آخِرِ النَّهار
بقلم الأديبة والشاعرة : عبير أبو عيد. فلسطين - القدس
إِنّي تَعَوَّدْتُ عَلى انتِظارِكَ
فَلِماذا تَسْلُبُ مِنّي حَلاوَةَ الانْتِظار؟
لَقَدْ هَذَّبَ صَوْتُكَ إِيقاعَ أَيّامي
فَلِماذا تُغيبُهُ عَنّي
وَلِماذا تُهْديني حُرِّيَتي
وَأَنا قَدِ اسْتَعْذَبْتُ سَلاسِلَ الحِصار
يا مَنْ هاجَمَني حُبُّهُ
كَالرّيحِ تَرْشُقُهُ في عُمْرِيَ الأَقْدار
إِنّي تَقَبَّلْتُ هَزيمَتي
فَلِماذا تُريدُني أَنْ أَحْتَجَّ عَلى المَطَرِ
إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَّمْتُ بِعَدالَةِ الإِعْصار
لَقَدْ أَحْبَبْتُ مَوْطِني المَزْروعَ بَيْنَ
خُطوطِ يَدَيْكَ
فَلِماذا تُريدُني أَنْ أُعاوِدَ الإِبْحار؟
إِنّي مَشْتاقَةٌ إِلى مُراقَبَةِ الفَجْرِ
وَهُوَ يُشْرِقُ مِنْ عَيْنَيْكَ
مُشْتاقَةٌ إِلى ساعاتِ بُكائي
وَأَنا أَتَحَدّى الدَّهْرَ عَلى كَتِفَيْكَ
مُشْتاقَةٌ إِلى ابْتِسامَتِكَ
وَقَدْ جِئْتُكَ أَشكو ارْتِعادَ روحي
مُشْتاقَةٌ إِلى انْتِقامِكَ
وَأَنْتَ تَثورُ وَتَصْرُخُ : لا تَروحي
مَشْتاقَةٌ إِلَيْكَ بِكُلِّ جَوارِحي
بِكُلِّ ما يَجْتاحُني مِنْ حَنينٍ إِلى الطُّفولَةِ
وَأَنا عائِدَةٌ وَحيدَةٌ آخِرَ النّهار
بِكُلِّ ما يَنْتابُني مِنْ حالاتِ الخَوْفِ
مَشْتاقَةٌ إِلَيْكَ لِماذا لا تُصَدِّقُني
مُحْتاجَةٌ إِلَيْكَ لِماذا لا تُصَدِّقُني
أَنا لَسْتُ بَشَرًا
مِنْ رَصاصٍ كَما
تَظُنُّني
أَنا امْرَأَةٌ مِثْلَ كُلِّ النِّساءِ
أُريدُ أَحْيانًا أَنْ أُجَرِّبَ الانْكِسار...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق