الاثنين، 16 سبتمبر 2019

قصيدة{{أمي و فلسطين }} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الاستاذة {{بن حميدة جميلة}}

(أمي و فلسطين )

أمي تقطف الزيتون 
وتعجن خبزا طريا
تطعمني أنا و إخوتي 
تسقيني بزيت  الزيتون المستخلص من ثمار الأشجار  
التي قاومت الإحتلال وأمام همجيته صمدت لعقود طويلة .

أمي الفلسطينية لم تلدني طفلا
بل أنجبتني بطلا 
و في مهدي رجلا 
أرضعتني حليبا 
من صدر شجرة الزيتون 
وربتني بحجرها 
وغطتني بلحاف من أوراقها 
كبرت و على حب الأرض ترعرت وبدمي حبها يسري  .

حاربني بنو صهيون
 وأنا منذ نعومة اظافري
 أرميهم بالحجارة
و كانت لهم اشد الطعنات

اقتلعوا زيتونتي 
هدموا بيتي 
داسوا على خبزتي 
قتلوا أبي بالرصاصات 
وتركوا أمي ثكلى تصارع الآهات

ثُرتُ وقلبي يَحترق على ممتلكاتي 
قاومتُ وصمدتُ لأحافظ على معتقداتي 
حين قطعو جذوري لم أمتْ 
بل تكاثرتُ وتوغلتُ في الأرض
وصرت اكثر ثباتًا 
إنني لهم بالمرصاد 

إعتقلوني وزجوني بالسجون والمعتقلات 
أعدموني و رموني تحت الثرى  
طارت روحي إلى علياء السماء 
وبالتراب تركت رُفاتي 
تعطرتْ الارض برائحتي 
ونبتتْ منها ملايين الشجيرات 
 أَزهرَ موضع جثماني 
وكان مهدا جديدا لصغار الأمهات 
لاتظنوا أن فلسطين تنتهي 
بل من جثامين أبنائها تخلق من جديد
وتُعادُ بها دورة الحياة
من موتاها يُخْلَقُ أبطالا وبطلات
فلسطين ستبقى شامخة حتى قيامة الصراط وأُفُول نور الشموس والنجمات  
و ينطوي على الأرض عرش السموات

هذه أنا جميلة الجزائرية أتنفس هواء القدس وأكتب عنها بدم قلبي وأتمنى ياااارب  أن تطأ قدميَّ تراب فلسطين أرض المقدسات.

الجزائرية بن حميدة جميلة 🇩🇿

ليست هناك تعليقات: