قسمتي ونصيبي
د. كرم الدين يحيى ارشيدات
حبيـبتي
هلا ابتسمتِ؟
فالدنيا تُشرق لابتسامتك،
ويولد فجرٌ جديدٌ مليء بالحب،
ويدغدغ الندى خدود الأزهار،
وتنثر الرياحين عطورها،
وتنبت المحبة وتزهر في القلوب،
وتُزرع الابتسامة على شفاه كل المحرومين.
فالابتسامة مفتاح القلوب.
ابتسمي يا حبيبتي،
فهناك من يرتقب ثنائيتنا
لتغنّي حروفنا حناجرهم،
وهناك من يحتاج إلى الرقص
على إيقاع قلوبنا.
ابتسمي حبيبتي،
فالغروب يحتاج إلى قليلٍ من احمرار وجنتيك،
ليكون أطلالاً لكل المعذبين على هذه الأرض.
والقمر محتاجٌ لابتسامتك
لينشر ظلال نوره في أرجاء الدنيا.
حبيبي
إن نطقتَ... القلب ينجذب،
وفي حديثك دفءُ العشق يلتهب.
أراك بدري، وقمري،
ووجهَ الليلِ المبتسم،
فكيف لا؟ والقوافي فيك تنقلب.
سأبتسم،
إن ابتسمتَ، فالشعر يرتجل،
وتنحني كل قوافي الحب وتكتمل.
في عينيك صبح الكون مؤتلق،
وبين الأزهار يبتهل.
فكن بدري في ليلي، ولا تذوِ،
فأنت حلمي، وفيك العمر يكتمل.
والهوى من بسمتي فرح،
فأنت وحدك مَن للروح ينتسب.
حبيبتي
اقترب موعدنا،
واقترب لقاؤنا.
ومعلّقة أحلامنا بلغت ألفَ ألفِ بيت،
وبيتُ حبّنا اكتمل.
من أبجديات عشقي
سأحيك فستان زفافك،
أُزركشه بمفردات
لم ترتدِها امرأةٌ قبلك،
ولن ترتديها بعدك.
ومحبسك... ألفُ بيتٍ
منقوش بتاء التأنيث،
إكرامًا لسيدة قلبي وعمري.
ومن بحر غرامك
سأصوغ عقدًا من اللؤلؤ
يزيّن صدرك،
وباقةً من أزهار القمر بين يديك.
وأنتِ على يميني...
ملاكٌ بثوبٍ أبيض،
تهتز الأرض لخطواتك،
وصدى الدفوف يملأ الدنيا صخبًا،
وأصوات أحبتنا تعلو
غناءً وفرحًا بفرحنا.
ازدانت الدنيا بحلّتها البيضاء،
وتناثرت الأزهار من كل الجهات
تهنئةً ومباركة.
كيف لا؟
وأنتِ سيدتي،
ومالكة مفاتيح عمري.
حبيبي
سأرتدي فستان حبك في حناياي،
وأزهر كالحلم في عينيك، يا مولاي.
يدي بيدك، والأنسام راقصة،
تغنّي الدنيا نشيد العطر والآي.
فأنت وحدك في قلبي، وفي قدري،
وعهد روحي سيبقى فيك ممضاي.
سأكون لك حضن الدفء إن ضاقت الليالي،
ووشاح عشقك بين أضلعي لا يزال.
سأنسج من همسك لحني وأغني،
وتكون لي... عمري، وماضِيّ، وآتيَّ الخيالي.
فابقَ قربي، فأنت النور في ظلمتي،
ومنك وحدك تطيب الروح وتصفو الليالي.
حبيبتي
سأبقى قريبًا منك،
أقربَ إليك من نفسك.
فأنتِ سيدتي
التي ركع في محراب عينيها قلبي،
وقدم قرابينه إليك.
حبيبي
هذه الليلة... ليلتي.
مملوءة بخجلي،
ورغبتي، وأمنياتي أن أكون إلى جانبك،
وفي يدي عقد وميثاق ارتباطنا.
كيف لا؟
وأنتَ كنت أمنيتي ولهفتي،
وحبك اجتاحني كإعصارٍ هادر،
اقتلعني من أرضي،
وأسكنني بين ضلوعك.
فأنت الذي وضعتُ بين يديه كل أحلامي.
حبيبي،
اجعل من حنانك وشاحي
يحميني من برد وحرّ أشواقي،
واجعل من حبك عباءتي،
أتلفّع بها، وتكون لباس وقاري.
ومن كبريائك،
اصنع مني امرأةً تفخر بها،
وتسعدك بدفء مشاعرها.
أنت سندي إن جار الزمان،
وملجئي، وسكينتي، وأماني.
حبيبتي
أنتِ قسمتي ونصيبي
بمشيئة خالق الأكوان.
أنتِ وأنا،
كنّا على دربٍ قاده القدر،
وهيّأ لنا الأسباب لنتقرّب أكثر.
خلق الله حبنا
بصدقنا، بتفانينا،
فعشنا اللحظة في كل لقاء،
وبكينا... نعم بكينا،
لا خوفًا، ولا هجرًا، ولا شوقًا،
بل بكينا لمجرّد هواجس
قالت: "لو لم نلتقِ... فماذا كان حالنا؟"
لكن مشيئة الله فوق كل شيء.
التقينا... ولم نعلم أن اللقاء قدر،
وأحببنا بعضنا بصمت.
ربطنا الإحساس،
ننطق الكلمة معًا،
نتخاطر بمحبةٍ،
وننبت الزهر.
كنا... وما زلنا
العشاق الأزليين،
الذين لم يسبقنا أحد،
لا من قبل... ولا من بعد.
د. كرم الدين يحيى ارشيدات
الاردن