رحلة البحث عن كرة النار
.............................
في غرفة القصيدة
حشرجات قاتلة..
حكايات طاعنة في السن..
روائح حب
وحرب مختلطة...
ليل يتسلى بدموعه البائسة..
من نافذة القلب القديمة...
أطل على هلام المكان
أرى طيوفا تحاول أن تضيئ
وشموعا كثيرة مطفأه
في انتظار بكاءات محترقة...
ريبوتات بشرية تتحرك حسب الأوامر
تقف فجأة شاخصة
لأن خللاً ما طرء على زر التوجه...
مسوخاً لظلال عارية تفتش عن قميص الضوء
طيوراً لأحلام منتوفة الريش..
قططاً لوعود عمياء تبحث عن كسرة يقين..
أتمسك بقشة في مهب الفوضى..
تجرفني المسارات العرجاء بعيدا..
أسبح جاهداً عكس تيار الرتابة..
أصطدم بموجة اللاشيء..
هناك...
فيما وراء غيمة الحلم
حيث يتبخر مطر الفرح ....
أصافح جنَّا تنسج سجادة الخرافة
وتصلي من أجل ملائكة استشهدوا
في رحلة البحث عن كرة النار...
فيل الظلام يصارع بخراطيم مبتورة
لصوص النهار القدامى..
حكومة الهامش الطارئة تصدر قرارا
بنشر ذئاب التحولات في مراعي الذاكرة..
مكوك براجماتي يتجه مجبرا صوب حقول النفط السوداء....
سفينة مفرقعات فضائية تقترب من كوكب الصمت الداكن..
معركة حب إضافية بين هابيل وقابيل تبحث في المتاهة عن غراب الخلاص..
مومياء تضحك بصوت عالٍ في كهف عزلتها المغلق..
أوهام خرساء تلاحق عنقاء شاردة...
عشاق افتراضيون يبيعون ورود الحب البيضاء بسجائر منتهية الصلاحية...
بواريد الجفاف العاطفي تحصد مزيدا من غزلان التعايش..
غابة الزمن المحترقة تتشبث بخيوط دخانها
من أجل البقاء..ذكريات مترامية الأطراف تعمل على تجميع رمادها في شوارع الريح المهترئة..
أزقة الخيال تستهلك أنفاس الرؤيا..
تركن مزيدا من الصور اللاهثة على قارعة الإحتمالات..
شظايا متناثرة تغتسل بدم الحياد البارد...
في بركة الصباح الآسنة تنمو طحالب العتمة...يطفو نقيق ضفادع الظل....
قريبا من تل المتغيرات تسعل ثعالب المادة وتتزاوج فهود العبث اليومي....
باعة التأريخ المتجولون يتهافتون على مزاد الوطن العلني..
يتاجرون ببيع عرائس الحب الأثرية...
قراصنة جدد يتسولون أفكارا زرقاء على أرصفة الشبكة العنكبوتية ...
في قرية العالم الصغيرة كائنات الوجع تتبادل الشكوى عبر شرفات انتظارها المائل...
شجرة الخديعة تدلِّي ثمار عريها المغري بغية هبوط آخر ...
الجسد المرتطم بقاع الرغبة يدخل في غيبوبة الحياة العصرية...
رسائل إلكترونية مدببة تحدث نزيفا حادا في أدمغة الهواتف الذكية..
من لوثة البداية إلى وباء النهاية تنمية جرثومية مستدامة في مسيرة العطب الكوني..
من تفاحة المعنى إلى آخر ورقة يابسة في شجرة الكلام أصوات نشاز جافة تصطدم بصدى انكساراتها الهشة...
...........
شعر/ توفيق العامري..10/10/2019