كَفكِف دُموعَك
----------------
كَفكِفْ دمُوعَكَ وارحَل.. فقد وَلَّى زَمَنُ الدُّمُوع
لاَتَشتَكِ الظَلَاَمَ وأنتَ.. مَن قَتلتَ بَقَايَا الشُّمُوع
أنَا مَا خَضَعتُ حِينَ القَتلِ فَكيفَ الآن أرتَضِي بِالخُضُوع؟
كَفكِفْ دمُوعَكَ مَتَى الدَمعُ أحيا مَن مَاتَ وأطفأ نَارا بِالضلُوع
حَملَتكَ الريحُ رمادًا وأتت بكَ رمادًا وبينَ رمادِ الأمس
ورمادِ اليوم مرورُكَ هُنا مَمنُوع
كَفكِفْ دمُوعَكَ والتزمُ الصَمتَ فلاَ عَادت دمُوعَكَ تُثنِيني
ولاعادَ صوتُكَ أذانِي المَرفُوع
ياقَاتلَ الفجرِ أما حسبتَ إن حَلَ الظلامُ فَلاَ وجهُكَ أراهُ
ولاَ عَينَيك مهما أتيتَ بِنُورٍ مصنُوع
أمَا حسبتَ أنَ المُصَلِي إن ضَلَّ القِبلَةَ يوما فلاَ تَوبَةُ
تُرفَعُ لَهُ ولا يَنعمُ بِالخشُوع
رميتَ بي وأنا طِفلُ يَتيمٍ يَحمِلَنى جوعٍ إلى جوع
اليومَ عُدت تَحلُمُ ببقَايا حنيني وشَربَةً من ذاكَ اليَنبُوع
لاَشىء اعطيكَ مِنه غيرَ أنينٍ وبقَايا خيطٍ مقطُوع
إرحَل فالطريقُ لايجمعُ أبدا بينَ ضلالِ كَاذبٍ وبرائةَ المخدوع
لايجتمع ذئبٍ بطيرٍ إلا وفتكَ بهِ ويرى الذئبُ دائما
دائما أنَ جُرمهُ مشروع
إذهب فلن أعطيكَ فرصةً لقتلي مرةً أخري
فَلم أعُد ذالك الطيرُ الذى يراكَ سماهُ الخالدة يَطيرُ إليك
يَطيرُ إليك مُشردا موجوع
لايُلدَغُ المُؤمن مرتَينِ وأنا مؤمنٌ لايَضلُ قلبى وإن يتألمُ
وإن يَتألمُ وإن يَجُوع
عُدتَ واثِقا أنكَ سَتجدُ نفسَ الحنينِ ونفس الجنونِ
وآهاتُ الشوقِ تحملُها الدموع
خَانكَ ظَنُكَ رُبمَا ملامِحي كَما هي لكن قلبى تغيرَ
شكلا وموضوع
اذهب فلا أريدكَ وإن كنتَ تحمل الأنهارَ والنجومَ
والشمسَ وتغرسُ الحب أشجارا منَ الجذورِ إلى الجذوع
سُنحت لى فرصة الانتقام لكننى لن أنتقم
لالا أحب قتلَ المقتول فَلستُ أنا من يطعنُ العاجز
أو يصفعُ المصفوع
يَكفى ركوعكَ أمامي فخضُوع الذئب أمامَ الطَيرِ
نُصرَةً عظيمة يكفى أنكَ لأجلى فرضت عليكَ الركُوع
إرحل عنى دعني ألملِم نفسي فَلكُلِ جوادٍ كَبوة
ولكل جرحٍ دواء ولكل حرمان عوض ولكلِ انطفاءُ
ولكلِ انطفاءُ قهري أتِ سطوع
--------------------
حسام الدين صبرى/ديوان /بقايا حلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق