"عزرائيل "
قصة مسلسلة
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
-------------------------------------------
-٨-
(الفصل الأخير)
بعنوان:
"يوم الحساب "
تابع بلال حديثه بنشوة بينما ثائر يخفي وجهه كي لا يرى بلال دموعه وتغير نظراته وتوتره معا:
-شربت عبأت زجاجتي بالماء العذب وأنا أشعر أن كل ماء الدنيا العذب لن يروي ضمأي ،ولن ترويه سوى تلك المرأة ،
ذهبت بعد أن حصلت على المعلومات الكافية من الفتيات ؟
أخذ رشفة من كاسة الشاي ثم تابع:
-بعد أيام عدت إلى القرية..عدت في ليلة غاب فيها القمر ،وقد كانت الأقدار تخدمني..تسللت إلى منزلها وكان معي سلاحي حتى فيما لو حضر زوجها قتلته بسلاحي أو بسكيني الحاد،
طرقت الباب ..قالت بصوت رقيق مثير:
"حبيبي ثائر ..أهلا وسهلا بالحبيب الغالي في بيته؟"
هههههههه هؤلاء الأغبياء يؤمنون بالحب..فتحت الباب ..عندما رأتني شعرت بالذعر ..أرادت أن تصرخ ..لكن لاأعرف لماذا إختنق صوتها ..أغلقت الباب ورائي ..رجعت هي إلى الوراء مذعورة ..كانت مرتدية أجمل ثيابها.. المثيرة ومتزينة بالمساحيق التي أسالت لعابي أكثر وأكثر ..إضافة إلى رائحة عطرها وروائح البخور بالمنزل ،جريت إليها ..أمسكت بسكين الفاكهة المعدة لسهرتها مع زوجها ..حاولت قتل نفسها ..لكني أخذت منها السكين ..طرحتها أرضا ..إنقضيت عليها ..بدأت تقاوم مقاومتها اليائسة ..كانت تلهث ..مزقت فستانها وبدأت بألتهام جسدها ..و كنت بذلك أنتقم من جميع النساء وخصوصا الصغيرات ..الخائنات ،
لكن ..تلك الملعونة إختنقت تحت ثقلي وماتت قبل أن تمنحني المتعة المطلوبة،
لكني تابعت حتى النهية ههههههههه وثائر الغبي في عمان ،لقد تأخر في تلك الليلة كما وأنه قد تركها لي هذه الليلة ،ألم أقل لك أن الأقدار قد خدمتني تلك الليلة هههههه أين أنت من ثائرها هذا الغبي ،ألم أقل لك بأن الأسماء تتشابه وإنما تختلف المعادن ؟
كان بلال يتحدث بنشوة بينما دموع ثائر تتساقط بغزارة مبللة وجهه وقد عض على شفته حتى أدماها وكاد أن يقطعها ،إمتدت يده إلى سلاحه ..أخرجه ،ثم وجهه إلى بلال ..رفع رأسه ..ذعر بلال عند رؤية وجهه بينما الدموع تبلله والدم ينزف من شفته كالوحش ،صرخ ثائر وهو موجه فوهة سلاحه إلى صدره:
-إذا أنت قاتل زوجتي ومغتصبها أيها الشيطان؟
كاد أن يقف قلب بلال من الخوف ..وكان لأول مرة يشعر بالخوف ..لما لايخاف، أنه الإنتقام ،وقبل أن يقل كلمة واحدة أطلق ثائر النار وأول رصاصة استقرت في كتفه الأيمن ،بينما الرصاصة الثانية استقرت فاستقرت في كتفه الأيسر ،
ثم أطلق النار على ركبتيه وتبعهما بعدة رصاصات على ذراعيه حتى شل حركته تماما، فصرخ بلال متوسلا :
-ماذا تفعل أخي ثائر..أتقتل أخاك ..بالله عليك أخبرني من أنت ؟
-أنا عزرائيل الذي كان يرافقك كظلك ،وقد أرسله الله إليك ليقبض روحك بأبشع طريقة ؟
-إن كنت أنت ثائر زوج آيات فأني أخبرك بأنا لم نكن قد تعاهدنا على الإخوة حينها..أي لم أخونك وأنت أخي ؟
-أيها الشيطان القذر أن الذنب هو الذنب .
-لكن الله يغفر الذنوب فلماذا لايغفر العبد لأخيه؟
-أتعرف ...حقا أخاف أن يكون الله قد غفر لك ..وهذا بالنسبة لي لن يكون عدلا ..ولهذا ستنال عقاب الدنيا بأبشع طريقة ..
سأرسلك إلى الله بالشكل الذي يلائمك.
ثم تركه وتوجه إلى الناقلة ..أخرج منها قلن ..أطلق رصاصة على خزان الوقود ،فتدفق منها على الأرض..ملأ القلن من الوقود المتدفق، ثم تركه يتدفق أسفل الناقلة ..حمل القلن وعاد إلى بلال الذي كان غارقا في دمائه،عاجزا عن الحركه ..ثم أخذ منه السكين وصنع قناة على الأرض من عدة أمتار ،ثم دلق فيها الوقود حتى وصل إلى بلال من جديد بينما بلال يكرر "لاإله إلا الله "
ثم أفرغ ماتبقى من الوقود عليه ،قال بلال متوسلا وهو لازال يشعر أن لديه أمل في النجاة :
-الرحمة أخي ثائر ..العفو عند المقدرة من شيم الكرام؟
-من لايرحم لايرحم ..أنت اغتصبت زوجتي بوحشية ثم قتلتها وقتلت معها إبني ،وحولت حياتي إلى جحيم ،بينما أنا لم أكن أريد من الله غير زوجتي وإبني.
-لكن .. الإخوة يتسامحون ؟
-خسئت أن تكن أخي أيها الشيطان .
-والعهد؟
-لاعهد بين القتلة والمجرمين .
-أن الله بعظمته وجلاله يغفر الذنوب جميعها ؟
-أن هذا شأنك مع الله لكني لاأغفرها.
-إعطني فرصة ..سأعوضك ..سأغرقك بالمال ؟
-أن مال الدنيا كله لايعوضني عن زوجتي وإبني.
- لم نكن إخوة حينما إرتكبت الجريمة ..ولم أكن أعلم بأن آيات زوجة من ستجعله الأقدار أخا لي؟
-أخي...لقد قتلتني في الحياة..عذبتني عذاب لايرضاه عدو لعدوه ..حرقت قلبي ..حولتني من رجل طيب ..تقي ..يخاف الله ..إلى مجرم قاتل.
-لكن كان ذلك بإرادتك أنت؟
-بل فعلتك القذرة هي التي حولتني إلى مجرم قانت من رحمة الله.
-لنبدأ من جديد ..وسأزوجك من عشرة نساء بدلا منها ..وسوف أبوح لك بالفتوة التي تجيز ذلك؟
-أنت لاتعرف سوى لغة الأجساد،لكن أخبرك زوجتي آيات هي ملكة جميع النساء على الأرض ،ولايمكن أن تعوضني أي إمرأة أخرى.
-حكم العقل أخي ثائر؟
-إنتهى الحديث قد يغفر الله لك ..وقد لايغفر لي انا ..بالرغم من كل ما ذقته من عذاب ..لكنك ستنال عذاب الحريق على يدي ..وفي الدنيا ..سأطهرك أولا ،هذا إن كان جسدك النتن قابلا للطهور؟
-لايعذب بالنار إلا خالق النار .
-والعبد العاصي ..وأنا لاأرى سوى الإنتقام؟
أشعل عود الثقاب ..رماه في أول قناة الوقود فبدأت النار تقترب من بلال بسرعة، بشغف ..بنشوة..بفجع ،
بينما بلال يردد :
-لاإله إلا الله ؟
أما ثائر فبكى بحرقة على زوجته وحبيبته ،وإبنه،
و...على أخيه بلال وعهد الإخوة الذي خنثه وكأنه يقول في نفسه ؛ليت كل ذلك لم يحدث،
إشتعلت النار بأخيه بلال ..علي صراخه ..تذكر ثائر قوله "إن تلك نار الدنيا ،فما بالك بنار الآخرة"
وقال ردا على قوله "النار لك ...ولي "
إستدار ثائر متجها نحو الناقلة تاركا النار تلتهم وجبتها ،وعندما وصل إليها أشعل عود ثقاب ورماه تحتها فاشتعلت فيها النيران كما وأنه لايريد أن يترك أي ذكرى أليمة وراءه،
بكت الشمس مما رأت ..بكت بحرقة بينما هي تغوص خلف الجبال ،ترك ثائر الناقلة المشتعلة التي بدت كباخرة في عرض البحر وسار إلى جانب الطريق لايدري إلى إين يذهب ،
توقفت إلى جانبه ناقلة ضخمة ..فتح بابها..أطل منها رجل ..إبتسم وقال له:
-إلى أين إتجاهك أخي..إصعد كي أوصلك؟
ماأن إستعد ثائر للصعود حتى رأى فوهة سلاح الرجل موجهة إلى وجهه ،وقبل أن يتكلم أو أن يأتي بأي حركة، خرجت الرصاصة لتمر من بين عينيه وتفجر دماغه،
سقط ثائر إلى جانب الطريق ..أقفل الرجل باب الناقلة بهدوء، فتابعت الناقلة سيرها كأن شيئا لم يحدث .
* * * * * * * * * * * *
الطريق الصحراوي مليء بالعربات السريعة المنطلقة بسرعة قصوى،بينما الناقلات كانت تسير ببطء من ثقل أحمالها ..تسير كما وإنها تسير في جنازات ..كانت العربات الصغيرة تتجاوز الناقلات البطيئة جدا ومن ثم تنطلق من جديد،بينما الناقلات الضخمة لاتزال تسير ببطء كالسفن المحملة بالبضائع،
والصحراء تبدو كالبحر الواسع ..المليء بالأسماك التي تأكل بعضها البعض ...والبحر ..
عميق ..عميق .
(تمت القصة )
تيسيرالمغاصبه
٢٢-٤-٢٠٢٢
الساعة الثانية عشرة ظهرا
(والأن بعد نهاية قصتي أرجو منكم محاكمة عادلة لبلال وثائر معا)