الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

قصيدة تحت عنوان{{ستعودين}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


ستعودين
________________________________
      سَتعُودين 
ذاتَ  يومٍ  سَتعُودين
وسَينهزمُ الغُرورُ ويَنتَصرُ
       الحَنين 
سَتعُودين كَما أنتِ غنوتي
    في كُلِ حِين
أنَا لَن أقَابلَ العِنادُ بِالعِناد
ولن أنكِرَ حُباً هوَ قَدرُ ويَقين 
إنْ كانَ يَروقُ لكِ الهَجرُ
          فَإني  
سَأسلُك دربَ الصَابرين
     في الحُبُ
 فرائضُ تَجهلينها برغمِ 
     العُمرِ لا تُدركِين
فَأنتِ طفلةُ بِعيني طِفلة
ولو  تَجَاوزتِ  الأربعين
     وشِيمُ الكِبارِ 
  الصَبر على الأطفالِ
وسُنَن العِشقِ تَمنَحُكِ العُذرُ
      كُلما تُخطِئين
سَتعُودين وسَيعُودُ الربيعُ
وسَيعلو صَوتَ الحُبِ 
 في زمانُ الصَاخبين
        فَمهما  
 تَرمِينني بِالشَوكِ لن
يَتحَولَ شِعري إلى سِكين
فَلا تَعجَبي مِن صَابرٍ
   يُصَاحبُ الَليل
  وأرصِفةُ العَائدِين
لِلعِشقِ  ضريبةُ  تُدفعُ 
أولُهَا  البُكاءِ  والأنين
إن لَم  أبكِيكِ  ياعُمري 
     ماالذي أبكِيه
فَلا الأيام تُبكَى ولا السنين
ولَن أراهنَ على عَودتٍكِ 
         بَاكيةٌ
 تَشتكِ  لَيلُ  السَاهرين
      فأنا أعرفُ 
مَاالذي يُراودُكِ في الليلِ 
       ومَا الذِي
 في  النهارِ  تَنتَظرِين
        وتُخفِينَ
 تحت  ثَوب  القسوةِ 
     بُركَان شوقٍ
وتُنَاقضي القلبَ وتُكَابرين
    لِمَ أتحداكِ يَاعُمري 
    فإن لم أكُن عَاشقًا  
          فأنا أبُ
أهبُ  الأيامَ  ولا أنتظر 
      ماذا سَتُعطين
للأبِ عيونُ تَرى مَالم يُرى
          وقلباً 
 يَغفَلُ  القسوة  ويَلين
       سَتعُودين
وسَتعُودُ  بسمتي  تعلو
    في الَليلِ الحَزين
  إن كُنت الآن مُغتربًا 
لِي في عَينَيك وطنُ
        مُستكين
وفي يدَيكِ مسحةُ شِفاءٍ 
         ودفئًا  
مِن القدمِ  إلى الجَبين
       سَتعُودين 
 وسَتعُودُ  عيناكِ  مأوى 
  دفاتري المُشردين
فإن هانَ الحبُ في الدنيا 
  في عَينَيكِ لاَ يَهون
وإن بعثرتني الأيام أعلمُ 
     أنَكِ سَتُلملِمِين
  بِرغم اليأسِ لي أملُ 
 وبِرغم  الجُرحِ  أنتظر
        بعدَ الظلام 
وسط غيومي ستشرُقين 
 ستَعُودين  ولَن أعاتبَ 
        ولن ألوم
 فَالطِفلُ إن حطمَ  لعبةً
      نُهديهِ الأخرى 
وإن  كُنا  منَ  السَائلين
  عِشقُ النساءِ مُتعبُ
وعِشقُ  الأطفالِ  يَندى 
        لهُ الجَبين
ستَعُودين بِالحبِ وحدهُ
       سَتعُودين 
ثقتي بعَودتِك ثقةً في 
      الحُب  لاغَير
بِرغم طفُولتك بِعقلِكِ لاَ
         لا أستَهين
 من أطاحت  بِعروشٍ 
وأخرجت نَبياً مِنَ  الجنة
    كيفَ بعقلها رجلُ 
        مَا يَستَهين
سَتعُودين حُبا سَتعُودين 
       وعلى صدري
 سَتشتكِين الفِراق وتَلعَنيهِ
          وتَبكِين
دُوري في الدنيا مَاشِئتِ
واعبثي بمُقدساتي مَاشِئتِ       
    فَمهما ضللت القِبلة 
     يومًا مَا سَتُصلين
ومهما انحرفتِ عن دروبي
  بألفِ شيءٍ سترجعين
فإن  تذوقتِ  حناناً  مثلَ
          حناني
سَأستَقيلُ من حُبكِ وأتنَازل 
  عن عرشي وقصَائدي 
     ومزارعِ الزيتون
فإن  كانَ  النهرُ  عذبا أنا
    نهري ليس نِيلا
ومن  قبلِ  ماجري  في 
       بلادُ الرافدين
 أنا نهرُ حُبي مُقدسٌ لاهوَ
 في الشرقِ  ولا في الغربِ 
          وابحَثي
 مِنَ  الهِندِ إلى بغداد
         إلى حطِين
 لن  ترتوي  بغير  أنهاري
 ولن تعيشي بغير جنوني
         وإعصاري
ولن  ترتضين  أن تكوني  
   أقلُ  مَالقبتُكِ  يَوماً 
      بِقِبلةِ العَاشقين
 ستَعُودين حُباً ستعودين
_____________________________

حسام الدين صبري/. 

ليست هناك تعليقات: