الأحد، 2 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{لا أريدك في خيالي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


لا أريدك في خيالي

دعيني في الظّلامِ بلا بصرْ
فقد أكل الدّجى وجه القـــــــمرْ
دعينــــي لا أريدُك في خيالي
فقد تعبَ الفؤادُ من الضّــــجرْ
دفنتُ الحبّ في الدّيجورِ ليلاً
فجفّ النّهرُ وانقطــــعَ المــــــطرْ
ومن عطشِ النّفوسِ بكى الأهالي
ودمدمتِ العواصفُ بالخطرْ
وهبّ اللّيلُ مُتّــــــجهاً إلينا
برفقتهِ القــــــضاءُ مع القدرْ

دعيني كيْ أهاجرَ من خيالي
لأغرقَ في البحــــــورِ ولا أبالي
تعبتُ من الرّكوعِ لكلِّ شـــخصٍ
يمارسُ ســـــلطةً بين الرّجالِ
وأكـــــــرهُ أنْ أعودَ بلا ضــــميرٍ
لأبتلــــعَ الإهـــــانةَ بالسّعالِ
فما وطنــــــي سوى بلدٌ أسيرٌ
بمعتقلِ الفراعِنَةِ البـغالِ
كفى جهلاً فــــــيومُ الدفــنِ آتٍ
أكنتَ من اليمـــــينِ أو الشّمالِ

فقدنا في النّـــــــهى أدباً ودينا
فحِدْنا عن صراطِ المســـلمينا
وأحْرقْنا مِلفّاتِ البعثِ عمداً
بنارِ الغيّ حَرقَ الجاهلـــــــينا
تركنا للقُـــــــــــرودِ دماً ثميناً
فماتَ الحــــبُّ مُختــــنقاً حزينا
تركنا أهلنا من دون دعْمٍ
ليُصـــبحَ جلّـــهــــــمْ في الغابرينا
رأيتُ القتلَ في أهلي فظيعاً
فسُـــحقاً للقرودِ الحـاقدينا

دعيني أنت خادمةَ القرودِ
و خائنة العقـــيدةِ والعــــــــهودِ
أحلّ بكِ الضّلالُ القتلَ فيـــــنا
وألحقتِ المعــــــابرُ بالحدودِ
وبالإرهابِ صودرتِ الأراضي
وصودرتِ القـبورُ من الجُـدودِ
فيا عربَ العمائمِ أينَ أنتمْ
وأين الفعلُ من تلــــكَ الوعـودِ
غدا سنرى حين ينقشعُ الغبارُ
بأنّ الحقّ يؤْخذُ بالصّـــمــودِ

فظيعٌ في المجازر ماحـــــصلْ
وجبنٌ أنْ نعــــــــيشَ بلا أملْ
ندورُ على الرّحى ليــــلاً نهاراً
ولا حلٌّ هــــــــــناكَ ولا أجلْ
كأنّ النّاسَ في الظّلماءِ تاهوا
فما بقيتْ لهمْ إلاّ الحِــــــيَلْ
تقهقرَ عزْمُهمْ في كلّ حقلٍ
فماتوا في الحــــياةِ من الــوجلْ
ومنْ أمّ الخبائثِ قد أحلّوا
شراباً قادهمْ نحْو النّـــــــحلْ

سأمنـــــــعُ شمّ رائحةِ البخورِ
وأمنعُ نشرَ شعْــــوذةِ القبـــورِ
وفي الأحشاءِ أدفنُ كلّ عارٍ
يدلّ على الدّناءةِ والفــــجورِ
لعلّ الفـــــجرَ يظهرُ من جديدٍ
فيبــعثُ أمّتي بينَ الحُـــضورِ
وما طردُ القــــرودِ أراهُ سهلاً
وهم مَسخوا العديدَ من الأمورِ
علينا بالتّــــوجّهِ نحْو عـــصرٍ 
نُعيدُ به الحياةَ إلى العـصورِ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: