قصة قصيرة @@
مرارة فنجان @@@
رفع يديه من على المنضدة .أطبق بهما رأسه .ثم وضعها مرة أخرى . حدق بعينيه في الوجوه الماثلة أمامه .تحسسها بنظرة فاحصة كسر الصمت بكلمات اهتزت لها أركان المقهى خيل إليه أن للارض رجة وفي نفس الوقت اخدت تتراكض في راسه افكار لا أمس لها ولا غد . ذكريات يجترها بلا ملل بسرعة خاطفة الى أن داهمته حيرة مؤلمة كاد ان يضحك . فمن الهم ما أضحك . ومن الفرح ما ابكى .تجري الايام وراء بعضها كانها في سباق محموم دون نهاية ولا حساب لها في حياته .جنون .تجمد .فتعفن كالمياه الراكدة في مستنقع . حين ترجح كفة الحزن يطفح الحزن بلا نهاية ..لكنه في آخر المطاف يحس كأن المسامير الصدئة التي عكرت صفو فؤاده تزاح بعناء شديد .تنتزع بكل قوة . لتفرغ وتلقى على الجدار دون أن يهتم هو بشيئ وكأنه لم يكن قط أو ولد من جديد . فقد عاد له التيار الذي انفصل منه بسبب رياح عاتية ظلت تلازمه كم كان يتمنى لو لم ينفلت منه ..رشف ما تبقى من كوب القهوة وشفتاه ترتعش كارتعاش شفتا عطشان تلامس حافة كاس الماء .وانامله تأخد الهاتف بطريقة غريبة مجردة من كل علاقة لا يمكن أن نقول عنها الا شعور عاطفي قوي أقوى وأعذب من كل علاقة أخوية . اقترب بخطوات نحو الباب مبددا الصمت الثقيل في رأسه بكلمات للنادل ..أراك لا حقا ..وصوت رنين يكسر صمت الغصة العميقة بداخله ..
ثم سقطت من شفتيه حروف مبللة في هوة الدرج . اواه ... هاتف من رحم الحقيقة لابد ان يكون ثائرا يسير بك الى المجد او الى الحضيض ...
رشيد الموذن @@@
المغرب @@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق