الثلاثاء، 14 مارس 2023

قصة قصيرة تحت عنوان{{عقارب الساعة}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة {{مها حيدر}}


عقارب الساعة

انتقلت العائلة إلى بيت صغير ، لابتداء حياة جديدة وسعيدة ، فالعائلة تتكون من الأب والأم وفتاة لا تكاد تبلغ العاشرة  يدفعهم حماس وتعلو شفاهم الابتسامة وعلى الوجوه علامات الرضى ..
فتح الأب الباب قائلا : بسم الله ..
- ما هذا يا أبي ؟!! ألم تقل إنه بيت قديم ، لكن لا أرى ذلك  !!
- أنا أيضًا مندهش!!
لقد كان بيتًا مليئًا بالألوان الزاهية والاضواء الساطعة ، ويشعرك بالدفء  .. يعني بيت كامل بأتم معنى الكلمة  !!
كان الجميع مستغربين لمَ استخدم كان وهو فعل ماض ؟!!
هل حدث للبيت شيء ؟!!
لا تستعجلوا ، اصبروا قليلا..
كانت الأم تحس بشعور غريب يفقدها الأمان والراحة ، وكلما أخبرت زوجها(سمير) يرد عليها ضاحكا : - هل أنت خائفة ؟!!
فتجيب :- أنا لا أمزح  ..
مرت أربعة أيام "طبيعية"وجاء اليوم الخامس .. وكالعادة ذهبت ابنتهم إلى غرفتها لتنام ، فالمدرسة تنتظرها يوم الغدٍ .
 وأمام سريرها عُلقت ساعة وردية جميلة الشكل ، أطالت النظر إليها وشعرت بالنعاس ، أغمضت عينيها لتحلم بحديقة مليئة بالفراشات وورود حمراء ،  لكن قبل أن تغوص بالأحلام ، أحست أن  هناك شيئًا كبيرًا على أنفها .. 
فتحت عينيها .. وكانت المفاجأة  !!إنه عقرب الساعة .. يفتح يديه المليئة بالأرقام ليقرصها 
قائلًا : أرجو لك أحلامًا سعيدة في القبر !!

مها حيدر 

ليست هناك تعليقات: