الأحد، 12 فبراير 2023

قصيدة تحت عنوان{{ أريدكِ اليوم}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


 أريدكِ اليوم

___________________________________
        أُريدكِ اليومَ 
واليوم لن أقبلَ أيةَ أعذارِ
 اليومَ لايومُ تمهلٍ ولاتَقبل
          إعتذَاري
  اليَوم  يوم عِناق  الطيورِ 
        وموسمُ الأزهَارِ
 اليومَ سأوزعُ في عَينَيكِ
      ميراثُ الأشعارِ
 وأحطُ على صدركِ عشقاً
    كَمَا العصافيرُ تحطُ
       على الأشجَارِ
     وأُراقِصُكِ طويلاً  
 ومِنَ الصَمت ومن التنهيدِ  
     سَتكُون أوتارِي
   وأنشدُ  حنينيِ  إليكِ  
  كَمَا  الشمسُ  تنشدُ
        في النهارِ
 اليومَ  سأعلنُ  احتلالي 
 وعَلى غيرِالعَادةِ سَأحِبُ
   غَزوي  واستعمَاري
أنا مُدني من الثلجِ  ذابت 
         وفيها
الدِفءُ مقتُولٌ وعصافيرُها
     هَاجرت الأوكَارَ
     فَادخلي مُدني 
وغَيري كُلَ المواسمُ  لِعلَهَا
       تُحييني النَارُ
أريدُ أنْ أسافرُ في عَينَيكِ
  مُدن السحرِ والأسرارِ
أنا من شكوتُ الغربة كثيراً 
واليوم الغُربةُ فيكِ جنةً
       جنةً وأنهَارا
وخشيتُ الغرقَ عُمرا طَويلاً
وتقلُب الأمواج وجفَافُ
           الأنهارِ
 ولَم أكُن أعرفُ أنَّ عَينَيكِ
     هيَ أخطرُ البِحَارِ
أبحرتُ فيهِما دونَ يَقينُ 
  دونَ أمل وعزَّائي أنهُمَ
  قِبلَةُ  دفَاتري  وأفكَاري
  اليومَ لكِ أن تفرضي 
   طقوسكِ وجنُونكِ
      أنا مُستسلمٌ
هذا الورقُ مُلكي وهذا 
 هوَ بيتي وهذهِ هيَ
  حدودي وأسواري  
أريدُكِ اليوم أن تقتُليني حُبا
      فَالموتُ  حُباً 
خيرُ من حياةُ الاحتضارِ 
 اليومَ  يومُ  تنصيبكِ 
على العرشِ والمُلكُ مولاتي
      ليسَ اختيارا
قَدرُكِ أن تعتلي عرشَ النساءِ
  وتُرثي قواعدَ جديدةٍ 
  وتُغَيري  أنتِ المسَارَ
  وتصوغي دستوراً يبقي 
   خالدا بين العشاقِ 
ومذهبًا  للصغَارِ  ولِلكِبارِ
اليومَ سيخلدهُ   التاريخُ 
 اليوم يوم انتصارِ الحُبِ 
 فإن كَانَ لِلعِشقُ  ثورةً 
 فَهذا اليوم يوم الثوارِ
 يَسُوقني الشَوقُ إليكِ 
       فلاَتَخافي
 من جنُوني وإعصَاري
    فَلَولا الحُبُ 
مَاكانَ الجنُونِ بينَنا سُنةُ
ولَولاَ مِيلادكِ. مَاخُلقت
        أمطاري
ولَولاَ الحياةُ  بينَ يَدَيكِ 
       تَسرقُني
 لاَلَعنتُ زمَاني وأقداري
      ولَولاَ العُلاَ 
في جَبينكِ والشموخ لَكَانَ
  سقُوطي وانهياري
       ولَولاَ الهُدى
 في عَينيكِ رسالةٌ مَاكَانَ
  الشَوقُ وِردِي وأذكَاري
إنى أعلنتُ الحربَ على الدنيا 
      والظَهرُ عَارِيا  
   فَكُوني غِطَاءً يَحمِيني 
      وكُوني بِجواري         
 سأستمدُ من عَينَيكِ قُوتيِ 
ومِن شَفتيكِ يُستنُّ سَيفيِ 
فَصُبي العِشقُ واسقينيِ
وامنحيني شَرعيةَ القرارِ
أُريِدُكِ ِ شمساً ولكِ أن تَكُونيِ
          عمرًا جديدًا
ولكِ أن تكُوني موتي وانكساري
        ____________________________
     حسام الدين صبري

ليست هناك تعليقات: