(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يدك
-٢-
كان لابد لي أن ارضى بتلك الوظيفة البعيدة جدا،
بعد الإغراء بالمرتب والحوافز وإجازة يومين في
نهاية الأسبوع .
قبلت بالوظيفة التي وجدها لي صديقي دون عناء
كونه له الكثير من المعارف هناك في خليج العقبة،
وتلك الوظيفة بلا شك افضل من حياة البطالة
والعوز لرجل في الثلاثين من عمره،
كانت إجازتي يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع
لكن لسوء حظي أن صديقي بمجرد أن تواسط لي
بتلك الوظيفة حتى تم تكليفة بالعمل في عمان
لعدة أسابيع ،أي أنا حضرت وهو غادر ..هو أصبح في
مدينتي وانا أصبحت في مدينته.
أمضيت الأسبوع الأول كعادتي في صمت وهدوء
دون تذمر وشكوى ..كالآخرين.
في مساء يوم
الخميس غادرت السكن متوجها إلى شركة
المواصلات الشهيرة كي أحجز تذكرة للسفر إلى
عمان صباح يوم الجمعة ،وهناك أخبروني أن العدد
قد إكتمل،
قبل مغادرتي يائسا إستوقفتني الموظفة الجميلة
وسألتني :
-حضرتك جديد هنا ..لأني لم أراك سابقا؟
أجبت:
-نعم ..أنا من سكان عمان .
قالت :
-والله كان بودي أن أخدمك ؟
-لاعليك ..سأبحث عن وسيلة أخرى.
في تلك اللحظة إقترب منها زميلها الشاب وهمس
إليها وهو مبتسم بحديث لم أسمعه ثم نظر إلي وقال:
-حسنا أنا أريد مساعدته لأنه دائما في نهاية
الأسبوع يكون ضغط علينا بسبب سفر الموظفين
منهم من يذهبون إلى عوائلهم ومنهم من يذهبون
برحلات ،لكن ....يوجد حافلة واحدة إحتياط ..هي
قديمة بعض الشيء من الداخل لكنها مريحة،
إلا أن السفر يكون متأخر لأن السائق والمضيفة
يغادرون إلى عمان في إجازتهم ؟
نظرت الموظفة إلية بدهشة ثم نظرت إلي وصمتت،
قلت :
-غير مهم ..أنا موافق المهم أن أعود إلى عمان في
أول إجازة لي على الأقل؟
ابتسمت الموظفة بإشفاق وقالت:
-تمام ..إذن عليك الحضور في مساء الغد.. في تمام الساعة العاشرة مساء..في العاشرة مساء تكون
هنا في الشركة..تمام ؟
-تمام.
-لكني أريد أن أحيطك علما، ربما تكون وحدك في الحافلة..
كذلك لا يوجد خدمات على الطريق ولا حتى نزول في
إستراحة وعليك أخذ مستلزماتك معك قبل السفر؟
-تمام .
نظرت الموظفة إلى زميلها تلومه ثم نظرت إلي وابتسمت بينما أنا استعد للمغادرة والعودة إلى سكن
الوظيفة.
" يتبع..."
تيسيرالمغاصبه