رأيتُكِ اليوم
-------------------
بعد الفِراقِ الذي دمَّرَنا وأبكَانا
وأُ حرَقت السُفُنَ في بِحارٍ بلا عُنوانا
وخَلَّفَ الحُبُّ جِراحًا بينَنا وأحزَانا
رَأيتُكٍ اليَوم
ولأولِ مرةٍ عُيونُ الناسِ سَوِيًّا تَرانا
وجُثثُ الأحلامِ في عينيكِ تسألني
مَن الذي مَن الذي أطَاحَ بِنا وأسقطنا
مِن دفاترِ الأحياءِ مِن دفاتر العُشَّاقِ
ومِن كؤوسِ الويلِ بِيدَيهِ سقَانا
وأنا وجَّهتُ نفسَ السُؤالِ إلى عينيكِ
مَن ياتُرى مُبتَسِمًا بينَ يديكِ؟
هل هذا الطفلُ آخرُ طعنةٍ في صدرِ هوانا؟
فلا أجبتُ سُؤالكِ ولا أجبتِ سؤالي
ربما تُجيبُ الأيامُ من استباحَ الحُلمَ
وقتلَ الطيورُ وحينَ موتِها رقصَ نَشوانا
أنا ما نسيتُكِ يومًا وما نسيتُ ما أسعدَنا
لَحظَةً وأبكَانَا
ولا كتبتُ في غيركِ شِعرًا وماخَطَّ قلمي
غَيرَ وجعَاّ وحرمَانَا
أُسافر وأعودُ فلا الغُربةُ تُؤويني ولا أوطاني
بَعدكٍ أحسُها أوطَانَا
عشرة أعوامٍ وأنا أسألُ القهوةَ أين المذاقُ
وأينَ الطَعم الذى كَانَ وأسأل دومًا حَائرًا
هل هذا المطرُ مطرٌ هل هذا الصيفُ صيفٌ
هل الربيعُ لازال يزورُ دُنيانا؟
أبحثُ في كلِّ لوحمةٍ أراها عن شىءٍ فيكِ فلا أجد
وأبحثُ في كلِّ مولودٍ فلا أرى مَن يُشبهكِ
وأتساءل كيفَ اختفيتِ من كل شىءٍ حولي
وأنتٍ لاَزلتٍ في الشُريانَا؟
وسألتُ كلَّ الرسَّامينَ أن يأتوا بلوحَةٍ مِثلكِ
وسألتُ الأطباءَ والعطَّارينَ أن يمحوكِ بداخلي
فَما أجَابني أحد
وبقيتُ في جنوني مُغتربًا ماضيًا والظَهرُ عُريانا
لا تتهمينني أنني قد بعتُ حُلمي يومًا
وكنتُ في عشقي يومًا جَبانا
أنتِ مَن أطحتِ بقوتي حينَ استسلمتِ
لذاكَ الطُوفَانَا
مددتُ يدي إليكِ فما أمسكتُ إلابسرابٍ
وبقايا حُلمٍ في طريقٍ قد ضَلَّتهُ خُطانَا
ورأيت العهدَ يُدفن بينَنا حيًّا فلا حَفِظناهُ
ولاَ هو. أبقَانَا
لاتتَّهمينِي فأنا لازلتُ أحبُّكِ واسألي الليلَ
بعدكٍ كَيفَ كَانَا
وما اخترتُ غيركِ ولن أختارَ ولو أصبحَ
هذا الطفلُ عشرين طفلًا وإن أصبح الأبيضُ
في رأسكٍ سَيدَ الألوانَا
أنا قتلتُ جميعَ نساءَ الأرضِ لتبقي أنتِ
الأنثى الوحيدة
وأطحتُ بكلِّ العروشِ لتبقي أنتِ السُلطانة
فإن كنتِ نسيتِ لاعليكِ
تكفيني الذكرياتُ أعيشُ عليها، ستبقينَ
خالدةً أزمانًا وأزمانا
فلو لم نتقابلْ مرةً أخرى أعِدينى أن أمُرَّ
بخيالكِ ولو للحظةٍ مِن بين السنين لتلقانا
---------------------
حسام الدين صبرى /جمهورية مصرالعربية