الخميس، 16 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{مازال النيل يجري}}بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{جمعه عبد المنعم يونس}}

مازال النيل يجري 
..............
موطني
يزرع للربيع ذٌهُورا ً
قريتي
تغير ثوبها كل يوم 
وتغتسل كل شتاء 
وفي المواسم 
لا تنام 
وأوراق الأشجار تداعب 
أعمدة الكهرباء 
فتبتسم للمساء
وتٌضىَءَ الطرقات 
تتوضأ للفجر 
وهي تستمع إلي آذان 
المآذن وهي تنادي للصلاة
تُغني للقمر 
أثناء كسوفه 
وتنادى الحور العين
أن تدعه يضىء الحقول
وهم يحصدون القمح
وهو يغتسل  بالندى
الله اكبر 
على وجوه الطيبين الكادحين 
والحسان 
وهم يضحكون 
للشمس في إشراقها 
ويغزلون من أشعتها حبال حواديت الصفا
و الأمل للغد
في قريتي
لا يغلقون الأبواب
إنها لا تخاف العتمة
إنها واحة على يسار النيل 
والنيل يحرسها
إنها لا تقتل الوقت على المقاهي 
ولا ترتدي الأحذية اللامعة 
أو الملابس المنشاه
قريتي طيبة راضية
تبتسم للمطر 
وهو يلبس الطرقات 
الطين
وتدفىء شتائها أمام مواقد النار
وهم يشربون كاسات الشاي 
والصبية يلعبون تحت الأمطار
والنيل مازال يجري كل يوم ويفيض                                                     بأمر الله   حارسا ً                                                                والنخيل على شطه يغني
يهب الخير والنماء 
لكل موطني
.......................
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //
22 مارس 1996
مصر العربية
_

ليست هناك تعليقات: