنْدِي مريض،،، 
    وشيْطَان العرب 
    اليوْم صَاير،،، عريفّْ*
    
    وَحنَّا يكْفينَا اَللَّه 
    والشَّفيع والْحَوْض،،، 
    ومعنَا كُلٌّ حُرُّ 
    نَشمِي،،، وشريفّْ*
    
    بقلمي،،، 
    *المستمعين بالله* 
3/ذي الحجة/1445 
 9/6/2024 
    
    كُودنه/ زبالة

قصة قصيرة تحت عنوان{{المرحول}} بقلم الكاتب القاصّ التونسي القدير الأستاذ{{صلاح لافي}}


المرحول.بقلمي ؛  صلاح لافي l  تونس.
منذ الفجر؛ تفقد الشيخ نوح أهل الدوار.
راح يستحث الهمم للانطلاق غربا.موسم الحصاد قد اقترب. مسير القافلة سيتطلب أسابيعا ومعاناة. .وتبقى الأحوال الجوية هي المحددة.طيلة الليل ؛ لم ينم جل القاصدين الحقول البعيدة.
مع صياح الديكة مؤذنة بالفجر ؛القافلة تغادر على مهل المكان؛أسفل الجبل الشاهق.ابل فوقها خياما وأواني الطهي  وغرائر الحبوب فارغة ؛خيل وكلاب ؛نسوة ورجال وأطفال ورضع.قطعان الغنم والماعز تتبع الفارس الذي يستكشف المكان.
خلف الجميع ؛أكداس رماد ؛ مخلفات حيوانات؛واثار أعمدة الخيام وزرائب قدت من السدر.
يوم ربيعي ؛الرعاة يراقبون عن كثب الماعز والأغنام وهم على ظهور الأحمرة. الماشية تأتي على ما في المسالك من عشب ؛
 الأحمرة يتعالى نهيقها من حين لاخر وكأنها تحتج على ركابها  لمنعها من نصيبها من الراحة ولحرمانها من الشعير.الخيول أخذت نصيبها قبيل المغادرة.والفرسان احتطاوا للأمر ؛لكل جواد مخلاة.كيس الشعير وضع بعناية على ظهر جمل يقود القافلة؛يركبه نوح وهو يتحسس طريق القافلة.بخبرته لسنوات ؛ يعرف الشيخ المسالك والأودية والجبال والعيون.يحسن السير ليلا وهو يتبع النجوم وقصص وحكايات وغرائب حدثت له في رحلاته الصيفية.
صادف مرة ؛ وهو حديث العهد بمرافقة المرحول ؛أن تاه مع مرافقيه .
فوجد نفسه والقافلة يعودون أدراجهم...نبهته الكلاب؛ التي تسارعت لمكان ”الدوار “ منتصف الليل.ضحك في قرارة نفسه؛ ولكنه استاء من تعليقات منافسه عبد الجواد  الساخرة. 
نوح استفاد من تعدد رحلاته ؛فلا تفوته شاردة أو واردة.
قد يتعمد أحد الفتية الاستظهار بالاعياء وعدم القدرة على مواصلة الرحلة.طمعا في ركوب جواد بجانب أحد الفرسان أو الابل .قسوة الشيخ ؛ معروفة لدى الجميع .وأوامره تطبق بالكامل.ولا مجال لأن يتذاكى أحدهم فالحيل لا تنطلي على نوح الخبير بكل شيئ. في منتصف الطريق ؛ لمح الشيخ شابا غير بعيد عن راحلته؛ يحادث فتاة ابنة أحد الرعاة.نوح سبق وأن نبه على المعني بالاستقامة؛ بلقاسم الشاب المتمرد ؛ عوقب حينها بالاعتناء بالابل لحوالي نصف سنة بالصحراء لوحده.الفتاة مخطوبة لابن عمها بحضور الشيخ.
الزواج حدد لما بعد الرحلة الحالية...
طلق ناري في الهواء..من بندقية نوح .الجميع يتوقف..
قافلة جند المستعمر تبدو غير بعيدة عن المكان.
أضواء الرتل تقترب .الأسلحة والذخيرة تخرج من أماكنها.
خمسة شبان متمرسين يتزعمهم بلقاسم 
 يتقدمون القافلة.أنيخت الابل خلف أشجار الصنوبر الكثيفة.الكلاب صمتت باشارة من الرعاة.
كمين محكم نظمه بلقاسم على عجل مع رفاقه.تطويق بالكامل للرتل. الجنود ينزلون وغير بعيد ؛ تنصب موائد ؛ موسيقى صاخبة تصدر من الاليات...فتيات تم افتكاكهن غصبا من أسرهن وجنود ومشروبات.
الدوريات معروفة ببطشها وقتلها لمن يعترضها. القافلة فقدت ذات رحلة ؛ خمسة شبان في ليلة واحدة.من بينهم الأخ الأكبر لبلقاسم حين العودة...وتم افتكاك كل أكياس الحبوب من قمح وشعير وقطيع الابل والأغنام والماعز..ويتذكر الجماعة حجم فاجعة فقد الشهداء  والخصاصة التي حلت بالدوار .
فجأة تسمع الطلقات مسترسلة ..ومباغتة للجنود الخمسة..تبادل لاطلاق النار..الشبان أبلوا بلاء حسنا ثأرا لأبناء العمومة والأشقاء..بدون خسائر من طرفهم..
وبقيت الاليات على قارعة الطريق..بعد أن أشعلت فيها النيران.وكم كانت فرحة الشابات اللاتي ستعدن سالمات لأهاليهن .هن يقطن غير بعيد عن وجهة ”المرحول “. 
القافلة تسير على مهل نحو حقول كبير المعمرين...الشيخ يفكر بحكمته المعهودته ويعد سيناريوهات استعدادا للاجابة عن  أسئلة الدوريات التي قد تعترضه .فيما بلقاسم يستعد لأي طارئ محتمل .
نوح لن يعاقب الشاب..سيزوجه من الفتاة التي أجبرت على الموافقة على ابن عمها  حال عودة الجميع سالمين غانمين.

صلاح لافي  l  تونس. 

قصيدة تحت عنوان{{ ما أجمل الصبر}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


 ما أجمل الصبر 

بقلم // سليمان كاااامل 
**********************
ومن منا لم .......يبتلى يوما
حتى أرهق قلبه... هذا البلاء

أحسبت أن أيامنا تمضي بنا
دونما نبتلى. فنجأر لله دعاء

هي الدنيا كما قدرها الإله لنا
يوم سعد نحياه.. ويوم شقاء

ليست تدوم بابتسامتها لحي
فلا تأمنن لها..... والصبر دواء

تصبر.....فلست سوى عبد لله
يجري عليك منه هذا القضاء

شئت أم أبيت لن تحرك ساكنا
ولو نزلت.....أو طاولت السماء

بمشيئة الله.......نمضي ونسكن 
نبتسم ونبكي وستر الله غطاء

فكن تحت أقدار الله لا تضجر
وارض بالذي.. أتاك فهذا الوفاء

فما من أحد ....إلا وذاق البلاء 
رحيم عادل بيننا ساوى العطاء

فما أجمل الصبر الذي به نحمده
يوفي الصابر..... منه أوفي جزاء
************************
سليمان كاااامل......... الأحد
2024/6/9

قصيدة تحت عنوان{{عن الكلمات والعيون}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{معز ماني}}


 **** عن الكلمات والعيون ****

يزهر الكلام
ليشق صمت المكان
تضيئ الحروف
لتصبح قصيدة الزّمان
زحف أشواق
بعد هجر ونسيان
وقسوة الكتمان
سأضع النّقاط على الحروف
وبعض من جنون الألحان
ما أصعب أن يعجز لسانك
أن يترجم ما بصدرك حنان
سأترك الحروف تبحر وتأتي
بكلمات لم يأت بها إنس
ولا جان ...
من شاطئ العذراء أسافر
وراء السحر والبيان
فسيفساء من كلمات مفعمة
بألوان الزّمرّد والمرجان
من كلمات الفرح يفوح
عطر العشق والأمان
سأهمس في أذنك بكلمة
أنا في حاجة إليك توقان
وقلب إحساس بلا كلمات
وتخاطر نظرات وذوبان
أعظم قصيدة يكتبها إحساس
وتصدّقه أعين أفتان
إنّ العين نافذة الرّوح 
ألا إنّ العين هي أصدق 
وسيلة يهتدي بها إنسان
مشاعر تسكن خلف النّظرات
وإن كذب اللّسان ...
*****************
*** معز ماني التونسي **

قصيدة تحت عنوان{{أنا والغجرية}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


 أنا والغجرية


في أحد الأيام وأنا  في طريقي سارح الفكر
التقيت بفتاة جمالها أخاذ أعتقدها من الغجر

كأنها ملاك  من حور العين  رشيقة الخطوات 
آية من الحسن لا شبيه لها مزيج  من الصور

تتمايل بقامتها  كعود الريحان  مع النسمات
كل ما فيها فاتنا لاتدركها حتى قصائد شعري

أنارت المكان  وانحنت  لها  ورورد الشرفات
أحاطتها الفراشات وكأنها  تأمنها  من الخطر

رميت عليها نظري وعبره أرسلت لها سلاماتي 
تقدمت  وقلت لها هل نزل من  السماء  القمر

خجلت  وعلى  شفاهها  ازدهرت الابتسامات
وردت بهمس بريء  ونطقت بحروف من درر

أنا غجرية  الأصل بعيدة  جدا بيننا المسافات 
أمري ليس  بيدي  وقراري  محظور من عمري

ليس لي خيارا  من  قبيلتي  هذه هي العادات 
ارحل احتفظ بمشاعرك  وبوح بها لفتاة غيري

سلكت طريقها وأنا خلفها  اسرق منها النظرات
وقلبي يخفق متلهفا والنبض ينادي لها انتظري

تتبعت خطواتها  وقلت لها ياجميلة الجميلات
كنت خال من العشق حتى وضعك أمامي قدر

يا أيتها  الغجرية  ياحسناء  ياأميرة  الأميرات
رحماك  هذا  قلبي  لك ركنا  منيعا  من أي شر

وأنا  أبسط أحلامي أمامكِ فعلا وليس كلمات
أصيغ لكِ عشقي أرتله وأعزفه لحنا على وتري

أشتاق لرؤيا  لحظكِ  وأنت  معي بكل أوقاتي
أضرَمَت نيران  الغوى  بأحشائي وانتهى أمري

توقفت  وقالت  ياهذا أحييت بقلبي النبضات
قد كانت  في سبات منسية  بسجن  من حجر

وهذه  روحي مالت  نحوكَ  وتصاعدت آهاتي 
أغرمتُ بكَ  ومنطقك  بالكلام  نبع من السحر

أطربتَ فؤادي  بجميل مابحتَ به من صفاتي
كَتَبتَ قافيتي بحرفك وقيدت خافقي بالأسر 

تعال وحررني  من عاداتنا  وخذني  للمسرات
كن لي عاشقي  ونلتقي بود ماتبقى  من العمر

أيتها الغجرية  سكن  عشقك  كياني إليك آتي 
سأكون كما شئت  وأجعل لك  نزلا في الصدر

                              الشاعر 
                         حسين عطاالله حيدر 
                                   سورية

خاطرة تحت عنوان{{مجنون}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


مجنون
-----------  
هل بعد الردى حذر
هل يغني المغني
 وهو يحتضر
يخفون ألأمر عليك
يقولون إنه منتظر
لا بل يكذبون عليك
لأن القلب منكسر
إنه مجنون يهذي
بات للكل يعتذر
يناجي أمه يظنها حبيبته
تقابله بالبكاء وهو يبتسم
ماتت حبيبته
فزاغ منه العقل والبصر
بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

خاطرة تحت عنوان{{هاتِ كف يدكِ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ميثم الزبيدي}}


 هاتِ كف يدكِ 

ودعيني 
أقص عليكِ حكاية 
تلك الأمواج 
العاتية  ،،
مابيني وبين البحر 
خفايا 
وأسرار من الصعب
تفسيرها ،،
تربطني مع تلك 
الأمواج 
علاقة وطيدة ،،
كنت وفي كل مساء 
أقف على حافة 
البحر واشكو اليه 
شوقي وحنيني ،،
كنت احدثه عن عشق 
قلبي اليكِ قبل أن 
أبوح لكِ عن شعوري ،،
كنت أشعر بقرب 
أمواجه مني 
وكأنه كان يجيبني
ويواسيني ،،
ميثم الزبيدي
العراق.....

نص نثري تحت عنوان{{نرجسية الهوى}} بقلم الكاتبة المصرية القديرة الأستاذة{{نقاء روح}}


 ( نرجسية الهوى ) 


لم يخيل لي يوما أن 
تتملكني صفة الأنانيه
إلا بعدما أحببتك 
وجدتها تملكت مني 
حتى أنني بلغت أقصاها
صرت نرجسية الهوى 
ف في حبك صعدت 
إلى أعلى دَرج الأنانيه
عذرا حبيبي لن أرضى 
أن يشاركني في قلبك أحد 
حتى و إن كان هذا الشريك 
دمك الذي يجري 
بالشريان و الوريد
يا من طغى علي حبك 
و صار يغزوني 
من مفرق رأسي 
إلى أخمص قدمي 
استعمرت جميع جوارحي 
ف أصبحت 
أرى بعينيك أسمع بأذنيك
استنشق هواك اتنفس برئتيك 
أحيا بك و لك 
روحك تعانق روحي
يجمعنا جسدا واحدا
لا يفرق بيننا حيز المسافات 
و لن نفترق 
حتى ان حان الأجل
و وافتني المنية 
سيرقى إلى السماء جسدي 
الذي جمعني أنا و أنت  
و ستظل أرواحنا في عناق
لنكون أيضا عند الموت سويا 
ف لا مسافات تفرق بيننا 
و لا موتا يُحيل بين لقاءنا 

نقاء روح _ مصر

نص نثري تحت عنوان{{الرحلة الأخيرة}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{طلعت كنعان}}


‎. الرحلة الأخيرة
‎رحل الرحيل ونحن هنا وهناك، بكل بقاع الأرض غرباء
‎بوحدتنا، بصورة لنا، وإخوة فارقناهم، وبسمة صديق تختفي قبل غروب الشمس، وتنتهي بالأفق وكأنها غيمة أبت أن تموت بفصل الشتاء.
‎هنا تأتي شمس ذكرياتنا، فيتساقط شتاء الألم، كأنها لحظات عمر فارقتنا ولم تعد، ولم نعد نحتمل قسوة وقعها، حملناها كالأسواط تلهب الروح وتسرق الحاضر.
‎هنا بقينا نعد الأيام، ونستهلك اللحظات، وكأنها سيجارة العمر، تحرق على محراب الانتظار بلا عودة، وكأن القدر كان مكتوبا قبل صرختنا الأولى.
‎همسات الروح لا تسرق الحنين إلى النور فقط، بل تجثم على صدورنا وكأنها شيطان يخترق الخيال ليبحث عن المحطة الأخيرة.
‎أين؟ متى؟ لاين؟ ولماذا؟؟
‎هل هناك فرق بين لقاء إلا حبه والتقاء القطارات في عاصمة هنا وعاصمة هناك، سوى اختلاف الصوت، واللهجة وحرارة اللقاء؟
‎لم نكفر بعدا، وأمنا بوحدة الله وكتبه ورسله، كأنها حقيقة مطلقة، ولم نؤمن بأن الرحيل أسلوب لتغييب الذات ولقاء النفس مع الذكريات.
‎نحن نصلي بزمن الضالين والكفار ألف ركعة
‎ لنعود
‎نعود لاين؟
‎فحضن الأم أدفأ من كل المدن وأكثر حنانا من كل عواصم الناس، فهو عمق الطمأنينة وارتياح الروح إلى حيث بدأت، إلى حَيْثُ صرختها الأولى قبل أن ترى تكالب الأضواء.
‎مَن نحن؟
‎هل هي عيوننا السوداء من كتبت قصص المهاجر؟ والرحالة، والموت غريب على شواطئ بحر بعيد.
‎هل نحن من كتبنا أساطير الخلود، فوقفنا شاهدين على موت السنين على حافة سفينة تتمرجح على شواطئ.
‎الحياة، وألوان قوس قزح؟ ولم تعد إلى مراسيها
‎مَن أنت؟
‎أيها المهاجر منذ زمن موسى بصحراء الغربة هل تقبلت؟
‎تعاليم الرب العشرة.
‎عاد رسولنا من يثرب لمكة ولم نعد.
‎توقف.
‎انظر إلى بوصلة الحياة ألا زالت تشير إلى غربة الجسد؟
‎هل أنت الربان لسفينة فقدت واجهتها أمام الأمواج المجنونة والعاتية؟ وهل أنت الواجهة والشراع.
‎يا ربان الهجرات، أحرق سفن الرحيل وترجل، فقد آن وقت الوداع
‎والعودة.

‎طلعت كنعان كاتب وطبيب فلسطيني 

قصيدة تحت عنوان{{مجنونك}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ظل احمد امين العلي}}


 مجنونك 

.....
تعال يا من كنت تهوانا
فهذا أوانه الآنا 
ومزق ستر هذا الليل 
والليل لك 
اذا لم تأتِ لي يا ويل 
والويل اذا لم تأتني ك السيل 
تعال ومزق الأحزان 
تعال واطرد الحرمان
وداوي الجرح بالاحضان 
انا انسان 
تعال إليً يا كل ( الحيل ) 
فهذا الشوق يسكنني
بلا همس يداعبني 
فهذا رأت  عيني عيناك 
انا ك الخيل 

#ظل_الحروف 
ظل  احمد امين العلي 
العراق  / بغداد  
السبت 
٨ / ٦ / ٢٠٢٤

قصيدة تحت عنوان{{أقدام عاصفة}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{خليل شحادة}}


 أقدام عاصفة


أُسكن يا حلم عيون ليل تل القمر
أُكتب صمتك حروف فجر وانتظر 
جرجرْ أقدام عاصفة الريح قصائداً
أنفاس حرية شعلة أبجدية فكر 
إغضب فزفير آهاتك قبضة عزيمة 
واشهق فحِملك سِفر كتاب  قدر

أبكيت أكمة صواري الجبال 
فانتحب معه السهل والشجر 
داحس والغبراء تاريخ شرّفنا
واللات وهُبل عادت وما غبر
وجياع أمة لا هي خطرا
وروح الروح آيات قلم حر
ليلي عاصفة صرخة طفل 
وعنقاء أم جنين رحم مُر
لِتسقط ترف كلمات مضاجعنا
ولتعش روحا نبض قلبها حبر

بقلمي: خليل شحادة / لبنان

 zuma

نص نثري تحت عنوان{{أيها....هيا انطلق}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المنصوري عبد اللطيف}}


 ؛ *****أيها....هيا انطلق *****

يا صاح
اما آن الوقت
لتنتفض
لتتمرد
اما آن الوقت
لتكسر الاغلال.                                                            لتقف وقفةالرجال
اما آن الوقت
لتضع وزرك الثقيل
لتلوح للخوف
معلنا الرحيل
لتنطلق من عقالك
سيلاجارفا
قمرا وهاجا
نورا ساطعا
يهزم جحافل الظلام
ياصاح
قف
تقدم
واصل المسير.                                                                لا تتراجع ابدا.                                                                   فالنجاح العظيم
 يستغرق وقتا.                                                            لا تتخلى عن حلمك.                                                     مهما تعثرت وسقطت.                                           لاتستسلم.                                                                      ان لم تسقط وتتعثر.                                                        لن تتعلم
لن تنتصر
 انهض مجددا.                                                               كن صلبا.                                                                 لا_تستسلم.                                                               قاوم
حتى آخر رمق
 من نبضك.
فالحياة لن ترحمك.                                                         ولن ترحم الضعفاء.                                                       ضعاف القلوب....
مثلك                                                                        لا تجعل الفشل مفتاحا
 لهزيمتك.                                                           فهناك دائما امل.                                                   وبداية_جديدة
هيا انطلق
فغذا 
لابد لشمس الحرية
ان تشرق
المنصوري عبد اللطيف
ابن جرير 9/5/2025
المغرب

مقال تحت عنوان{{مناقشات تنويرية}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{المستمعين بالله}}


 *مناقشات تنويرية*

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،، 

السادة التنويرين يبثون أفكارهم وإجتهاداتهم عبر القنوات الفضائية والغاية من ذلك لقت أنظار الجماهير والعبث في عقولهم ووعيهم ولو كانوا صادقين لأخذوا إجتهاداتهم لمجمعات البحوث العلمية ولناقشوها مع المختصين بحثاً عن الحقيقة،،، 
لكنهم يدركون أن الحقيقة تجانب مايدور في عقولهم وأن نواياهم لاعلاقة لها بالبحث العلمي الصادق والرزين،،،
وفي المقابل من كان منهم منتسب لحزب سياسي وكان لديه أفكار تجديدية تسهم في تطوير أداء الحزب أوفكره فإنهم يفعلون ذلك خلف الأبواب المغلقة،،، 
أما الفكر الديني فمناقشته مباحة عندهم على الهواء مباشرة،،، 

هذا يوضح نواياهم الخبيثة وأن الرهان عندهم على العامة من الناس لتغيير فكرهم والعبث بوعيهم،،،
وهذا كما يتمنون سيوفر لهم قاعدة شعبية تلفت أنظار الداعمين لهم لرفع مستوى الدعم الدولاري،،،

وإلا ماعلاقة سلوك الصحابة والتابعين وإعتبار سلوكهم طعن في الدين كأن يؤخذ على هذا الصحابي أو ذاك تصرف معين أو كلام،،، الخ
ونحن نعلم أن من أتوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم 
مجتهدين من أراد وجه الله وأصاب له أجران فإن أخطأ فله أجر واحد
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه، 

إن مصادر التشريع بين أيدينا لمن أراد الأخذ بها ومن كانت غايته الطعن في العقيدة من خلال الطعن برموز حملت لوائها الأول لتكذيب المصادر والتشكيك بها  فهجرته للجحيم، 

صواب يحتمل الخطأ والأعمال بالنيات * 

بقلمي،،، 
*المستمعين بالله* 
3/ذي الحجة /1445 
9/6/2024

قصيدة تحت عنوان{{مشاكسة}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{رمزية مياس}}


 مشاكسة

نبرات صوتك الرخيم الاتي..
من المنفى البعيد .
كغنوة رقيقة تلامس هلوساتي..
تشاكس هواجسي وتبعثر اشلاء ذكرياتي..
تدعوني الى ادراج ذهبت بها الرياح العاتيات..
تتسلق كاللبلاب على شرفاتي..
وتقتحم منافذ خلواتي..
تلوح اعواد النور من بعيد ..
وتغازل  في غسق الليل نجماتي .
تهديني قمرا ..
وسوارا من زمرد ..
وتتوجني سوسنة بين الاميرات...
وتعيد الماء الرقراق الى جداول الحكايات..
تمهد طريق الوصل..
وتختلس اللقاءات..
رمزية مياس ،كركوك ،العراق

قصيدة شعبية تحت عنوان{{لحظة أمل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{عمااد الابنودي}}


 $  لحظة أمل  $

 بقلم /عماد الأبنودي 
   ••••••••••••
آه يااا قلبي من الوجع 
        كل الجراح  بتعلم  فيك 
إجمد كده خليك جدع 
          مهما جت الدنيا  عليك 
بلاش تستسلم  للأحزان 
          اكمني  قرارك  فأيديك 
يالا غامر روح  للسعادة 
          الفرصة  دي جايه  ليك  ‏غني  وإفرح مرة من نفسك 
        جايز الحياة بالهنا تهاديك 
 ‏العمر نسخة ملهاش إعادة 
        ‏بلاش  تضيعه  من أيديك  
دوس ع جسر الألم عدي 
       ‏   ولحظة أمل راح  تكفيك 
      ،،  بقلم .،، 
  عمااد الابنودي
  ‏8 ,  6 , 2024