ـــــــــــــــ عنوان المجاراة :
عَاشِقٌ وَلْهَانْ فِي عُهْدَةِ الرَّحْمنْ
.
مجارات للشاعر العباسي ابن زريق البغدادي المتوفى في الاندلس في القرن الرابع الهجري بعد ان غادر بغداد و ترك محبوبته هناك لحاقا بالاندلس الواعد باحثا عن كريم عيش و زرق لهما فتوفي بعد معاناة مع المرض في الاندلس و حبيبته لا زالت في انتظاره رجوعه لبغداد، و لقد عاش متيما و عاشقا لها حتى اخر رمق فيه و لم يقدر لهما اللقاء. و يقال ان هاتة القصيدة يتيمته ... قراءة ماتعة
.
ـــــــــــــــ عنوان المجاراة : عَاشِقٌ وَلْهَانْ فِي عُهْدَةِ الرَّحْمنْ
.
ـــــــــــــــ ابن زريق البغدادي
لا تــعــذلـيـه ، فــان الـعـذل يـولـعُـهُ @ قــد قــلت حـقـا ، و لكن ليس يسمعُه
جربــت في نـصـحه حــدا أضــر به @ من حـيث قــدرت أن الـنـصح ينفـعه
فاسـتعــملي الرفـق فـي تأنـيـبـه بـدلا @ من عذله فهومضـنى القلب مـوجعـه
يكفـيـه مـن لـوعة الـتـشـبـيـب أن لـه @ مـن الــنــوى كـل يــوم مـا يــروعـه
مــا آب مــن ســـفــر الا و أزعـجــه @ رأي الـى سـفـر، بــالعــزم يـزمـعـه
كـأنــمـا هـــو فــي حــل و مـرتـحـل @ مــوكـــل بــقـــضــاء الله يـــذرعـــه
أســتـودع الله فـي بــغـداد لـي قـمـرا @ بـالـكــرخ مـن فـلــك الأزار مـطلـعه
ودعـــتــه، و بـــودي لـــو يـودعـني @ صــفـو الـحـــيــاة و انــي لا أودعـه
و كم تشبث بي يـوم الرحـيـل ضحى @ و أدمــعـي مــسـتــهـلا ت و أدمـعـه
اعـتـضت من وجه خـلي بعد فـرقـته @ كـأسـا أجـرع مــنــهـا مــا أجـرعــه
لا يطمـئـن لجـنــبي مـظـجـع و كــذا @ لا يـطـمـئـن لـه مـذ بـِنـت مضـجعـه
عـسى اللـيـالي التي أضـنـت بفـرقتنا @ جسـمي، ستجمعني يومـا، وتـجـمعـه
و ان تــغِــلْ أحـــدا مــنــا مــنـــيـتـه @ فــمـا الـــذي بـقــضـاء الله يـصـنـعـه
.
ـــــــــــــــ د جمال الخالدي
إِنَّ الْحَــبـِيـبَ إِذَا ضَــاقـَتْ ذَرَائـِـعُــهُ @ يَـنْـفَـكُّ مِـنْـهُ عَـسِــيـلُ الْـوُدِّ يَــرْدَعُـهُ
إِنْ طَاقَ غَرْثَ شُهُورٍ ضَـاقَ رَادِفَـهَـا @ حَـتَّى تَـرَاهُ غَــدَا لاَ صَــبْـرَ يُـودِعُـهُ
فَٱرْحَلْ كَـلِيمَ شَجَـى فُــرْقٍ تُـصَارِعُهُ @ وَٱرْجِـعْ بِضَـرْعِ كَفَافٍ مِنْهُ تُـرْضَعُـهُ
اَلْمُكْـثُ فِي كَـنَفِ الْمَحْـبُوبِ فِي قَـتَـرٍ @ لِلــرِّزْقِ، يُــورِثُ بَـيْـناً ثُـمَّ يَـطْـبَـعُـهُ
اَلْـقُــرْبُ مِـنْـهُ صَـفَـا؛ لاَ بـُلْغَـةٌ لِصَفَا @ عَـيْشٍ بِغَـيْـرِ قَـوَامِ الْعَــيْـشِ يُـمْـتِـعُـهُ
أَمَّـا بِـغَــيْــرِ رِحَـابِ الـرِّزْقِ مُـدَّرَكـاً @ بِالْكَـدِّ لَـوْمَا نَـأَى، فَـالْـكَـرْبَ تُـودِعُـهُ
إِنْ كَانَ وَصْلُ حَبِيبِ الْعُـمْـرِ مُسْتَطَرٌ @ فِـي الْغَـيْــبِ إِنَّ لَــهُ وَجْــداً أُخَــبِّـعُـهُ،
إِنْ كَـانَ فِي أَمَـلِي وَعْدٌ لِــدَرْكِ مَـهَــا @ أَقْـرَيْــتُ عَــيْـنَــهُ فِـي، دَوْمـاً أُدَلِّـعُـهُ ،
عَـلِّي بِــهِ لَـحِـمٌ ، فَـالْـقَـلْـبُ فِـي لَـهَـفٍ @ لِلْأُنْـسِ فِـي رَغَــدٍ قَـدْ حَـلَّ مُـولِعُـهُ
أَمَّا إِذَا كَـتَـبَ الْـمَـوْت(و) لَهَـا صَرَماً @ أَرْدَفْتُ عُـمْرِي بِهِ، لاَ شَـيْءَ يُـرْجِعُهُ
فَــالـرُّوحُ لِي عَــلِـقٌ بِـالْـحِـبِّ مُلْـتَحِمٌ @ إِنْ قُـــدَّ مَـرْبَـطُــهُ فَـالْـقِــرْنُ يَـتْـبَـعُـهُ
إِنْ مِـتُّ قُـلْتُ لَهُـمْ: ضُـمُّـوا بِـتُرْبَتِهَا @ شِلْوِي بِحَيْثُ بَدَا فِي الرِّمْسِ مَصْرَعُهُ
عَلِّي هُـنَاكَ سَــمِي حِــبِّ شَـفَـاعَـتُـنَـا @ حُـبٌّ تَـمَـلَّـكَـنَـا فِـي الْـحَـشْـرِ نَـرْفَـعُهُ
فَالْحُبُّ يُوصِلُـنَـا، إِنْ كَــانَ فِـيـهِ وَفَـا @ للِّهِ، تَـــــمَّ لَـــــــهُ، رِفْـــدٌ يُـــوَزِّعُـــهُ:
وَ النَّـاسُ فِي حَـيَـرٍ، مَا سِـرُّ مَـبْـلَـغِـهِ @ فِي الْحَـشْرِ مَنْزِلَةً؟ مَا كَانَ يَصْـنَـعُـهُ؟
حُـبُّ الْإِلَـــهِ وَ حُــبٌّ فِــيـهِ مُـقْــتَـرِنٌ @ رِفْقاً بِخَـلْــقِــهِ فِـي صِـــدْقٍ يُـشَـفِّـعُـهُ
أَنْ لَـيْـسَ يَـدْخُـلُـهَا إِلاَّ صَـفِـيَّ جَـوَى @ قَـلْـبٍ يُـحِــبُّ لَــهُ، بِالْغَيْبِ يَـخْـشَعُـهُ:
فِي قُـمْـرَةٍ بِـيَـدِ الـرَّحْمَنِ مَـنْـشَـؤُهَـــا @ عُـدَّتْ لِــذِي سَـلَـمٍ فِـي الْقَـلْبِ يُودِعُهُ
صُـفْـرٌ حَـشَـاشَـتُـهَـا، قَـدْ زُرِّبَتْ لَبِنـاً @ مُحْدَوْدَباً وَ طِـلاَ بِـالـرَّقْــشِ بُـرْقُــعُـهُ
مَقْـصُورَةً حُـجِـبَـتْ غِـيـدٌ بِـأَرْوُقِــهَــا @ فِي قَصْرَ مِنْ قَصَبٍ، مَاسٌ يُشَعْشِـعُهُ
وَ الْحِبُّ فِي حُلَلٍ كَـالْــوَشْـيِ فِي دُرَرٍ @ شَـفَّــتْ مَـفَــاتِــنَـهُ، أَزْهُو أُدَعْــدِعُــهُ
فَالْـبَـيْـتُ عَــبْـقَــرَهُ رَبٌّ لِـذِي كَــرَبٍ @ فِي عِـشْـقِهِ خُلُصُ الْأَوْطَـارِ، مَـتْرَعُهُ
فُـرْشٌ عَـلىَ سُرُرٍ وَ الْخَوْدُ فِي حَـوَرٍ @ بِالْجَــنْـبِ ضَـاحِـكَةٌ، لِلْـبَعْـلِ تُـسْمِـعُهُ،
لَحْـنـاً كَـأَبْـهَى مَـلاَكٍ شَــادَ مُـنْـتَـشِـياً @ بِـالْـهَــمْـــسِ قَـائِـلَـةً قَــوْلاً تُـــدَلِّــعُــهُ
:لاَ تَخْشَ مِـنِّي مَلاَلَ الْعِـشْـقِ إِنَّ لَــهُ @ فِـي كُـلِّ جُـمْـعَــتِـنَـا، نَــبْعًـا يُـشَـبِّعُــهُ
نُـوراً تَصَــيَّـرَنِي بِالْـحُـسْـنِ نَـاضِـرَةً @ مِنْ سُنْدُسٍ رَدَنِـي، خُـضْـرٌ مُــدَرَّعُـهُ
قَالَتْ وَ بَــاسِـمَـةً فِي رَفْــرَفٍ نَـضِــدٍ @ كَالْعِهْنِ مَلْـمَـسُهُ : غَــارَتْ مَــدَامِـعُـهُ،
ذَاكَ الشَّـقَـاءُ بِفُـرْقِ الشُّغْـلِ فِي زَمَـنٍ @ وَارَتْ كَوَاكِـبُـهُ، فُـــضَّــتْ مَـوَاجِـعُـهُ
:خُـلْــدٌ فَلاَ فَـتَـرٌ يَــعْـلُـوكَ يَـا قَــدَرِي @ في الْحُسْنِ خَلَّدَنِي، لاَ بُؤْسَ يَـقْـشَـعُـهُ
لاَ مَـوْتَ يَـقْـرَبُـنَـا، لاَ حَوْلَ يَـسْـلِـبُـنَا @ غَمْرَ السَّـعَـادَةِ، فِـي فَــيْـضٍ يُـوَسِّـعُـهُ
حَوْرَاءُ فِـي صَعَـدٍ بِالْحُـسْـنِ فِي قُـمُرٍ @ أَزْهُـو بِـمُــفْــتَـتِـنٍ لِلْـعَــيْـنِ مَـطْـلَـعُـهُ
فَالـتِّـرْب طَــيْــلَـسُـهُ هَــاوٍ بِـمــنْـكِـبِهِ @ مُزْدَانُ فِي صَـقَـلٍ مَـرْقُـوشُ مَـلْــفَـعُـهُ
هَذَا جَزَاءُ فِـرَاقِ الْـحِـبِّ وَهْوَ ظَــمِي @ صَـــوَّانُ ذُو كَـلَـفٍ وَالْـفُـرْقُ يَـلْـفَـعُـهُ
وَهَّــاجُ مَهْـمَـا قَـضَى رَبِّي نَــوَائِــبَـهُ @ مَشْغُوفُ ذُو شَبَقٍ، فِي الضَّـمِّ يَلْـسَـعُـهُ
تِـلْـكَ اللّـُمَــيَّـةُ إِنْ كَانَ النَّـصِـيبُ بِهَـا @ فَـرْضٌ لِـمُـؤْتَــمَـنٍ، فـٱعْــلَـمْ وَدَائِـعُـهُ،
:شَرْطٌ صِيَانَـتُهَا، فَٱحْفَظْ غَضَاضَتَـهَـا @ قَارُورَةً رَخَصَتْ، فَٱحْـرُسْـهُ تُـوقِـعُـهُ!
إِنْ شُـقَّ فِي سَـقَـطٍ، لاَ جَـبْـرَ يَـلْأَمُــهُ @ عُـسْرٌ تَــدَارُكُ مَـنْ سَـحَّـتْ مَـدَامِـعُـهُ
فَـٱحْـذَرْ نَقِيمَ سَـمَا، إِن ضِيمَ مُنْـكَسِـراً @ بِـالْجَـنْبِ وَهْوَ وَفِي، فَـٱرْقُــبْهُ يَمْـنَعُـهُ
حُـبَّا سَـرَى بِـدَمٍ فِـيـهِ ٱسْـتَـوَى فَخِـماً @ ثُـمَّ ٱكْــتَــوَى هَـرِمـاً، نِـقْـمـاً تُـجَـرَّعُـهُ
فَٱرْغَبْ بِنَـفْسِكَ أَنْ تُــؤْذِي خَـلاَئِــقَـهُ @ فَـٱعْـشَـقْـهُ فِـي هَــيَـمٍ، دَوْمـاً تُـبَـايِـعُـهُ
إِلاَّ فَعَـلْـتَ فَـدَعْ عَـنْـكَ الْغَـرَامَ فَــلَــنْ @ تُـقْـرِيـكَ عَـاشِــقَـةٌ إِنْ كُـنْـتَ تَـقْـمَعُـهُ
تِلْكَ الْقُـلُـوبُ لَـهَـا رَتْـقٌ إِذَا فَــتَــقَــتْ @ إِلاَّ الْغَـرَامُ فَـبَـعْـضُ الْـفَـتْــقِ يَـنْزَعُـهُ
أَمَّـا إِذَا قَـضَــتِ الْأَقْـــدَارُ فُــرْقَ مَهَا @ وَالْـحُـبُّ مُـقْـتَـرِنٌ، بِـالـرُّوحِ مَـنْـبَـعُـهُ
وَالْـمَـوْتُ فَـضَّـهُــمُ، شِــلْـوٌ بِـآخِـــرَةٍ @ شِـلْـوٌهُـنَـا لَـهِـبٌ، شَــوْقًــا يُــجَـرِّعُــهُ
فَالْجَـمْعُ فِي غُـرَفٍ زُرْقٌ مَـدَاخِـلُـهَــا @ فِي جَـوْفِ لُـؤْلُــؤَةٍ، وُسْــعٌ مَخَـادِعُـهُ
فُــرْشٌ بِـهَـا عَـلِـقٌ، صُـفْـرٌ زَرَابِــيُـهُ @ الطَّرْفُ فِيـهِ سَـهَـا، مَـهْـدٌ مَـضَاجِـعُـهُ
وَالْقَـطْـفُ مُـقْـتَـرِبٌ أُمْـلُوجُ يُـوصِـلُـهُ @ كَـــفًّـــا عَـلَى وَثَـرٍ تَــرْتَـــجُّ أَنْـطُـعُـهُ
وَالْـحِـبُّ ذُو وَطَــرٍ لِلْحِـبِّ فِي سَـهَــرٍ @ كُــلٌّ يُـعَـاقِــرُ مَـا بِـالْـخَـفْـرِ يُـوزِعُـهُ
وَ الـرَّبُّ ذُو بَـسَـمٍ رَاضٍ لِعـَـيْـشِهِـمَـا @ خُـلْــداً بِـجَـنْـبِـهِ مَـا يَـنْـفَــكُّ يُـتْـرِعُــهُ
ذَاكَ الْوِدَادُ حَـدِيُّ الرَّوْعِ فِـيــكَ غَــداً @ إِنْ كُنْتَ مُصْطَحِباً، لاَ صَحْبَ تَطْمَعُهُ،
غَـيْـرَ الَّذِي بِوَفَـا، أَقْـرَيْتَ عَـيْـنَـهِ فِي @ عَـيْـشٍ بِـرُفْـقِــكَ فِـي أُنْــسٍ تُــوَادِعُـهُ
فَــٱلزْمْ كَـرِيمَ طِـبَـاعٍ، رُفْـقَ عَـاشِــقَـةٍ @ دَوْمـاً وَكُـنْ دَمِـثاً فِـي التّـَيْـمِ تُـوقِـعُـهُ